المنهج العملي هو في الاقتداء والتأسي بالمبادئ التي جسَّدتها شخصيتها وسيرتها والاستفادة منها في واقعنا الحالي
إنّ كان لا بد من يوم للمرأة فأي يوم أسمى وأكثر فخراً من يوم ميلاد أم أبيها فاطمة الزهراء -عليها السلام – فانعم بها من قدوة وأسوة للمرأة المسلمة..
ومع حلول الذكرى العطرة لولادة كوثر الرسالة وبضعة الرسول الأكرم -صلّى الله عليه وآله- فاطمة الزهراء- عليها السلام، التقت الإدارة العامة للإعلام والمعلومات باللجنة الوطنية للمرأة كوكبة من سياسيات وإعلاميات اليمن للحديث عن فاطمة الزهراء ، وأهمية الاحتفاء بمولدها الشريف والاقتداء بها ، وكيف أنصف الدين الإسلامي المرأة المسلمة وحفظ لها حقوقها، فكانت الحصيلة كالتالي:
الأسرة /خاص
الدكتورة غادة أبو طالب- رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة- تحدثنا عن السيدة فاطمة الزهراء و أهمية الاحتفاء بمولدها الشريف قائلة:
هي فاطمة الزهراء البتول بنت رسول الله محمد- صلوات الله عليه وآله- وأمها خديجة رضوان الله عليها، فاطمه- عليها السلام التي قال عنها الرسول صلوات الله عليه وآله: (إنها سيدة نساء العالمين ..فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني)، فالاحتفاء بمولدها الشريف له أهمية كبيرة حيث تعتبر هذه الذكرى محطة مهمة لاستلهام الدروس والتزود من نبع الأخلاق ومعين الفضائل، فالزهراء الصدّيقة الطاهرة قدمها الإسلام باعتبارها أرقى نموذج للمرأة، تجسدت فيه القيم والأخلاق وارتقى في سلّم الكمال الإيماني بكل ما في ذلك من دلائل كبيرة ومهمة.
وأضافت أبوطالب : إن الإسلام رفع وأعلى من مكانة المرأة؛ بل ووصى بها في كل مواقعها في الحياة وأخذ بعين الاعتبار دورها المهم في كل المسارات دورها الكبير في تربية الأجيال وتنشئتهم وهذه مسؤولية كبيرة ودور مهم وأساسي، ولو أن الآخرين الذين يسعون لإفساد المرأة والانحراف بها يحاولون أن يقللوا من قيمة هذا الدور، فالله سبحانه وتعالى ائتمنها على مسؤولية كبيرة جدا والتي تبقى مصاحبة لدور الإنسان رجلا أو امرأة مدى الحياة، وفي بقية مراحل حياته فالإسلام يريد للمرأة دوراً مسؤولاً مهماً نافعًا وبناءً مع الحفاظ على شرفها والحفاظ على عفتها والحفاظ طهرها، فالله سبحانه وتعالى فتح للإنسان أيِّا كان ذكرًا أو أنثى باب الخير والتكامل الإنساني كما قال تعالى: ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ).
المطلوب من المرأة المسلمة أن تكون منشدّة إلى تلك النماذج الراقية والعظيمة وفي مقدمتهنّ فاطمة البتول الزهراء -سلام الله عليها- هذا النموذج الراقي الذي يجب أن تتأثر به وتقتدي به المرأة المسلمة في سلوكها وأعمالها واهتماماتها، وما تنشده من دور لها في واقع الحياة وفي إطار المسؤولية هذا شيء مهم، لكي تؤدي المرأة المسلمة دورًا إيجابياً وصالحاً وبنّاءً في هذه الحياه.
