أمس واحتضنت أحداثها مدينتا عدن وأبين وعلى مدار أسبوعين جاء فوز الأزرق الكويتي بالبطولة إثر فوزه على نظيره السعودي بهدف دون در جاء بإمضاء نجم المباراة الأول وليد علي في المباراة النهائية التي جمعتهما مساء أمس على استاد 22 مايو بعدن.
شوط أول سريع وأداء مقنع
جاءت المباراة من بدايتها حماسية وسريعة من الجانبين حيث شهدت ضربة البداية بأقدام مهاجمي الأخضر السعودي.. الذي ظهر في الشوط بأداء جيد واستطاع في أكثر من كرة تهديد مرمى الأزرق على عكس بقية أشواط المباراة التي كانت زرقاء اللقب والرائحة في المقابل بادله الأزرق الكويتي الهجمات في سعي كل منهما إلى خطف هدف مبكر يريح الأعصاب.. وفي الدقيقة التاسعة يقود عبدالعزيز الدوسري هجمة من الجبهة اليسرى للمنتخب السعودي تجاوز فيها المدافعين يحولها عكسية تنتهي بين أقدام الأزرق.
يتواصل بعدها اللعب بين كر وفر وانضباط تكتيكي عال من قبل المنتخبين اللذان قدما شوطاٍ أول سريعاٍ ومقنعاٍ في الأداء لتأتي الدقيقة 14 حاملة معها أخطر كرات الأخضر السعودي عندما حول مشعل السعيد كرة زاحفة من الجهة اليسرى تصل إلى أقدام مهند عسيري الذي سددها برعونة ودون تركيز مهدراٍ هدفاٍ محققاٍ للأخضر كان كفيلاٍ بإعطاء الأخضر أفضلية التهديف والتقدم في الشوط الأول الذي انتهى سلباٍ بدون أهداف.. فيما شهدت الدقيقة 20 انتفاضة الأزرق الذي سجل أفضلية على معظم فترات أشواط المباراة الأصلية والإضافية في الدقيقة 20 يتسلم فهد العنزي كرة من وسط الملعب ينفرد بها من الجهة اليمنى ويحولها إلى داخل مربع الـ18 لكنها لم تجد من يستقبلها لتنتهي بين أحضان حارس الأخضر عساف اقرني.
وتتوالى هجمات الأزرق هذه المرة عبر بدر المطوع الذي قدم كرة على طبق من ذهب إلى رأس حسين فاضل الذي أرسلها قوية باتجاه المرمى لكنها ارتطمت بالقائم لتعود إلى الحارس عساف القرني الذي حولها إلى ركنية بعد اصطدامه بالقائم ومع مرور العشر الدقائق المتبقية من هذه الحصة.. ينحصر اللعب في وسط الملعب واللعب بطريقة إغلاق كل المنافذ.
وفي الدقيقة 32 يتقدم مساعد ندا بكرة من وسط الملعب يرسلها إلى نجم المباراة وليد علي الذي كان متمركزاٍ في الجهة اليسرى ينجح الأخير في تجاوز أكثر من مدافع وإرسالها من على خط الـ18 باتجاه المرمى السعودي إلا أن الحظ وقف حائلاٍ وللمرة الثانية أمام كرته التي ارتطمت بالقائم لتنتهي بين أقدام مدافعي الأخضر.. الذي ظهر عليه البطء الكبير في تخليص الكرة وتنظيف منطقته أولاٍ بأول.
يعود الأخضر مع الخمس الدقائق المتبقية من الشوط الأول عبر كرة مرتدة سريعة تصل إلى أقدام مهند عسيري الذي فقد توازنه لتذهب الكرة سهلة إلى يد الحارس نوافق الخالدي.
في المقابل كان رد الأزرق قوياٍ عبر هجمة من الجهة اليمني يرسل الصاروخ فهد العنزي كرة بالمسطرة إلى يوسف ناصر الذي كان يتمركز أمام المرمى السعودي لكن أقدام أسامة المولد كانت أسرع إلى تخليص الكرة وتحويلها إلى ركنية يتواصل بعدها المد الهجومي للأزرق الذي ظهر عليه العزم والإصرار على إضافة هجمة عاشرة إلى خزينة الأزرق الكويتي وفي الدقيقة 43 وللمرة الثالثة تقف هذه المرة العارضة سداٍ منيعاٍ أمام كرة يوسف ناصر الذي أرسل كرة رأسية قوية تصدها العارضة ومن ثم إلى خارج البساط الأخضر.
