الأجنّة والأطفال أكثر عرضة لضرر التسمم فهم يتنفسون بمعدلات أكبر من البالغين إضافة الى المسنين ومرضى القلب والصدر
التدفئة بالفحم.. الموت الصامت
أطباء: سوء استخدام التدفئة بالجمرة أو الفحم قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تصل إلى الموت
المركز الوطني للتثقيف الصحي :يحذر المواطنين من إيقاد الفحم في الأماكن المغلقة والذي راحت ضحيته عائلة كاملة في صنعاء
تلجأ العديد من الأسر اليمنية إلى استعمال الفحم كوسيلة للتدفئة خلال فصل الشتاء، إلا أن هذا الأسلوب في مقاومة قساوة البرد وانخفاض درجات الحرارة تكتنفه مخاطر أكيدة على صحة وسلامة الأسرة الباحثة عن الدفء في الليالي الباردة.
ذلك أن استعمال الفحم للتدفئة، في غياب القدرة أو ضعفها على اقتناء وسائل تدفئة أخرى آمنة عند استخدامها داخل المنازل أو الأماكن المغلقة، قد يؤدي إلى إزهاق الأرواح، بل قد يقضي على أسر برمتها.
الأسرة / خاص
يقول أبو بلال : وسيلة التدفئة بالفحم هي المتوفرة حالياً وتعدّ الأسهل والأرخص في ظل الحصار على بلادنا من قبل العدوان الغاشم الذي فرض علينا ظروفاً قاسية وغلاءً لايرحم .
وحسب حديثه فإن معظم أقاربه يستخدمون ذات الوسيلة للتدفئة ، فيما تعتمد الأسر اليمنية من ذوي الدخل المحدود على الفحم كوسيلة لتوفير التدفئة .
جلال وهو أحد سكان العاصمة صنعاء يقول :حوالي ثلاث أرباع الأسر التي تقطن بالمناطق الفقيرة تستخدم الفحم للتدفئة وتشتري العائلات كميات من الحطب من أجل إشعال الفحم.
ويتابع، أن الكيس الواحد يستهلك خلال يومين أو ثلاثة وفي أيام البرد الشديد .
ويؤكد جلال أن نسبة 50 % من الأسر الفقيرة تعتمد على الفحم كوسيلة للتدفئة نظرا لرخص ثمنها.
ومن بين هؤلاء الحاجة فاطمة التي تقطن في حي شعوب حيث تقول: “استأجرت منزلاً مكوناً من غرفة وصالة ضيقة وهي شديدة البرودة وخاصة أثناء الليل .ولهذا فأنا مصطرة لاستخدام الفحم للتدفئة طوال فترة المساء وإلاّ..متُّ من البرد القارس.
المواطن عبدالسلام – ربُّ أسرة مكونة من خمسة أفراد يقول :أعرف تماماً مخاطر استخدام الفحم بالنسبة للمنازل خاصة أثناء الليل ولكن لا أجد في المقابل بديلاً غيره. خاصة في ظل الظروف القاسية والأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها بلادنا والفحم يعد أرخص وأبسط وسيلة للتدفئة في الوقت الراهن.
شروط ضرورية
وعن خطورة استعمال الفحم للتدفئة دون مراعاة الشروط الضرورية لضمان سلامة مستخدميه، أوضح البروفيسور عبد العزيز – الأخصائي في الجهاز التنفسي – أن لجوء العديد من الأسر، خاصة من الأوساط الفقيرة والشعبية إلى استهلاك الفحم للتدفئة لا يسلم في الغالب من عواقب وخيمة على صحة الإنسان، مضيفا :ان سوء الاستعمال وعدم اتخاذ الاحتياطات الضرورية قد يؤدي إلى الموت المحقق.
وأضاف أن عملية التدفئة بالفحم، الناجمة عن عملية حرق الخشب أو غيرها من المواد التي تستعمل كوقود، ينتج عنها انبعاث كميات كبيرة من غاز أوكسيد الكربون السام، وفي غياب التهوية السليمة خاصة في الأماكن المغلقة، يؤدي ذلك إلى تراكم الغاز بمستويات عالية، والذي يتسرب بفعل استنشاقه إلى مجرى الدم، ويحل بالتالي محل الأوكسجين الموجود في خلايا الدم الحمراء، مما يحول دون وصول الأوكسجين إلى الأنسجة والأعضاء، ما ينتج عنه تلف خطير في الأنسجة، قد يتسبب في الموت.
وواصل البروفيسور قائلا :إن غاز أوكسيد الكربون، الذي لا طعم ولا لون له ولا رائحة، يأخذ مكان الأوكسجين في الدورة الدموية، ما يجعل الشخص، في هذه الحالة، يشعر بالدفء والاسترخاء والرغبة في النوم، غير منتبه لما يحدث له، منبها إلى أن ذلك يؤشر لبداية غيبوبة قد تنتهي بالموت بسكتة قلبية، لأن القلب لم يعد يتوصل بالكمية الكافية من مادة الأوكسجين.
كما قد يشكل استنشاق هذا الغاز السام خطراً بالأساس على الأجنة، التي تكون أكثر عرضة لضرر التسمم، والأطفال الذين يتنفسون بمعدلات أكبر من البالغين، والمسنين، ومرضى القلب، والأشخاص الذين يعانون من فقر الدم ولديهم مشاكل في التنفس.
ومن أجل تجنب الأخطار التي قد تنجم عن استهلاك الفحم واستعماله بشكل سليم وآمن، دعا البرفيسور إلى تجنب اللجوء إلى التدفئة بالفحم، خاصة بالأماكن المخصصة للنوم في المنازل، مع الحرص الشديد على التهوية الجيدة.
تحذير للمواطنين
, التوعية الصحية ، المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة والسكان يحذر المواطنين من استخدام الفحم للتدفئة في الأماكن والغرف المغلقة.
حيث يلجأ الناس في مواسم البرد لاستخدام مواقد الفحم للتدفئة، وهذا يشكل خطراً كبيراً راح ضحيته الكثير بما في ذلك عائلاتٌ كاملةٌ ،وقد كان آخر الضحايا ثلاثة أشخاص ماتوا بأمانة العاصمة أثناء نومهم وموقد الفحم مشتعلا كما أفاد مختصون في المركز الوطني للتثقيف الصحي.
ويضيفون :يطلق الفحم المشتعل غاز سام هو أول أكسيد الكربون، وهذا الغاز يمكنه تدمير خلايا المخ خلال دقائق، وكذلك غزو الرئتين مسبباً الوفاة لمن حوله.
وبدوره يوضح المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي الإرشادات الهامة التي يجب العمل بها عند التدفئة بالفحم وهي: اشعال الجمر(الفحم) أو الحطب خارج غرفة التدفئة في مكانٍ مفتوح وترك الفحم في الخارج حتى تنطفئ النيران المشتعلة، والحرص على أن تكون الغرفة التي يوضع الفحم فيها أثناء التدفئة جيدة التهوية.والحذر كل الحذر من ترك موقد الفحم في الغرفة.