بعد ساعات من عملية الإعصار اليمني الثالثة.. كارثة كبرى في بورصة أسواق الإمارات
الأجانب في أبوظبي يخشون “أياماً أسوأ قادمة”
العشرات من الأبراج والمباني أصبحت شبه فارغة في العاصمة الإماراتية
موقع أمريكي: الإمارات فقاعة وثقة المستثمرين في أدنى مستوياتها
الثورة / محمد هاشم
مثلت عملية إعصار اليمن الثالثة تحولاً استراتيجياً في المواجهة مع دول تحالف العدوان وباتت دويلة الإمارات غير آمنه، كما تهاوت سمعتها كبيئة ملائمة للاستثمار في الحضيض، وفق مصادر غربية وخبراء اقتصاد دوليين.
وتتعاظم المخاوف بين المغتربين والمستثمرين الأجانب الذين يعيشون في أبوظبي، بسبب عمليات الردع التي تنفذها القوات المسلحة على المدينة، وبات بعضهم يعبّر صراحة عن خشيته من قادم الأيام الأسوأ، مع إعلان عزم القوات المسلحة اليمنية تأديب النظام الإماراتي ومواصلة ضرب العاصمة ودبي، ما دام العدوان الإماراتي مستمراً على اليمن.
كارثة في البورصة
وسجل مؤشر أسواق الإمارات، أمس ، تراجعاً كبيراً، إثر استهداف القوات المسلحة اليمنية مواقع حيوية وحساسة في الإمارات في عملية الإعصار اليمني الثالثة.
وأكدت مصادر اقتصادية أن المؤشر الرئيسي لأسواق الإمارات هبط أكثر من 1 % ، فيما تراجع سوق أبو ظبي 0.2 %
وأوضحت المصادر أن مؤشر سوق دبي انخفض أكثر من 1.2 % ، بعد ساعات قليلة من استهداف القوات المسلحة اليمنية لمواقع حيوية وحساسة في دبي.
وكان مؤشر دبي قد انخفض الإثنين قبل الماضي، 2 % متأثراً بتراجع سهم إعمار العقارية القيادي 3.5 % مع نزول سهم بنك الإمارات دبي الوطني 1.9 %، نتيجة إعصار اليمن الثالث في العمق الإماراتي.
مغادرة العديد من الشركات الأجنبية
الضربات الصاروخية والطيران المسيّر للقوات المسلحة جعلت العديد من الشركات الأجنبية تخلي أمس مكاتبها في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وإمارة دبي، تزامنا مع تعرضهما لهجمات جديدة.
وأكدت مصادر اقتصادية أن عدة شركات أجنبية أغلقت مكاتبها في إمارتي أبو ظبي ودبي، بعد ساعات قليلة من استهدافها من قبل القوات المسلحة لأهداف واسعة وحيوية في العمق الإماراتي.
وأوضحت المصادر أن العشرات من الأبراج والمباني أصبحت شبه فارغة في العاصمة الإماراتية، بعد مغادرة العاملين في الشركات الأجنبية.
وكانت مطارات أبو ظبي ودبي، شهدت مغادرة لمئات السياح والمقيمين في الإمارات، خلال اليومين الماضيين، إثر تصاعد الهجمات اليمنية على العمق الإماراتي، وإعلانها دولة غير آمنة.
قلق الأجانب والمستثمرين
بعد الضربات الصاروخية للقوات المسلحة باتت المستثمرون والمغتربون في دولة الإمارات يشعرون بالخطر ومن هؤلاء المغتربين، دين ويليامز الذي يعيش في أبوظبي مع زوجته منذ ما يقرب من 12 عاماً، لكن في تلك اللحظة التي استيقظ فيها على صوت الانفجارات ومع اهتزاز المبنى، بدأ يتساءل عما إذا كانوا لا يزالون يعيشون بأمان في العاصمة الإماراتية.
يقول ويليامز “ذهبت إلى نافذة غرفتي لأبحث عبر المطار في الأفق عن أي علامات لحريق مشتعل، لكنني رأيت شيئاً يشبه صواريخ تحلِّق وسط السحب، وشيئاً مماثلاً يسقط”، وفقاً لما أوردته صحيفة التايمز البريطانية، أمس.
وكانت أبوظبي تحتل مكاناً متقدماً في تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي لأكثر البلدان أماناً في العالم، لكن سكان المدينة استحوذ عليهم التوتر بعد الهجمات الأخيرة، وتهديد القوات المسلحة باستهداف المراكز السياحية والتجارية في الإمارات.
ويعيش في مدينة أبوظبي أكثر من 120 ألف مغترب بريطاني، ولطالما بدت لهم الحرب في اليمن شديدة البعد، أمَّا الآن، فإن الأنقاض المتناثرة في شوارع أبوظبي باتت تذكيراً مؤلماً بوقائع الهجوم الذي حلَّ بالمدينة الخليجية.
يرى ويليامز بعد الهجمات الأخيرة على أبوظبي، أنهم كمغتربين بدأوا يشعرون أنهم على صلة بالحرب الدائرة باليمن.