يعود بدر المطوع صاحب الجهد الكبير في المباراة ويتجاوز ثلاثة مدافعين ومن على خط الـ18 يمرر كرة ماكرة لزميله يوسف ناصر الذي نجح في كسر التسلل إلا أن الكرة كانت سريعة تصل إلى يد حارس الأخضر القرني.
وبينما الحكم يضيف دقيقة واحدة كوقت بدل ضائع للشوط الأول ينفذ المطوع ضربة ركنية تصل إلى رأس يوسف ناصر الذي افتقد لقليل من التركيز .. يودعها بجوار القائم الأيمن لتأتي صافرة حكم اللقاء العماني عبدالله الحراصي لتعلن عن نهاية الشوط الأول بتعادل تفوق من خلاله الأزرق الكويتي في معظم فتراته.
شوط ثاني وتراجع في الأداء
في الشوط الثاني ظهر جلياٍ تراجع عطاء لاعبي الأزرق والأخضر على عكس الحصة الأولى التي شهدت الكثير من الكرات الخطرة وتباد الكرات وسرعة في تناقل الكرات واللعب التكتيكي المنظم حيث ظهر على بعض لاعبي المنتخبان تراجع المجهود البدني مع أفضلية نسبية للأزرق الذي نجح في أكثر من كرة من تشكيل خطورة على مرمى الأخضر الذي لم ينجح مدربه البرتغالي خوسيه بيير في قراءة أوراق الشوط الأول وما يخفيه مدرب الأزرق الصربي جوران..
في الدقيقة 58 يرسل محمد الشلهوب كرة لولبية ثابتة من على بعد 25 ياردة باتجاه مرمى الأزرق لكن يقضة وتألق نواف الخالدي الذي حولها إلى ركنية حالت دون دخولها الشباك.
في الدقيقة 65 عزز المدرب السعودي من خط المقدمة عندما دفع باللاعب سلطان النمري بدلاٍ عن أحمد عيسى عباس الغائب في المباراة.
شوط أول إضافي.. وانتفاضة زرقاء
في الشوط الأول الإضافي كشر الأزرق الكويتي عن أنيابه وكثف هجماته تارة من العمق وتارة أخرى من الأطراف عبر المطوع وحمد العنزي ووليد علي الذي شكل مصدر إزعاج للدفاع السعودي.
وفي الدقيقة الثانية ومن كرة ماكرة من بدر المطوع تصل للمجتهد ونجم المباراة وليد علي من الجهة اليمنى يتقدم بها إلى داخل المربع ويضعها قوية في الزاوية البعيدة وعلى يسار حارس المرمى عساف القرني الذي ظل مذهولاٍ وعجز عن صدها.. هدف أشعل المدرجات وأخرج الجماهير من حالة الهدوء إلى حالة التشجيع المتواصل للأزرق الكويتي.
وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول الإضافي يستنفذ المدرب الصربي جوران من تغيراته بدخول اللاعب صالح الشيخ وخروج اللاعب فهد العنزي متأثراٍ بالإصابة حاول بعدها الأخضر السعودي فعل شيء في محاولة إدراك التعادل لكن كل محاولاته كانت تنتهي بين أقدام مدافعي الكويت.. ومن كرة »ون تو« بين الشلهوب ومهند عسيري ينفرد الأخير بالمرمى إلا أن فهد العنزي ينجح في إيقاف الشلهوب داخل منطقة الجزاء وبطريقة غير مشروعة.
إلا أن حكم اللقاء لم يحتسب ضربة جزاء للأخضر السعودي وسط مطالبة من الشلهوب باحتساب ضربة جزاء ومع بقية دقائق الشوط الأول الإضافي ظهر الأزرق بأفضلية كثف من هجماته ونوع في أسلوب لعبه في الوقت الذي يفترض فيه أن يندفع لاعبو المنتخب السعودي إلى الأمام إلا أن الأزرق كان أفضل حالاٍ من حيث اللياقة البدنية والتكتيك العالي الذي ظهر به في معظم فترات أشواط المباراة الأصلية والإضافية.
