أنتونوف: موسكو على عكس واشنطن تبذل قصارى جهدها لوقف جرائم الحرب
موسكو: الإجراءات الغربية تقلل الثقة في النظام النقدي العالمي
واشنطن/
أعتبر السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا هدفها وضع حد للإبادة الجماعية التي تمت ممارستها منذ فترة طويلة بحق المدنيين في دونباس ونزع سلاح النازيين الجدد.
وقال انتونوف – وفق ما نقلت عنه وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء “حان الوقت لكي يفهم الجميع أن موسكو على عكس واشنطن تبذل قصارى جهدها لوقف جرائم الحرب”.
وتعليقا على اتهامات نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند بتورط القيادة الروسية في مقتل آلاف أوكرانيين وعناصر الجيش الروسي شدد انتونوف على أنه لا يمكن قبول مثل هذا الخطاب الوقح من قبل ممثل الخارجية الأمريكية.
وأوضح انتونوف أنه كان يجب تحميل واشنطن مسؤولية تدير المدن وسقوط عشرات آلاف الضحايا من المدنيين في سوريا والعراق وليبيا ويوغوسلافيا وأفغانستان.. لافتاً إلى أن الفظائع التي لا تعد ولا تحصى التي ميزت مسار التدخلات المسلحة للولايات المتحدة وحلف الناتو لا تقتصر على التاريخ الحديث.
وصرح الكسندر شيتينين – مدير إدارة أمريكا اللاتينية بالخارجية الروسية- بأن العقوبات الغربية ضد روسيا تقوض الثقة في النظام الاقتصادي الذي تم تشكيله بعد توقيع اتفاقيات بريتون وودز.
وقال شيتينين في مقابلة نشرتها مجلة Orbeالكوبية – وفقا لما نقله موقع “روسيا اليوم” إن “الدولار الأمريكي أصبح بفضل هذه الاتفاقيات العملة الاحتياطية الرئيسية في العالم.. مضيفا “قاموا بسرقة نصف احتياطياتنا من الذهب والعملات الأجنبية الموضوعة في البنوك الغربية، وهذا يقوض أي ثقة في النظام الاقتصادي الذي تم تأسيسه بموجب اتفاقيات بريتون وودز”.
ووفقا للدبلوماسي الروسي تنتهك العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو جميع قواعد اقتصاد السوق، وهذه السياسة موجهة في النهاية ليس فقط ضد روسيا، بل وضد بقية العالم، بما في ذلك الدول الغربية نفسها.. وأضاف القول إن “العالم اليوم متنوع ومعقد للغاية، وبالتالي فإن أي محاولة للهيمنة محكوم عليها بالفشل الذريع كما حدث في حالة العملية العسكرية الأمريكية في أفغانستان”.
وشدد الدبلوماسي الروسي على أن الإجراءات الجوابية التي اتخذها الكرملين تستهدف الدول التي أظهرت موقفا غير ودي تجاه روسيا، والتي لا توجد بينها دول في أمريكا اللاتينية.
واعتبارا من عام 1944م، حافظ نظام بريتون وودز، على صفة الذهب كوسيلة دفع دولية وقدم عملتين احتياطيتين – الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني، ولكن في الواقع أصبح الدولار هو العملة الاحتياطية الرئيسية في العالم.
وتم تبرير ذلك باستقرار الدولار (بحلول ذلك الوقت كان أكثر من 70? من احتياطيات الذهب العالمية في الولايات المتحدة، وتم استخدام الدولار في أكثر من 60? من تسويات التجارة الدولية).
وتمت مساواة الدولار بالذهب ولكن في عام 1971م، أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون فرض حظر على تحويل الدولار إلى ذهب.
وتجاوزت الجولة الأخيرة من العقوبات البريطانية ضد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف العقوبات المالية البسيطة جراء الهجوم الروسي على أوكرانيا، إذ وسعت لندن مجال ذلك ليطال ما يوصف بـ “العائلة السرية” للافروف، حسب صحيفة “ديلي بيست”.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الدول الغربية تحولت إلى تكتيك جديد في عقوبتها المفروضة على روسيا، من خلال فرض عقوبات على أبناء المقربين من الكرملين، لتشمل ما توصف بـ”العائلة السرية” لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وحسب صحيفة “ديلي بيست”، فإن وزارة الخارجية البريطانية استهدفت في آخر حزمة عقوبات بولينا كوفاليف، التي تصفها بأنها ابنة زوجته السرية، في قائمة العقوبات.
ويعتبر إدراج كوفاليف في القائمة – التي ضمت 65 فردا ومنظمة، حسب الصحيفة – تأكيدا للتقارير الشاملة التي قدمها فريق المعارض أليكسي نافالني (عدو الكرملين) بأن لافروف (71 عاما)، يعيش “حياة مزدوجة” منذ ما يقرب من عقدين، تتضمن إحداها “زوجة سرية”، عرفها حلفاء نافالني بأنها سفيتلانا بولياكوفا، وهي ممثلة ومالكة مطعم، وصاحبة نفوذ في وزارة الخارجية الروسية.
وقال مصدر في وزارة الخارجية البريطانية في تصريح صحفي إن جميع من في وزارة الخارجية الروسية يعلمون أن هذه المرأة هي زوجة لافروف، وأنها الشخص الأكثر نفوذا في الخارجية الروسية حتى إن “بإمكانها طرد من لا تحبه”.
وبولينا كوفاليفا هي ابنة بولياكوفا من زواج سابق، قالت الصحيفة إنها تقيم في شقة فخمة في Kensington اشترتها مقابل 4.4 مليون جنيه إسترليني (5.8 مليون دولار) في سن 21 عاما.
وأوضحت “ديلي بيست” أن المشرعين البريطانيين كانوا قد دفعوا من أجل إضافتها إلى قائمة الأفراد المستهدفين في العقوبات هذا الشهر، بحجة أنها يمكن أن تستخدم للتهرب من العقوبات.
وفي تعليق لها على القرار قالت كوفاليف إن “العقوبات المفروضة غير عادلة تماما ولا أساس لها من الصحة”.
كما أن والدها – الذي وصفه المسؤولون الأمريكيون بأنه “كبير الدعاية لبوتين”- مدرج أيضا على القائمة السوداء.
وتستهدف قائمة العقوبات الجديدة في المملكة المتحدة أيضا أوليج تينكوف، مؤسس بنك تينكوف، وهيرمان جريف، الرئيس التنفيذي لسبيربنك، أكبر بنك روسي، وجالينا دانيلشينكو، التي عينتها القوات الروسية عمدة لمدينة ميليتوبول الأوكرانية.
وقالت وزيرة الخارجية ليز تروس إن “دانيلشينكو عوقبت أيضا لتعاونها مع القوات الروسية الموجودة حاليا في أوكرانيا”.