مـينـاء الحديـدة وتهـديدات تـحالف الـعدوان
السيطرة على ميناء الحديدة أو تدميره إحدى خطط العدوان لقتل اليمنيين جوعاً وحصاراً
يبادر العدوان وأذرعه- في كل مرة يخسرون فيها جزءاً من معركتهم الخاسرة أصلا- للبحث عن ذرائع ومبررات مفبركة للتغطية على العجز والخسارة والفشل الكبير الذي يحصدوه ، فبعد تأمين محافظة الحديدة بالكامل وهروب قوى العدوان ومرتزقتها ، والضربة القاضية التي تعرض لها تحالف العدوان بالسيطرة على سفينة الشحن العسكرية الإماراتية «روابي «، لجأ العدوان عبر بعض الأدوات الإعلامية للتهديد بقصف ميناء الحديدة ، وهو ما يعني نقل المعركة إلى البحر ، وتشديد الحصار .
لم يكتف تحالف العدوان بالحصار الخانق المفروض على الميناء وقصفه أكثر من مرة بل بات يلمح لتصعيد أكبر ، وهو ما يؤكد الفشل والعجز الكبير الذي وصل له هذا التحالف والطريق المسدود التي انتهوا إليها بعد سبع سنوات من القصف والحرب الشعواء.
ورغم يقين قوى العدوان التام بصعوبة تحقيق أي أهداف لها في الميناء ، إلا أنها تسعى لحشد مواقف دولية حول فبركاتها من المجتمع الدولي المنحاز لها أصلا والذي سكت على جرائم العدوان على مدار السنوات السابقة ، يسعى تحالف العهر- من خلال تصريحاته- لتبرير أي قصف قد يقوم به للمنشآت المدنية في المطار بعد أن فشل عسكريا رغم الطاقات والإمكانيات الهائلة التي يمتلكها.تقرير/ محمد يحيى الضلعي
الأهمية الاستراتيجية
بعد إنشاء وافتتاج ميناء الحديدة، احتلت مدينة الحديدة الساحلية- وميناءها البحري على ساحل البحر الأحمر- أهمية استراتيجية بامتلاكها موقعاً جغرافياً متوسطاً بين المحافظات الشمالية ذات الكثافة السكانية العالية.
هذا الموقع الجغرافي- وفق المعلومات- مكن محافظة الحديدة، لأن تلعب دوراً هاماً وحيوياً في الإسراع بعجلة التنمية لتصبح- من خلال هذا الدور – أحد أهم الموانئ اليمنية والبوابة الرئيسية على البحر الأحمر، والتي تطل اليمن من خلالها على العالم الخارجي وتمر عبرها ومن خلالها مختلف الصادرات والواردات وكل ما تتطلبه عملية النمو والازدهار التي شهدتها وتشهدها اليمن في الماضي والحاضر.
وتعرف قوى العدوان جيدا الأهمية الاستراتيجية الكبيرة لميناء الحديدة من حيث الإمداد بالمواد المعيشية لأبناء الوطن اليمني في المناطق الحرة غير الخاضعة لقوى الاحتلال ومرتزقتها ، ولذلك تحاول استغلال إمكانياتها العسكرية البحرية وانحياز المجتمع الدولي والقوى العالمية الكبرى إلى صفها والضغط بورقة الميناء، كورقة في لعبة الصراع والحرب الدائرة.
متنفس الأحرار
لا يخفى على الجميع أن ميناء الحديدة هو الميناء الاستراتيجي الوحيد الخاضع للقوى الوطنية والأحرار من أبناء الشعب اليمني بعد سيطرة الإمارات والسعودية- بتسهيل مرتزقتهم- على الموانئ في عدن وشبوة وتعز وغيرها من المحافظات المحتلة، ولذلك فإن الشعب اليمني وبكل مكوناته كما هزم الأعداء في كل الجبهات سيضع كل ثقله وقوته للحفاظ على الميناء وكسر أي حماقة قد يرتكبها العدوان مهما كان الثمن.
ويعرف اليمنيون حق المعرفة أن ثمن التضحية من أجل الحفاظ على الميناء أهون بكثير من ثمن الاستسلام والقبول بسيطرة قوى محتلة ومرتزقة خائنة للبلد عليه ، وسيؤكدون ذلك إن لزم الأمر في الوقت والمكان المناسبين ولا خيار لدى هذا الشعب سوى مواصلة الصمود والإصرار على رفع راية هذا البلد حرا بعيدا عن الإملاءات والاحتلال وتنصيب الخونة على مقدراته .