وفي الشوط الثاني الإضافي واصل لاعبو المنتخب الكويتي فرض هيمنتهم على مجريات المباراة.. وأن يذهبوا بالمباراة إلى نهايتها وسط تسرع لاعبي الأخضر السعودي.. والذي أدى إلى طرد لاعب خط الهجوم مهند عسيري في الدقيقة الثامنة حيث تحايل على حكم اللقاء داخل منطقة الجزاء الكويتية مطالباٍ بضربة جزاء لكن حكم اللقاء لم يتردد في إشهار الإنذار الثاني والبطاقة الحمراء ليلعب الأخضر بقية السبع الدقائق المتبقية بعشرة لاعبين وهو ما صعِب من مهمة الأخضر في إدراك هدف التعادل ولم تشهد بقية دقائق الحصة الثانية الإضافية أي جديد باستثناء كرة حمد العنزي الذي نجح في تخطي ثلاثة مدافعين يتعرض لإعاقة من على خط الـ18 يتقدم لها مساعد ندا يرسلها قوية باتجاه المرمى تعتلي العارضة لتعلن بعدها صافرة حكم اللقاء عن فوز كويتي مستحق باللقب العاشر في تاريخه بعد غياب 12 عاماٍ عن آخر إنجاز تحقق عام 1998م في دولة الإمارات العربية المتحدة.
مقتطفات
* أدار المباراة طاقم تحكيمي تكون من عبدالله الحراصي »عْمان« وساعده كل من أحمد قائد »اليمن« ووليد المناعي »قطر« وخميس المري »قطر« حكماٍ رابعاٍ وراقبها السيد صالح الفارسي »عْمان« وراقب الحكام السيد جمال الغندور »مصر«.
* حكم المباراة العماني عبدالله الحراصي كان موفقاٍ إلى حدُ بعيد في إدارة المباراة وإخراجها إلى بر الأمان.
لوحة رائعة رسمها لاعبو الأزرق الكويتي قبل بدء المباراة عندما شوهدوا وهم يحملون العلم اليمني.. الشيء الذي حرك المدرجات وأشعل فتيل التصفيق.
* تدفق جماهيري كبير إلى ملعب المباراة بدءاٍ من ساعات الظهيرة الأولى وهو ما أدى إلى امتلاء مدرجات الملعب قبل بدء إعلان صافرة حكم اللقاء بخمس ساعات في حين كان الآلاف من الجماهير الرياضية قد ملأوا الساحات الخارجية لأسوار الملعب.
* تابع المباراة من المدرجات عدد من الإعلاميين العرب المخضرمين الذين قدموا أمس وأمس الأول إلى ثغر اليمن الباسم عدن لمتابعة النهائي بناء على دعوة وجهت لهم من قبل اللجنة المنظمة واللجنة الإعلامية للبطولة.
* العنصر النسوي حضر بقوة في مباراة الأمس وبشكل فاق كل التوقعات على عكس المباريات السابقة.
* الفنان الإماراتي الخليجي.. العربي الرائع حسين الجسمي بصوته الرائع قدم بين شوطي المباراة وصلة غنائية تفاعل معها الجمهور وحملت عنوان »أرض السعيدة« من كلمات الأخ محمد عوض حراز ولحن فائز السعيد.
* صاحب المجهود الوافر على أرضية الملعب وصاحب هدف الفوز الوحيد وليد علي كان مفاجأة المباراة خاصة أنه لم يشارك في مبارات الدور الأول من البطولة.. وأشركه المدرب في الشوط الثاني من مباراة الأزرق أمام العراق في الدور نصف النهائي فكان رجل المباراة الأول.
* عقب المباراة سأل كاتب السطور اللاعب فهد العنزي هل أوفى بوعده لوالدته في العودة بالكأس¿ فأجاب: أوفيت بوعدي وبدل الكأس عدت لها بكأسين.. كأس البطولة وكأس أفضل لاعب في بادرة من القائد الرمز فخامة الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية