بكلفة قدرت بـ 70 مليون ريال: أبناء عزلة الدمانية في المراوعة ينفذون مبادرة شق وتعبيد طريق بطول 7 كيلومترات
الثورة /
في جولة استطلاعية شملت بعضا من قرى وعزل مديرية المراوعة تمكنت صحيفة “الثورة” من رصد وتوثيق نماذج حيَّة لمبادرات تنموية وخدمية، كانت مبادرة أبناء عزلة الدمانية بشق طريق بطول 7كم وتعبيده بردم الجرافي وتثبيت بالدكاك هي المحطة الأولى.
والبداية مع أمين عزلة الدمانية منصور أحمد علي يحيى الذي أوضح أن المنطقة تعد من المناطق المحرومة من نعمة الطرقات، مشيرا إلى أن أكثر مآسي المنطقة تحدث أيام الأمطار، ومن تلك المآسي أنه إذا أراد أحد أن يسعف مريضا تقف أمامه عوائق كثيرة، إذ يضطر إلى اسعاف هذا المريض بطلب معونة مجموعة من الرجال لحمل المريض على نقالة (كراسي نوم).
ونوه إلى أن المبادرة جاءت “بفضل الله، ثم بجهود الأخوة في بيت المبادرة في المراوعة وفرسان التنمية من أبناء المنطقة الذين عملوا على تحشيد المجتمع إلى المشاركة في شق وتعبيد الطريق، بتذكيرهم بما سرت عليه العادات والتقاليد بين الآباء والأجداد، تلك الميزات الاجتماعية التكافلية التعاونية القائمة على هدى الله في تطبيق مفاهيم البر والتقوى عبر إحياء الغرم والجايش والفزعة”.
مضيفا: “حصلت استجابة كبيرة من قبل أبناء العزلة كافة نحو التعاون والتآزر، حيث تمكنت مبادرة (وتعاونوا) في البداية من جمع حوالي مليوني ريال من المواطنين بالتنسيق والتعاون مع المجلس المحلي والشيخ أحمد دهموس- شيخ المنطقة”.
ويواصل: “بدأ الناس بجهودهم والممكن المتاح من المواد الخام، وساهم المجلس المحلي بالمعدات من شيولات ودكاك والمقاول، والديزل وتمت توطئة طريق ترابي بطول 7كم، تمتد من سوق خليفة إلى قرية الخجاف”.
مشيرا إلى أن الطريق نافذ وسيخدم حوالي 30 قرية تقع على امتداد جانبيه، وبدأت المساهمة تأتي من قبل قرى الروض وكزرم والخجاف، ثم توالت بقية القرى تباعاً إلى بذل الجهد والمال في شق الطريق”.
وقال: “هذا المنجر العظيم بحاجة إلى تثبيت، ولن يكون ذلك بغير الأسفلت والمواطن مستعد للمساهمة بجزء”، مؤملا أن يعمل فرسان التنمية على حشد الباقي من الدولة والمحسنين وكذلك المواطنين، أو على الأقل تبني حواجز على الجوانب لمنع انجراف ردمية “الجرافي” بالأمطار.
لافتا إلى أن الطريق بعد شقه وتعبيده بالجرافي صار يخدم أكثر من 50 قرية بالإضافة إلى المسافرين من السخنة والمنصورية ومحطة المنصوري.
من جهته أكد عضو المجلس المحلي بمديرية المراوعة أ. يحيى عبدالله أحمد بردان أن مشروع الطريق بدأ بمبادرة مجتمعية، وجاءت هذه المبادرة نتيجة شدة المعاناة التي كانت تحيط بأبناء القرى الواقعة على جانبي الطريق الممتد حاليا من سوق الخليقة إلى وادي الخجاف.
وأوضح بردان أن المواطنين ساهموا في البداية بحوالي مليوني ريال، ورفدهم مجموعة من المحسنين بحوالي ألف لتر ديزل، و3 شيولات، أحدهما للشيخ أحمد دهموس والثاني من الأخ منصر قشم والثالث من الأخ حزام.
مشيرا إلى أن العمل في الطريق بدأ بردم حوالي 2 كم بالتراب العادي، وجاء المطر وجرفه، وبعدها تم إعداد دراسة لجعل الطريق طريقا معتمدة على أساس تكون بطول 5 كم، وهنا تدخلت الدولة مساهمة بحوالي 55 مليون ريال، كما تمت زيادة 2 كم ليصبح طولها حوالي 7 كم، وحاليا لم يتبق لإتمام تعبيد الـ7كم سوى 2كم بدون ردم جرافي.
وأضاف: “كانت مساهمة المواطن بالجرافي كاملة، وكذلك التربة وبجهود الأيادي العاملة في عملية الردم”، مؤكدا “أن التكلفة كاملة وصلت إلى حوالي 70 مليون ريال”.
ونوه بردان إلى أن المحاولة جارية لتحشيد المجتمع والدولة لاستكمال الطريق بفرش الأسفلت، وباستكمال شق 13 كم إضافية سيرتبط الطريق بالأسفلت المقابل؛ خط المنصورية- السخنة.
وأضاف “يتم التواصل مع أبناء مديريتي المنصورية والسخنة على اعتبار أن الطريق سيمر من المنتصف، وقد وصلتنا منهم الموافقة على تقديم المساهمة من قبل المواطنين في حدود 20 مليون ريال، ولا زالت المحاولة جارية مع الأهالي هنا وهناك بحيث تصل مساهمة المجتمع إلى دفع نصف التكلفة، والباقي سنعمل في المجلس المحلي مع فرسان التنمية على تحشيد التجار والمحسنين من داخل المديرية وخارجها”.