أسطورة القوة الخارقة للكيان الصهيوني تتحطم في غزة والمقاومة تنتصر
المشهد العربي في 2021 : فصائل المقاومة الفلسطينية تضرب العدو بـ” سيف القدس”
أزمة الجزائر والمغرب وانقلاب تونس ومعاقبة لبنان نتاج التطبيع مع العدو الإسرائيلي
بعد مرور سنة من التطبيع .. دولة الاحتلال المستفيد الوحيد من اختراق العرب
الثورة / محمد الجبري
شهد العالم العربي خلال العام 2021 العديد من الأحداث المهمة في الكثير من المسارات في ظل اتساع رقعة العمالة والتطبيع من قبل بعض الأنظمة العربية وأذنابها من دول التبعية والارتهان، وفي الجانب الآخر برز محور المقاومة كقوة لا يستهان بها، فيما يلي سنعرض عدداً من تلك الأحداث التي شهدها الشرق الأوسط والوطن العربي:
»سيف القدس« يهوي على رقبة العدو
تفاجأ الاحتلال الصهيوني بامتلاك فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة قوة ردع ورد قوي لم تكن في الحسبان عندما شن حربه الأخيرة على غزة، التي بدأت بين غزة والكيان الصهيوني بتوترٍ ثم اشتباكات في الـ 6 من مايو بين متظاهرين فلسطينيين من جهة وبين أفراد من الشرطة الصهيونية نتيجة قرار المحكمة الإسرائيلية العليا الظالم بإجبار سبع عائلات فلسطينية على إخلاء منازلها في حي الشيخ جراح في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في القدس لإسكان مستوطنين إسرائيليين.
وبعد يوم واحد فقط قام آلاف من جنود شرطة العدو الإسرائيلية في جمعة الوداع في 7 مايو في عمليةٍ استفزازيةٍ باقتحام باحات المسجد الأقصى على المصلين ما أسفر عن إصابة أكثر من 205 مدنيين فلسطينيين في المسجد الأقصى وباب العامود والشيخ جراح.
كما وقعت مواجهات عنيفة صباح يوم الاثنينن 10مايو 2021 الموافق 28 رمضان 1442 هـ بعد اقتحام آلاف من أفراد الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى وأسفرت عن إصابة أكثر من 331 مدنياً فلسطينياً كان بينهم 7 حالات خطيرة للغاية ومسعفون وصحفيون في المسجد ومحيط البلدة القديمة.
وأطلقت فصائل المقاومة صواريخ على مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي كرد فعل على تلك الانتهاكات والتهديدات تحت مسمى “ سيف القدس” والتي تلقى فيها الاحتلال أكثر من 4070 صاروخاً، خسر العدو الصهيوني في التصدي لجزء بسيط منها الملايين من الدولارات حسبما أعلن جيش الاحتلال.
انتهت الحرب الأخيرة بين غزة وفصائل المقاومة مع الاحتلال بوقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في الساعة الثانية من فجر يوم الجمعة 21 مايو، وذلك بوساطة دولية قادتها مصر.
هروب الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع
كما شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة في 6 سبتمبر 2021 عملية هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع والتي أطلق عليها عملية «نفق الحرية» حيث استطاع ستة من الأسرى الفلسطينيين من الهرب من سجن جلبوع رغم التشديدات الأمنية والتحصينات القوية والفرار عبر نفق تم حفره في زنزانة السجن إلى خارجه.
وكان الستة الفلسطينيون محكوم عليهم بعقوبات كبيرة بالسجن المؤبد ومحمد عارضة وأخوه محمود ويعقوب قادري وأيهم فؤاد بينما كان كل من مناضل يعقوب نفيعات وزكريا الزبيدي الأول معتقل والثاني موقوف.
وبعد أربعة أيام من الهروب استطاعت قوات الاحتلال القبض على يعقوب قادري ومحمود عارضة في الناصرية، كما تم إلقاء القبض على زكريا الزبيدي ومحمد عارضة.