وعلى هذه المعطيات لهذا الميناء الذي له تاريخ طويل لشريان حياة اليمنيين وعلى مر العقود المنصرمة والاحتياج الأهم للمراحل القادمة في ظل سيطرة الاحتلال ومرتزقته على الموانئ اليمنية في عدن والمخا والمكلا وغيرها، ناهيك عن الاحتلال للجزر اليمنية، يظل الهاجس الوحيد لدول العدوان هو السيطرة على ميناء الحديدة أو تدميره كطريقة ممنهجة لقتل اليمنيين جوعا وحصارا مطبقا وذلك عقب فشلهم عسكريا وسياسيا.
وقد يتبادر للذهن بشاعة وتمادي دول العدوان ومرتزقتهم في قتل الشعوب جماعيا لسبب واحد كونهم أحرار ولا يتبعونهم، والأبشع من هذا كله أن دول العدوان ومرتزقتهم قد ينفذون أي حماقة ليس من تخطيطهم وتفكيرهم فحسب ولكن تنفيذاً لتوجيهات أسيادهم اليهود والنصارى.
أعذار واهية
قد تستغرب من تركيز اهتمام الإعلام المعادي بكل وسائله والتباكي على سلامة الملاحة البحرية الدولية والتي هي مجرد شماعة فارغة المضمون والمحتوى وكذلك عدم إدراك الأعداء عواقب أي حماقة تجاه الميناء وأن الشعب الحر الأبي لا يمكن أن يموت جوعا؛ فإذا كان الموت مفروضاً لا محالة سيموت في جبهات القتال وسيدفع كل المعتدين الثمن باهظا وسيندمون أشد الندم وسيضطرون إلى الاعتذار وإعادة الإعمار بعد أن تمرغ أنوفهم في الأرض، وستذكرون ما أقول لكم.
ورغم الأعذار الواهية التي يتشدق بها العدوان عن الملاحة البحرية وتأمين السفن إلا أن المجتمع الدولي يواصل انحيازه غير المسؤول إلى جانب قوى العدوان ليضطر الشعب اليمني إلى الاستمرار في مواجهة العالم الظالم بمفرده وليؤكد بذاك عدالة قضيته وقدرته على كسب الرهان والانتصار في المعركة مهما كان الخصم ومهما كانت المعطيات والظروف.
ويدرك العدوان ومن معه أن هذا الميناء استراتيجي مهم لثلثي أبناء اليمن من حيث احتياجات السكان، والعالم المحيط يدرك ذلك تماما، ويدركون أن ميناء الحديدة إنساني مدني بحت بعيد عن كل عبث أو حرب عسكرية ولم يقحم في أي مواجهة ولم يستخدم لأي أغراض عسكرية في الحرب الدائرة وأي فقاعات إعلامية كلها فارغة كاذبة عارية عن الصحة تماما ومن يقدم على عمل الاعتداء على الميناء بمحافظة الحديدة مجرم حرب واعتداء إنساني، وبهذا ندعوا المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذين هم على دراية كاملة عن نشاط ميناء الحديدة المدني الإنساني.
فضائح متتالية
لا يكاد يمضي شهر حتى يظهر العدوان ومرتزقته بفضيحة مدوية تضاف لسلسلة فضائحة المستمرة التي كشفت زيف ادعاءاته ووهن خيوطه وبرهنت للجميع عدالة الموقف اليمني وظلم وبطش الموقف المناهض.
فبعد فضيحة خسارة سفينة شحن عسكرية إماراتية تم رصدها ومتابعتها لأيام وتوثيق كل التفاصيل في مشاهد مصورة كشفت زيف الترويج الكاذب على أنها سفينة مدنية تحمل مستشفى ميدانياً ، ظهر ناطق تحالف العدوان بفضيحة مجلجلة أظهرت ضعفاً وغباء غير متناهياً وكذلك مغالطة وتزييف للحقائق اعتاد عليها التحالف منذ بدء عدوانه على اليمن قبل سبع سنوات.
فقد اجتز تحالف العدوان مقطع فيديو من أحد الأفلام الأجنبية وقال إن المشهد يصور صواريخ باليستية داخل ميناء الحديدة ليصبح هذا التصريح مثار سخرية واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك في عدد من القنوات التلفزيونية.
وعاد ناطق التحالف ليعتذر عن الخطأ الذي وصفه بغير المقصود بعد أن وجد أنه لا محالة ولا مفر من الفضيحة وانكشاف الخدعة والكذبة الكبرى، معللا ذلك بالمصادر ، ولكن يبقى السؤال ماذا لو لم يتم إظهار الحقيقة من الجهات المعنية في وزارة الدفاع اليمنية، هل كان تحالف العهر سيعترف بالخطأ ؟.
وعلى مثل ذلك نقيس كل ادعاءات العدوان على مدار السنوات السبع من أعذار وتبريرات لا ترتقي لمستوى التصعيد والانتهاكات التي يقوم بها في محاولات يائسة وفاشلة للتغطية على جرائمه اليومية بحق أبناء الشعب اليمني الصابر.
رهان خاسر
لم يُسلِّم الشعب اليمني ذرة تراب من بلده رغم كل الحشود مقدما الغالي والنفيس ومضحيا بخيرة شبابه.. فكيف يعتقدون وكيف يقيمون الرد على أي تهور باتجاه ميناء الحديدة.
إن ميناء الحديدة ليس قابلاً للمساومة أبدا لأهميته وسيكون الثمن باهظا والعدو يدرك ذلك تماما ومن الحماقة المجحفة أن تتورط دول العدوان والجيران منهم خاصة في هذا الإجرام والذي لن ينجح ولن يسقط بالتقادم وسيكون الرد قوياً ومعبراً عن غضب شعب وقيادة وليس كما يعتقد الواهمون أن هذه التجاوزات ستمر دون عقاب رادع يصيبهم بالندم.
ويعرف المجتمع الدولي عواقب أي تهور يقدم عليه العملاء تجاه الحديدة اليمنية وموانئها المدنية الإنسانية ، ومثل هذا الإجراء سيعود بالضرر على المجتمع الدولي بأكمله وسيتذوق ما ذاقه الشعب اليمني والبادئ أظلم والله المستعان، وسيتحمل تحالف العدوان كل تبعات أفعالهم وسيدفعون الثمن عاجلا أو آجلا هم وأجيالهم، فلا شيء سيكون في خانة النسيان أبدا وسنجعل من مظاهر اعتداءاتهم مزارات وذكرى لأجيالنا وهذا من حقنا ومن حق الجميع أن ينال حقه على أكمل وجه.
وقد سبق أن قام تحالف العدوان بقتل الملاحة وإحكام الحصار ومنع دخول بواخر النفط والغاز وتركها عرض البحر رغم حصولها على تصاريح منهم أنفسهم واستخدموا هذا الأسلوب القذر في الحصار ومنعوا دخول كل ما يحتاجه الشعب لتستمر الحياة دون وقود وغذاء ومواد بناء ومعدات وقطع غيار، وفندوا ذلك بأعذار واهية بعيدة عن الحقيقة كل البعد لغرض التركيع واستمروا في غيهم وكان بالمقابل أن وجدوا الشعب اليمني الحر أكثر ضراوة وعزة وكرامة وتوحدت كثير من قنوات وفئات المجتمع في مواجهة العدوان مما أثار غيظهم وحقدهم، وأثبتوا عجزهم مرة تلو الأخرى وتقطعت بهم السبل وتوالى فشلهم مرة بعد أخرى عسكريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
وفي حين منحت قوى المرتزقة في الداخل كل سبل الدعم، لكن ثبت فشلهم في الجبهات عسكريا وكذلك أمنيا، فمناطق سيطرة المرتزقة تؤكد فشلاً أمنياً ذريعاً تتخلله مسميات العنصرية والفئوية وانهياراً اقتصادياً غير مسبوق، حيث تجاوز قيمة الدولار الواحد 1700ريال من عملتهم المزورة، وكل هذا تسبب بإحراج أمام المجتمع الدولي فتلكأوا وسردوا الأعذار دون معيار للمصداقية والكل يعرف ذلك.
سلاح الجبناء
إن قتل الشعوب ومقدراتها وحصارها وضرب بنيتها التحتية الاستراتيجية هو نهج ضعفاء النفوس الذين فشلوا في الحرب وخرجوا منها مهزومين خاسرين كأضحوكة العصر عن تحالف من 20 دولة وبدعم من دول العالم الكبرى وتأييد عالمي وإمكانيات هائلة فشل كل الفشل أمام المقاتل اليمني بسلاحه الشخصي ليضرب للعالم أروع الأمثلة في كيفية الحرب والانتصار للمظلومية أمام العالم أجمع، إن لزم الأمر.
إن تحالف العهر يسعى لدمار الملاحة الدولية في البحر الأحمر كما حصل مسبقا في بحر العرب حين تعمد الغرب زعزعة الوضع والخراب في دولة الصومال حتى شردوا شعبا بكامله وقتلوا كل مقدراته وكاد يموت جوعا فحينها وجدوا هذا الشعب يبحث عن لقمة العيش في البحر فصنعوا منهم قراصنة قتلوا الملاحة البحرية الدولية بشكل صحيح وتضرروا بالفعل من صنيعتهم وندموا على ذلك وهم بأنفسهم حريصون على استقرار الصومال لتأمن تجارتهم وتمر بواخرهم بسلام، وهم مدركون أن التجربة قد تتكرر مع الأحرار مرة أخرى.
لا جديد يضاف
يراهن مؤيدو العدوان ومن على شاكلتهم على تصريحات الإعلام التابع للتحالف والتهديدات باجتياح ميناء الحديدة رغم التجارب السابقة الفاشلة التي تلخص حقيقة وضعف التحالف ومؤيدوه ، فالتحالف السعودي الأمريكي قصف ميناء الحديدة من قبل وحاول احتلال المدينة وتلقى هزائم شنيعة أجبرته على التراجع والانهزام والانسحاب كرها.
ولو عدنا إلى الوراء قليلا لنتذكر تصعيد العدوان في عدة فترات وعدة جبهات والزخم الإعلامي الكبير الذي رافق تلك التصعيدات لكنه في المقابل مني بالهزيمة رغم التوقعات التي كانت ترجح كفته بناء على معطيات الميدان والظروف والإمكانيات.
وكالعادة إذا أرادت قوى العدوان أن تعيد متابعة الدروس السابقة فعليها أن تغامر باتجاه الحديدة وميناءها ونحن بدورنا سنقوم بعمل اللازم وسنعيد تفهيمهم الدرس جيدا غير أننا هذه المرة سنكون أشد وأقوى وأكثر قسوة فاليوم غير الأمس وإمكانياتنا اليوم أكبر من الماضي والانتصارات في كل الجبهات ولا مجال لهم سوى الهزيمة مهما حشدوا.
خيارنا الوحيد
بناء على كل ما سبق وإيمانا بعدالة القضية التي نحارب لأجلها فإن الشعب اليمني قد اتخذ قراره الذي لارجعة فيه وأن المواجهة والتضحية بالغالي والنفيس وعدم الخنوع هو الخيار الأول والأخير الذي اتخذ من أول يوم في العدوان وعلى الأعداء أن يعرفوا أننا لانحرف المسار مع مرور الوقت وأننا جاهزون لكل الاحتمالات.
إن هذا الشعب أمام عدو غاشم متغطرس متطرف عميل ليس قراره بيده ويتلقى توجيهاته بالاعتداء علينا من أسياده اليهود والنصارى، فلا غرابة أن يقدم على أي تهور وهذا هو مسعى أنظمة العمالة للشعوب العربية المعتدية، لكن ما نعول عليه هو تأييد الله وإرادة الشعب الحر وكذلك الدعوة للشعوب المحكومة من قبل هؤلاء العصابة العميلة وأن يكون لهم موقف للحق وبالحق، كوننا إخوة تجمعنا بهم قومية اللغة ومنهجية العقيدة والدين الإسلامي الحنيف .
وقد تتعمد أذرع العدوان إحداث زعزعة إعلامية أو حتى عسكرية وقد ويتسبب بمجاعة جماعية لأبناء الشعب اليمني عامة وفي تهامة خاصة، فكثير من الأيادي العاملة معتمدة كل الاعتماد للحصول على لقمة العيش بالعمل في موانئ الحديدة أو بالصيد في عرض البحر الذي لم يعد آمنا من قرصنة العدوان.
إن الشعب اليمني بكل مكوناته وأطيافه مستعد كل الاستعداد للدفاع عن كل ذرة رمل من رمال هذا الوطن وليس عن ميناء الحديدة فحسب وأننا نعرف جيدا ما نقول وما سنفعل متأهبون للمعركة القادمة والتي تليها ونحن كما قال السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في أول يوم من العدوان «إنكم أنتم من بدأتم الحرب لكننا نحن من سيقرر انتهاءها».
احشدوا طاقاتكم ومرتزقتكم وكل ماتستطيعون فالرجال جاهزون والخطة مدروسة والحرب نحن أهلها ورجالها وأنتم أكثر من يعرف ذلك ونحن على العهد وعلى الموعد وكلما رأيتم نهايتنا فاجأناكم ببداية جديدة وبشكل مختلف ولم نظهر من قوتنا إلى ما تيسر وما يناسب حجمكم وحقيقتكم ومستواكم الهين في الحرب وفي ميادين الرجال.