القُرْبَان

معاذ الجنيد

بتوقيتِ أهلِ الحقِّ تأتي الملاحمُ

ويأتي على قدرِ الصراعاتِ هاشمُ

وتهربُ أمريكا مع حاملاتها

إذا قِيل طوفانُ الغُماريِّ قادمُ

فقُل لبني صهيون ضاعت جُهودُكم

فهاشِمُ وعدُ الله، والوعدُ قائمُ

وقُل لصغار الحزم ناموا بحزمكم

فوالله ما غير اليمانيِّ حازمُ

* * *

حزُنَّا نعم في فقدهِ حُزنَ أُمّةٍ

يُوارَى عُلاها في الثرى والمكارمُ

ولم نبكِهِ.. من أين نُجري دموعَنا؟

وأحداقُنا فوق الترابِ لواطِمُ

بكَت قائدَ الأركانِ أركانُ ديننا

فللخمسة الأركان أنت الدعائمُ

ويبكي اللواءَ الرُكنُ والبيتُ والصفا

وطيبةُ والأقصى وتبكي العواصِمُ

ولولا حياءُ الجيش من بأسهِ بكَى

ولكنَّهُ البُركانُ للنارِ كاظِمُ

غداً سيُريهم ما جنوا من حماقةٍ

وقد جاءهُم من كل فردٍ هواشمُ

رحيلُك خطْبٌ قاصِمُ غير أننا

ُخلقنا جبالاً ما دهتها القواصِمُ

* * *

فيا سيدي للفقدِ في صدر سيدي

مدينةُ حُزنٍ منك فيها معالمُ

لقد عجزت ترقى إليك حروفُنا

وفي كل وادٍ شاعرٌ فيك هائمُ

فيُلقي أبو جبريل عنك دروسهُ

وفي كلِّ وصفٍ فيك درسٌ مُلائمُ

فبالأمس إدريسٌ ونوحٌ وصالحٌ

وهُودٌ وإبراهيمُ واليوم هاشمُ

وعُمرٌ كعُمرِ الأنبياءِ استقامةً

جديرٌ لعمري تقتفيهِ العوالمُ

* * *

نشأتَ على التقوى جهاداً كأنما

بزتكَ مع السِّبطين أُمُّكَ فاطِمُ

صرختَ فتِيَّاً بالشعارِ وفي الثرى

تُدَسُّ رؤوسٌ فوقهنُّ عمائمُ

ومن سجن من بادوا خرجت كيوسفٍ

تُهيِّىءُّ أو تبني لما هو قادمُ

حصارُ الأعادي كلَّما كان خانقاً

تنفَّست صُنعاً وابتكاراً تُراكِمُ

وبالله تمضي للمُتاحِ مُفعِّلاً

فتأتيك من ذاك المُتاحِ العظائمُ

تُؤسِّسُ مما خلَّفَ القصفُ مَصنعاً

فعندك غاراتُ الأعادي غنائمُ

بضاعتُهم رُدَّت إليهم وقد غدت

مُضاعفةً لما غذتها الملازِمُ

* * *

لطه المداني عشت والضيفِ جامعاً

وفيك التقى السنوارُ والحاجُ قاسمُ

وعندك يومٌ مثل شهرٍ نعُدُّهُ

بهِ أنت تقضي ما بشهرٍ نُداوِمُ

تُضاعفُ جُهداً إن غفوتَ للحظةٍ

كأنّك في نوم الهُنيهاتِ آثِمُ

تسُوسُ صُروفَ الدهرِ حتى تقودها

صُفوفاً كأنَّ الدهر عندك خادمُ

أتيتَ ابن بدر الدين جيشاً مؤهَّلاً

بهِ يبلُغُ الأمرَ الذي هو عازمُ

ويضطرُّك الأعرابُ حرباً تسومُهم

وأنت بهم مما يُلاقون راحِمُ

ولبَّيت داعي الله تسنُدُ غزَّةً

ويمَّمت وجهَ الله والله عالمُ

وقفت لإسرائيل وعداً وصيحةً

وما من وعيد الله مُنجٍ وعاصمُ

تُبارزُ أمريكا ولندنَ راجِلاً

وأنت على صدر ابن سلمان جاثِمُ

وكم رسَمَ الباغي هُجوماً مُباغِتاً

فتسبقُهُ ردعاً لما هو راسِمُ

فلسنا بِمَن يُغزَى إلى عُقرِ دارهِ

ولكِنَّنا من للأعادي نُهاجِمُ

* * *

كأنَّك مسؤولٌ عن الأرض كلها

لذا عشتَ عن مُستضعفيها تُقاوِمُ

غدَتْ أُمَّةُ الإثنين مليار.. أُمَّةَ

الثلاثةِ: ملياران والجيشُ هاشمُ

تعوَّدَ صيدَ البارجاتِ رجالُهُ

كما ألِفَت صيدَ الظِباءِ الضراغِمُ

ويهرُبنَ أميالاً؛ وهُنَّ بوارجٌ

ونقتادُها قسراً؛ ونحنُ أوادِمُ

هي الحربُ إن خاض الغُماري غِمارها

تلينُ لهُ البِيضُ العِضابُ الصماصمُ

يذِلُّ القُوى مُستغفراً ومُسبِّحاً

كأنَّ الوغى محرابُهُ وهو صائمُ

يقيناً كأهلِ الكهفِ بالله مُطلقاً

ولا فرقَ إلا أنَّهُ ليس نائمُ

* * *

يقولون أنهينا الغُماريَّ وانتهى

وتصرُخُ صفَّاراتُهم: جاءَ هاشمُ

فها هو ذا يُسرَى بِهِ كل ليلةٍ

وها هو في يافا وإيلات حائمُ

متى عظُمَ القُربانُ لله نُصرةً

على قدرهِ يأتي الجزاءُ المُوائمُ

ستُطمسُ إسرائيلُ حتماً وتنتهي

وفي غزةٍ يحيى، وفي البحر هاشم

 

قد يعجبك ايضا