ووجهت أبو طالب رسالة للمرأة اليمنية قائلة: المرأة اليمنية نموذج عظيم للصبر والصمود والثبات، وإننا وبالقدر الذي تعانيه نساؤنا من القتل ومن الحصار والاستهداف اليومي ، فالمرأة في بلدنا البعض منهن قتل كل أبنائها، والبعض فقدت زوجها ، والبعض استشهد الكثير من أسرتها. أُمّاً أو أبا ً أو زوجاً أو إخوةً أو أبناءً، وعاني الكثير منهنّ المعاناة الكبيرة على مستوى النزوح جراء العدوان الغاشم على بلدنا ، لكنهنّ برزن على درجة عالية من الصبر والصمود والثبات والقوة الإيمانية الأخلاقية وعلى مستوى عظيم من البذل والعطاء والإحسان وهذا ما نفتخر به، لأنه ثمرة لقيم ومبادئ تؤمن بها، وثقافة ينتمين إليها ثمرتها كانت هكذا على خّطى الصديقات المؤمنات فاطمة ومريم وزينب وغيرهنَّ من النساء الكاملات في إيمانهنّ ووعيهنّ، وفي مواجهة كل التحديات والأخطار، فلكِ أيتها المرأة اليمنية العظيمة كل التقدير والإعظام والإجلال .
إنصاف للمرأة
الأستاذة حليمة جحاف -وكيل وزارة الإدارة المحلية- تقول : الزهراء بضعة من خاتم النبوة، لذلك فسلوكها ومنهجها وتربيتها على يد خاتم الأنبياء هو اختتام لمسيرة الرسالة، و سلوكها هو سلوك لنساء العالمين كونها أكثر من صاحبه- عليه الصلاة والسلام وعلى الآل- والتصق به خلال حياته قبل زواجها من أمير المؤمنين علي- عليه السلام- وبعد زواجها نتيجة قربه عليه السلام من أبيها وبيت النبوة، ونحن نحتفي بمولدها تكريمًا وتشريفاً لها كإبنة، وفيها نسل النبّوة ومنها سيدا شباب أهل الجنة واحدى أهل الكساء من آل البيت، نحتفي بها لأنها النبع الذي ننهل منه أخلاقياتنا كنساء مؤمنات، لنعد لهذا الاقتداء ونستزيد منه سنوياً.
ومضت جحاف قائلة: بالتأكيد أن الإسلام أنصف المرأة وكرمها، ففي الوقت الذي كان العرب يحقرون المرأة ويعتبرونها من سقط المتاع ومنبع الشرور والآثام لذلك يُعيّرون بها إذا ولدت حتى أن البعض كان يتخلص من هذا العار الذي لم ينشأ بعد، ويقوم بوأدها حية جاء الإسلام في هذه البيئة فأحدث ثورة حيث ساوى بين الذكر والأنثى في أصل الخلقة، وجعل لكل منهما أدواراً ومسؤوليات تتناسب وبنية كل منهما ودوره في الحياة أما الغرب الذي يدعو للحقوق والحريات والمساواة الصورية، فقد ظل قروناً طويلة يمتهن المرأة الغربية ويعقد المؤتمرات لتبحث حول المرأة هل هي كائن بشري أم دون ذلك في الوقت الذي تعيش فيه المرأة المسلمة معززة مكرمة بما كرمها الله في كتابه، فانتقلت المرأة المسلمة من حالة الدونية والإزدراء إلى حالة التكريم والتقدير كزوجة وأم وابنة وأخت.
واختتمت جحاف بقولها: رسالتي للمرأة اليمنية التي تجسد دور وتضحية الزهراء في صبرها واحتسابها على شظف العيش وحالة الجهاد التي استمرت فيها منذ عرفت معنى الحياة إلى أن لاقت ربها في حسن تربيتها لأبنائها وحسن عشرتها لزوجها في طاعتها لأبيها وعدم سكوتها عن قول الحق، وانتقاد الباطل في وجه السلطة.
تضحية الزهراء
ومن جانبها تحدثت الأستاذة أمة الملك الخاشب- إعلامية- قائلة: رسالتي إلى المرأة اليمنية العظيمة التي جسدت تضحية الزهراء وعطاءها وبسالة الحوراء وصبرها، هذه المرأة سيحكي عنها التاريخ أنها من كانت سندًا لهذه المسيرة القرآنية التي واجهت أعتى طغاة الأرض وعتاولتها فكانت هذه المرأة هي المحفّز وهي من تقدّم فلذات الأكباد، وتقدم الأموال والمجوهرات وتستمر في عطائها بالقوافل المستمرة والمحملة بأنواع التغذية والملابس للمجاهدين الأبطال الصامدين في المحاريب المقدسة.