وفي فجر يوم الـ 19 من سبتمبر أعلنت السلطات الإسرائيلية القبض على الأسيرين الأخيرين، لكن سلطات الاحتلال عاشت خلال فترة هروب الأسرى فضيحة كبرى مدوية نتيجة هذا الاختراق لسجونها والفرار منها.
أزمة الجزائر والمغرب
أعلنت السلطات الجزائرية قطع علاقاتها مع الرباط في 24 أغسطس، وجاء بيان من وزير خارجيتها آنذاك يؤكد أن أسباب قطع العلاقة هي أسباب عميقة تعود إلى عام 1963م حول السيادة على الصحراء الغربية.
كما أن توقيع « اتفاقية ابراهام» مع العدو الصهيوني والمغرب أحد الأسباب الجديدة التي ساهمت في تغذية النار بين البلدين، حيث انه بموجب اتفاق المغرب للتطبيع مع العدو الصهيوني تأخذ الرباط اعترافاً أمريكياً«بمغربية» الصحراء الغربية ما مثل سبباً قوياً ودافعاً لنشوب الحرب مع الجزائر.
كما أن قيام تل أبيب بالتجسس على هواتف العديد من المسؤولين الجزائريين في قضية «بيغاسوس» زادت الطين بلة وزاد من غضب الجزائر من استمرار وتطبيع الرباط العلاقة مع الكيان الصهيوني.
لبنان والأزمة الخليجية
أثارت تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي في أغسطس قبل توليه منصبه كوزير للإعلام في مقابلة مسجلة في أحد البرامج التلفزيونية، انتقد قرداحي خلالها التدخل العسكري لدول العدوان تحت مسمى «التحالف العربي» بقيادة السعودية والإمارات في اليمن، واصفاً ذلك التدخل بالحرب العبثية.
وأعلن مجلس التعاون الخليجي، في بيان يوم الأربعاء 27 أكتوبر، الرفض التام لتصريحات جورج قرداحي حول حرب اليمن، مطالباً إياه بالاعتذار.
ونشرت صحيفة عكاظ السعودية في نفس اليوم 27أكتوبر تصريحاً لإدارة مجموعة MBC السعودية أعلنت فيه أنها قررت إغلاق جميع مكاتبها في لبنان بشكل نهائي وانتقالها بكامل معداتها إلى الرياض على خلفية الأحداث.
وقامت دول العدوان بالضغط على الحكومة اللبنانية التي يرأسها نجيب ميقاتي لإجبار جورج قرداحي على الاستقالة، والتي بالفعل نجحت الحكومة في تنفيذ تلك الأهداف المريبة في الأخير بعد ضغط شديد على قرداحي من جهة ولبنان من جهة أخرى.
لكن جورج قرداحي كان أكثر ذكاء من دول العدوان عندما رفض الاستقالة في بادئ الأمر، مفسراً رفضه بإعطائه ضماناً بأن تصريحاته كانت السبب الحقيقي في الأزمة اللبنانية واستمرارها من جهة، ومن جهة أخرى أن استقالته ستكون ضماناً بأن جميع المشكلات الموجودة في لبنان ستحل.
تونس .. إزاحة »النهضة«
في يوم الأحد 25 يوليو أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد العديد من القرارات الجريئة التي غيرت المشهد السياسي في تونس، حيث قام بتجميد عمل البرلمان، وإقالة الحكومة.
خرج التونسيون بين معارض ومؤيد إلى الشارع التونسي ولايزال الجدل السياسي محتدماً حتى اليوم.
ورأى مؤيدو قيس سعيد في بادئ الأمر أن تلك القرارات تمثل تصحيحاً لمسار الثورة، أما معارضوه فكانوا منذ الوهلة الأولى يرون أن ما حدث هو انقلاب على الدستور».
أزمة السودان وانقسامه
لم يكف السودان عن النزيف بعد أن قام مسؤولوه بالانبطاح أمام التطبيع مع دول التبعية والذل والخزي لترى تلك الحروب والنزاعات مستمرة كثمرة عقاب لقبول شرذمة قليل بيع عروبتهم ليس حباً لوطنهم، ولكن من أجل مصالحهم الشخصية الدنيئة والتي أكدت الأحداث المؤلمة والمستمرة فيه ذلك.