الإمارات فقاعة وهشة للغاية
كشف موقع ”ذا انترسبت“ الأمريكي، أن عمليات إعصار اليمن التي استهدفت دويلة الإمارات، أظهرت أن الإمارات فقاعة بالفعل وهشة.
وقال الموقع، إن الهجمات الصاروخية التي استهدفت أهدافاً حيوية وحساسة في أبوظبي ودبي تظهر أن الإمارات فقاعة بالفعل، وهشة للغاية..
وأضاف الموقع، إن الهجومين الأخيرين على أبوظبي يؤكدان أن الحرب بعد سبعة أعوام من الحرب العبثية على اليمن، أصبحت أكثر خطورة على دول الخليج.
وأكد أن الهجمات الصاروخية على الإمارات كانت نتيجة لتحويل ولي العهد محمد بن زايد للإمارات إلى دولة محاربة تشترك في الحرب على اليمن وبصورة فعالة وتصعيدية.. ما جعل صنعاء توجه ضربتين حاسمتين للإمارات حطمتا صورة الهدوء الذي يعتمد عليه النموذج الاقتصادي للبلاد.
وقال الموقع الأمريكي، إن الهجوم الأول أثار غضب القادة الإماراتيين الذين ردوا بقصف سجن في محافظة صعدة الواقعة شمال اليمن، أسفر عن مقتل العشرات من السجناء.. إلا أن قصف السجن لم يحبط قوات صنعاء من الرد ، إذ قامت بشن هجوم مرة أخرى الأسبوع الماضي ضد الإمارات بالصواريخ الباليستية على قاعدة عسكرية خارج أبوظبي تضم آلافاً من موظفي الخدمة الأمريكية.
ونقل موقع “سبتمبر نت” عن الموقع الأمريكي، أن الإمارات أقامت نظاما اقتصاديا وسياسيا يعتمد على وضعها كملجأ آمن في منطقة غير مستقرة.
وأضاف، إن نجاح الإمارات – الذي بدا وكأنه معجزة – فقاعة من الثروة الباهظة التي نمت في الصحراء على مدى بضعة عقود قصيرة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى مساهمات العمال والمهنيين المغتربين الأجانب.. بيد أن هشاشة هذه الفقاعة تم تسليط الضوء عليها هذا الأسبوع، حين وصلت الحرب في اليمن المنكوبة بالفقر إلى عمق الإمارات التي لعبت دوراً بارزاً في حرب اليمن.
وقال الموقع الأمريكي: إن ظهور هشاشة الإمارات ناجم عن القرارات التي اتخذها محمد بن زايد ، الذي رسم طريقاً جديداً عدوانياً للسياسة الخارجية في الإمارات..حيث تورط محمد بن زايد بدور قيادي في دعم الحرب على اليمن ، ما جعل دولته محاربة ونشطة في صراع شن على أفقر بلدان المنطقة.
وكشف، أن زعماء الإمارات كانوا متحفظين تقليدياً بشأن علاقاتهم مع بلدان أخرى في المنطقة، مدركين لصغر حجمهم والطبيعة الهشة لنموذجهم الاقتصادي الذي يحركه المغتربون.. ولكن سعت الإمارات في ظل محمد بن زايد إلى أن تصبح لاعباً رئيسياً، حيث تشارك بدور قيادي في الحملات العسكرية الأجنبية وتتفق بشكل وثيق مع أمريكا والعدو الصهيوني.
الأنترسبت رأى أن الإمارات قد تمكنت من جني ثمار السياسة الخارجية النشطة دون دفع أي ثمن.. ولكن الهجمات الصاروخية من اليمن، التي لا يبعد فقرها ومعاناتها جغرافياً عن بؤس أبوظبي، تبين أن هناك حدوداً للمدى الذي يمكن للإمارات أن تصل إليه بمفردها.
وأوضح الموقع أنه على عكس غيرها من بلدان المنطقة التي تضم عددا كبيرا من السكان الأصليين، فإن ثروة الإمارات تعتمد اعتمادا كليا تقريبا على ملايين المغتربين الأغنياء والفقراء على حد سواء، الذين يعيشون ويعملون هناك، وإذا تم الإخلال بالأمن الذي يعتمد عليه ازدهار البلاد، فسوف يغادر هؤلاء الأجانب بسرعة إلى بلدانهم الأصلية، ويأخذون أموالهم ومهاراتهم معهم.
وأشار الموقع الأمريكي، إلى انه ما زال الوقت متاحاً أمام زعماء الإمارات لتغيير مسارهم والعودة إلى المسار التقليدي المتمثل في التوصل إلى علاقات وتسوية إقليمية تساعدتهم في الحفاظ على السلام الداخلي.. وفي غياب ذلك ، سيكون من الصعب إنهاء العنف الذي عذّب المنطقة من عتبة أبو ظبي إلى الأبد.. لذا فإن حماية ذلك النظام السياسي تتطلب قيادة مدروسة بدلاً من التهور والاستهتار والقتال والعداء.