حصار أمريكا وأعاصير اليمن

عبدالفتاح البنوس

 

 

تحت شعار «حصار المشتقات النفطية قرار أمريكي وخيارنا إعصار اليمن»، خرج اليمنيون الأحرار في مختلف المحافظات اليمنية الحرة في مسيرات ووقفات احتجاجية جماهيرية حاشدة للتنديد بالحصار الأمريكي المفروض على وطننا وشعبنا تحت غطاء ما يسمى بالتحالف العربي والذي يواصل حربه الاقتصادية القذرة من خلال الاستمرار في احتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية والقرصنة عليها ومنع وصولها إلى ميناء الحديدة والذي يمثل انتهاكا صارخا لكافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية ، ويعد خرقا صريحا لاتفاق السويد ذات الصلة الذي نص على السماح بتدفق السفن المحملة بالمشتقات النفطية بعد حصولها على التصريح الأممي .
الجماهير اليمنية الغاضبة أعلنت مناهظتها ورفضها وإدانتها للنفاق الأممي والإنحياز الفاضح لصالح قوى العدوان والشرعنة للحصار المفروض على أبناء شعبنا من خلال القرار الأممي الذي نص على منع دخول الأسلحة لليمن والذي يعد مؤامرة قذرة ومغالطة مفضوحة الهدف منها الشرعنة للحصار وإطالة أمده والمضي في سياسة التضييق على اليمنيين في معيشتهم والتي تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية خدمة لقوى العدوان ، رغم أنها تعي وتدرك جيدا أنه لا تدخل أي أسلحة للجيش واللجان الشعبية وأن ما يدخل لليمن من أسلحة هي تلك التي تصل إلى المرتزقة والتي تزودهم بها السعودية والإمارات في مختلف الجبهات ، والتي يتم اغتنام الكثير منها من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية ويتم تفعيلها في مواجهة قوى العدوان وأدواته القذرة .
ومن السخف الحديث عن دخول أسلحة في الوقت الذي تخضع البلاد لحصار بري وبحري وجوي يمنع دخول المشتقات النفطية والأدوية والمحاليل والمعدات الطبية وغيرها من المتطلبات الأساسية ، وهو ما يؤكد تواطؤ الأمم المتحدة ومجلس الأمن مع العدوان والمرتزقة ومساندتهم في عدوانهم وحصارهم تحت ذريعة منع دخول الأسلحة وخصوصا في ظل خضوع كافة السفن التي يسمح لها بالدخول إلى ميناء الحديدة بين الفينة والأخرى للتفتيش من قبل الفريق الأممي وبحرية قوى العدوان ، بعد احتجازها لأشهر بهدف تحميل الاقتصاد الوطني غرامات التأخير والتي تؤدي إلى زيادة أسعار المشتقات النفطية والتي حالت دون استفادة المواطنين من تدني أسعار النفط عالميا قبل أن تقفز أسعارها إلى أعلى مستوياتها عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا .
وأمام هذا الانحياز الأممي وفي ظل استمرار العدوان والحصار الأمريكي بأدوات سعودية إماراتية، جاءت المواقف الجماهيرية المعبرة عن نبض الشارع اليمني لتؤكد دعمها وإسنادها لحملة إعصار اليمن التي أعلن عنها الرئيس المشاط ، والمضي قدما وبوتيرة عالية في رفد جبهات العزة والكرامة بالمقاتلين وإسنادهم بقوافل العطاء والمدد دعما للصمود اليمني الذي يدخل عامه الثامن في مواجهة العدوان الغاشم والحصار الجائر، ودعم ومساندة القوات المسلحة اليمنية في الرد على جرائم العدوان، ومطالبتها بالمزيد من الأعاصير اليمنية التي تضرب العمق الاستراتيجي والعصب الاقتصادي للكيانين السعودي والإماراتي ، والكفيلة بردعهما وتأديبهما ، ومن خلفهما أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكها وتحالف معها .
بالمختصر المفيد، أمريكا كانت ولا تزال وستظل العدو اللدود لليمن واليمنيين ما دامت تنهج سياستها الاستعمارية التآمرية التدميرية، وما من خيارات متاحة أمام قيادتنا وشعبنا وقواتنا المسلحة سوى الثبات والصمود ومواجهة التصعيد بالتصعيد من خلال تنفيذ المزيد من الأعاصير اليمنية والتصدي لكافة أساليب وطرق ووسائل الحرب الناعمة والشائعات والأكاذيب والإجراءات التي تروِّج لها أبواق العدوان والتي تستهدف الجبهة الداخلية وتسعى لشق الصف الداخلي وتفكيك النسيج الاجتماعي، حتى يكتب الله النصر.
الرحمة والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية والخلاص للأسرى، والنصر والتمكين لليمن واليمنيين، والهزيمة والخزي والعار للغزاة البغاة المعتدين، ومن معهم من الخونة المرتزقة المنافقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا