
انطلقت شرارة ثورة التغيير من جامعة صنعاء في 15 يناير 2011م يوم سقوط نظام حسني مبارك في مصر بمظاهرات طلابية ونشطاء حقوقيين طالبت بالتغيير وتوجهت المظاهرات إلى السفارة التونسية وتكررت يوم 22 يناير 2011م. وهي المظاهرات الأولى التي شاركت فيها أحزاب المعارضة ودخولها على خط الثورة كما خرجت مظاهرة احتجاجية ثانية وهو اليوم الذي يعده البعض الشرارة الأولى لثورة التغيير يوم الخميس 3 فبراير 2011م ..والتي اشتعلت يوم جمعة الغضب 11 فبراير ..حاملة معها هدفا رئيسيا هو إسقاط النظام القائم وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تكفل الحقوق والحريات العامة وتقوم على مبدأ التداول السلمي للسلطة.
وأخذت ثورة شباب التغيير تتسع وتتمدد إلى مختلف المحافظات وانضمت إليها وخصوصا بعد مجزرة جمعة الكرامة مختلف الأحزاب والمكونات الاجتماعية والقبلية وأعلن قائد الفرقة الأولى مدرع قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن صالح حينها وعدد من قادة المناطق العسكرية انضمامهم للثورة التي تحولت من ثورة شبابية سلمية إلى ثورة شعبية سلمية امتلأت بهم ساحات وميادين الحرية والتغيير في كل عواصم محافظات الجمهورية كما خرجت المسيرات الاحتجاجية بشكل شبه يومي في أمانة العاصمة وتعز وعدن وإب وغيرها من المحافظات وامتدت إلى المديريات وكلها تطالب بإسقاط النظام وإحداث التغيير ولم تكن الطريق مفروشة بالورود حيث قدم شباب ورجالات الثورة ونساؤها قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى والمختطفين والمخفيين طيلة عشرة أشهر انتهت بالتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني في الخامس والعشرين من نوفمبر 2011م.
ومضت الثورة شامخة الهامة تحصد كل يوم انجازات وفي كل ساعة انتصارات بعد أن سقطت دعوات الانفصال والاحتراب والاقتتال وتماهت الأراجيف التي سعى النظام لزرعها في البلاد وتداعى الجسد اليمني بأكمله حاملا معه شعارا واحدا.. “كلنا نفدي اليمن” الكل كان يجمعهم هدف واحد ومصير واحد هو إسقاط النظام واستعادة الهوية الوطنية والكرامة المفقودة للإنسان والوطن وسط إدهاش وإعجاب اسر العالم والذي كان يتوقع ان تنزلق اليمن إلى اتون التشظي والصراعات والمواجهات الطائفية والمذهبية والقبلية بحكم أن اليمنيين كلهم متسلحون وان اليمن فيها ستون مليون قطعة سلاح أي بمعدل ثلاث قطع سلاح لكل مواطن لكن اليمنيين اثبتوا انهم شعب حضاري أصيل يتوق الى المدنية وينبذ العنف ولغة السلاح ولا يمكن المزايدة عليه خصوصا عندما يكون الهدف مشتركا والكل يسعى لتحقيقه وهو ما جسدته وحققته ثورة 11 فبراير السلمية النقية التي شهد لها العالم ولا يزال كواحدة من انجح ثورات الربيع العربي ..
وها هي اليوم تمضي في تحقيق أهدافها واحدا تلو الآخر وصولا إلى الدولة المدنية الحديثة دولة تسودها قيم الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية ويعلو فيها النظام والقانون وهي ذات الدولة التي لأجلها قامت ثورة التغيير والتي نجني اليوم ثمارها الأولى بعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل والانتقال صوب تأسيس دولة اليمن الاتحادية العصرية …