كنت قد توقفت لفترة عن الكتابة في مجال الإعلام الرياضي إلا أن الإنجاز العظيم والكبير الذي حققه منتخبنا الوطني للناشئين بإحرازه لقب البطولة الثامنة لغرب آسيا لكرة القدم وتتويجه بذهب البطولة وكأسها دفعني للعودة مجددا للكتابة؛ فعظمة ما تحقق يستحق أن تسخر لأجله الأقلام وتكتب كل الكلمات وتصاغ لروعته أجمل العبارات وتتغنى به القصائد والأبيات، ففيه فرحة وطن، فرحة بلد غنى ورقص وصاح وهتف سكانه في كل مدينة داخل اليمن وخارجه بصوت واحد “تحيا اليمن وعاش منتخب اليمن”.
غمرت الفرحة قلوب الجميع وأضاءت السماء بنور النصر وزينت بالألعاب النارية، رسمت الابتسامة على وجوه اليمنيين وانهمرت دموع الفرح من أعينهم بفوز أبناء اليمن، منتخبنا الصغير أبدع وتألق في جميع مبارياته، تصدر مجموعته عن جدارة قدم أداء جميلاً ومميزاً أثناء اللعب، أداء أكد من الوهلة الأولى بأنه فريق قوي ومنافس وقادر على خطف اللقب، دماء صغيرة ووجوه واعدة زفت الفرحة لشعب اليمن، فرحة انبثقت من وسط واقع مر وأليم لرياضة اليمن، واقع دكت ودمرت فيه صالاتها وملاعبها الرياضية وشلت حركتها وفعالياتها إلا من طفرة نادرة قد تحدث تحاول فيه رياضتنا تنفس الصعداء واستعادة ولو شيء بسيط من عافيتها، أما مهزلة فارق السن الذي منحنا الفوز ما هي إلا عذر برر فيه الخصم خسارته المؤلمة علي أيدي ناشئينا الصغار.
قيل عن فرحتنا بالفوز جنونية، لا بأس ولتكن كذلك، يكفينا أنه جن جنونهم بخسارتهم أمام الأحمر الصغير الذي أسعدنا بإنجازه وفي عقر دارهم، فمنتخبنا غادر وهو مقدر لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه واضعا في اعتباره جمهوره المحب والمساند له في كل الحالات، لقد كانت الفرحة كبيرة وصداها قوياً لم و لن ينسى، كونها جاءت في وضع لا يحسدنا أحد عليه، وفي وقت كنا قد نسينا فيه الفرح وما أحوجنا للشعور بالسعادة التي تمت واستعدنا معها كل ذكرياتنا القديمة المليئة بإنجازات عدة سابقة لمنتخباتنا الوطنية في كل الألعاب وميداليات ملونة.. مبروك لمنتخبنا ولنا هذا الإنجاز العظيم.