ومضت بقولها : المرأة اليمنية التي يطلقون عليها الزينبية جهلاً منهم ويظنون أن هذا اللقب شتيمة لا يعرفون أنه غاية، ومنى كل امرأة حرّة أن تكون حيدرية زينبية علوية فاطمة، لأن هؤلاء هم من مثلوا دين الله وجاهدوا في الله حق الجهاد وعبّدوا لنا طريق الجهاد والاستشهاد، هذه المرأة قدمت اثنين من أبنائها وثلاثة من أبنائها وأربعة، ولا تزال تشعر بالتقصير أمام الله وتقول يارب إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى ، وضربت بهذه المواقف أروع الأمثلة التي لن ينساها التاريخ وستتحدث عنها الأجيال القادمة بكل فخر وعز وسترتقي بها هذه المرأة لتلحق مسيرة العظماء الذين أسسوا لمجاهدة المنافقين والكفار والمتلبسين بالدين الذي هو براء منهم.
مولدها الشريف
وفي سياق متصل تحدثت الأستاذة إكرام المحاقري-كاتبة صحافية- عن فاطمة الزهراء وأهمية الاحتفاء بمولها الشريف قائلة: الزهراء -سلام الله عليها- هي تلك المرأة المؤمنة المجاهدة الماجدة الفاضلة العظيمة، بضعة الرسول- صلوات الله عليه وعلى آله، وزوج وصيّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
وتضيف المحاقري: لهذه المناسبة أهمية عظيمة في أحيائها والاحتفاء بها لما لها من ارتباطات تاريخية بواقع المرأة المؤمنة والتي غيّب العدو أثرها وذكرها من مناهج الإسلام التربوية والدينية، كما أنها توصل الرسائل الواضحة للأعداء بأن المرأة المسلمة زالت متمسكة بمبادئ وقيم وأخلاق وعفة وجهاد الزهراء عليها السلام رغم الحرب الناعمة التي استهدفت الهوية الإيمانية للمرأة بشكل رئيسي.
وأكدت قائلة :بالنسبة للإنصاف وحفظ الحقوق لا يمكننا إلا أنّ نقرّ بأن الإسلام هو من حفظ للمرأة كرامتها ومكانتها وقيمتها في المجتمع المسلم، فـ القرآن الكريم هو من ساوى بين الذكر والأنثى كنفس واحدة، وضمن للمرأة حقوقها وحافظ عليها وعلى كيانها بما لها من دور كبير بشمولية تأثيرها في الحياة، لكن تلك الحقوق الوهمية التي يتحدث عنها الغرب ليست إلا اختراقاً للفطرة السليمة وتعبّث بكرامة المرأة المسلمة، واستهدافها في عفتها وأخلاقها وكرامتها وشرفها، نعم الغرب يتحدث عن حقوق لكن الحقيقة هم من يستهدفون المرأة بشكل عام، يحاولون انتزاع الحياء منها بثقافات مغلوطة وتوجهات منحرفة ومنحلّة، وكذلك من جهة أخرى يقتلونها ويأسرونها ويناثرون أشلائها في الطرقات وتحت ركام المنازل وهذا ما يحدث في اليمن بشهادة “الأمم المتحدة” مدعية الحقوق الإنسانية، وهذه هي قوانينهم المتجسدة في الجريمة بجميع أنواعها، فمن العظيم أن تقتدي المرأة المسلمة بـ سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة ـ الزهراء عليها السلام ـ وذلك باقتفاء أثرها والسير على نهجها وتجسيد أخلاقها ومبادئها وجهادها وبذلها وعطائها حياة طاهرة في أرض الواقع.
وتختتم المحاقري بقولها: المرأة اليمنية المجاهدة والباذلة والمعطاءة السلام والرضوان ـ هي رسالة لكل يمنية حرة أبية بأن واصلي مشوار الجهاد في سبيل الله وواجهي العدو بقوة الله وثقافة القرآن، وكوني كما كانت الزهراء في كل تحركاتك، فأنتِ للحرية والكرامة عنوان تتعلم منه الشعوب في العالم معنى الوطنية والحمية والاستبسال.