ففي 15 من يناير اندلعت أعمال عنف في «الجنينة» على خلفية صراع قبلي مخلفاً 217قتيلاً – حسبما أعلنته لجنة أطباء السودان، اما الأمم المتحدة فقد أعلنت في 22 من نفس الشهر عن مقتل 200 شخص وإصابة 240آخرين وأن حوالي 116 ألف سوداني نزحوا جراء الاشتباكات والصراعات في الجنينة وقريضة جنوب دارفور الواقعة في غرب البلاد.
وفي 3 من مارس تمكنت القوات المشتركة بمنطقة «سرف عمرة» في ولاية شمال دارفور من احتواء نزاع مسلح بين قبيلتي « الفور» و«التأمل» بعد فقدان أكثر من 10 آلاف شخص وإصابة 32 آخرين.
استمرت النزاعات القبلية التي أودت بآلاف القتلى والنازحين كضحايا لتلك الحروب والصراعات أغلبها كانت واقعة في إقليم دار فور بين قبائلها، كما بدأت مشاكل شمال السودان نتيجة تجاهلها المستمر في الظهور برفض سياسة التجهيل واللامبالاة بمطالبها لترفع سقف تحديها للخرطوم، أمام رئيس الحكومة السابق عبدالله حمدوك وقائد مجلس السيادة الانتقالي السوداني وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان بالمطالبة بالاستقلال، ما أحدث في المشهد السياسي تغيراً كبيراً بدأ بالانقلاب على الحكومة الانتقالية السودانية ووضع المسؤولين تحت الإقامة الجبرية.
البرهان ينقلب على الحومة الانتقالية
وتتالت الأحداث سريعاً في السودان، منذ 25 أكتوبر، إذ أعلن الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة فرض حالة الطوارئ وحل الحكومة برئاسة عبدالله حمدوك، ووضعه تحت الإقامة الجبرية إضافة لاعتقال عدد من الوزراء.واعتبر كثيرون هذه الخطوة انقلاباً عسكرياً من الجيش وتعطيلاً لمسار المرحلة الانتقالية التي بدأت بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، والتي كان من المقرر أن تنتهي بتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية.
وعلى الرغم من إعادة حمدوك إلى منصبه من دون حكومته في الحادي والعشرين من نوفمبر بموجب اتفاق سياسي معه، لم يَنل هذا الاتفاق رضا الشارع السوداني الذي بات يُطالب بحكم مدني خالص.
ومنذ الانقلاب يشارك السودانيون في مظاهرات حاشدة رفضاً للحكم العسكري، متحدين قمع الشرطة وقنابل الغاز المسيلة للدموع وقطع الإنترنت واغلاق الطرق.
دولة الاحتلال المستفيد الوحيد من التطبيع
باسم السلام، وقّعت كل من إسرائيل والإمارات والبحرين اتفاق التطبيع الشهير في منتصف سبتمبر من العام الماضي، وهو الذي أدخل إسرائيل إلى المنطقة العربية من بابٍ يختلف عن الباب الذي لم تتمكن من فتحه بتوقيعها اتفاقي السلام مع كل من مصر 1979 والأردن 1994 أواخر القرن الماضي.
هذا الاتفاق جعل إسرائيل، بحسب رأي مراقبين، الرابح الأكبر من بين البلدان الثلاثة، فما استطاعت فعله إسرائيل في سنة واحدة مع كل من أبو ظبي والمنامة لم تتمكن من فعله مع القاهرة وعمان خلال عقود، ولا سيما على صعيد التطبيع الشعبي، إذ بقيت الحساسيات بين الشعبين المصري والأردني من جهة والإسرائيلي من جهة ثانية، وهو مشهد يختلف على صعيد الإمارات والبحرين، إذ ترجم ذلك في تبادل سياحي وثقافي وأكاديمي وتجاري ودبلوماسي.