اللباس التقليدي اليمني يُحرم من التقاط الأوتاد

د. جابر يحيى البواب

 

 

التقاط الأوتاد نوع من أنواع رياضة الفروسية التي اشتقت من معارك العرب والمسلمين في التاريخ القديم وكانت تستخدم فيها الجياد كعامل أساسي في حسم المعركة، بحيث يقوم الفرسان باقتلاع أوتاد الخيام من الأرض برماح أو سيوف الفرسان الممتطين صهوات الجياد في المعركة، هذا العمل تم محاكاته في علم رياضة الفروسية وتحويله إلى منافسة رياضية شريفة يتم من خلالها لعب أشواط مختلفة بالرمح والسيف يتم من خلالها التقاط الأوتاد المحددة بمقاسات مختلفة هي 6 سم و4 سم و2 سم، ففي العام 2014م تقريبا تم تأسيس الاتحاد الدولي لالتقاط الأوتاد..
الجمهورية اليمنية أحد الأعضاء المؤسسين والفاعلين في هذا الاتحاد، ومنذ التأسيس ومنتخبنا الوطني يحصد الإنجازات ويحقق الميداليات المتعددة “برونز فضة – ذهب” حتى وصل في العام 2018 م إلى أعلى مستوى وتأهل إلى كأس العالم بجدارة وبأعلى النقاط، وكان المرشح الأول لتحقيق بطولة العالم وتسلم كأس البطولة، كما أن فرسان المنتخب مصنفون كأفضل فرسان ومنهم من حقق المركز الأول كأفضل فارس وهو الفارس الدولي جلال عبدالجليل اليوسفي والوصيف الفارس الدولي بلال احمد الصبري..
الفروسية عند العرب هي فن ركوب الخيل، وهي لا تقتصر على مهارة الفارس في ثباته على ظهر الحصان، بل تشمل جانبًا آخر معنويًا يتمثّل في روح الفروسية بكل ما يحمله هذا المفهوم من قيم وأخلاق وسلوكيات حميدة تجعل صاحبها ثابتاً على صهوات المبادئ والتعامل الإنساني الراقي والضمير الصاحي، ومنذ أن فقد هذا الشيء في بعض مجريات العمل الإداري باتحاد الفروسية، وشرد خيل الاتحاد بعيدا عن الحفاظ على فن التعامل ومهارات الإدارة فقدت الفروسية اليمنية الكثير من الأنشطة وخسرت العديد من الإنجازات التي كانت في متناول اليد.
قبل أشهر عديدة وصلت دعوة رسمية إلى اتحاد الفروسية تدعو المنتخب الوطني لالتقاط الأوتاد إلى المشاركة في أول حدث تقليدي استعراضي تنافسي هو بطولة العالم الأولى لالتقاط الأوتاد باللباس التقليدي، هذه الدعوة ضلت طريقها في معركة إثبات الذات التي تبناها بعض أعضاء الاتحاد السابق وبعض أعضاء لجنة التسيير، وتاهت في صندوق البريد الإلكتروني المحجوز عمداً دون وجه حق لدى فارس من فرسان الاتحاد الذي قرر قطع اللجام وتشريد الخيول وهدم تاريخ الإنجازات.
دعوة الاتحاد الدولي لالتقاط الأوتاد سلِّمت قبل منافسات البطولة بشهر إلى لجنة السبعة المبشرين بتسيير الاتحاد وإنعاش نشاط الفرسان.. حقيقة لقد بذل الأعضاء السبعة جهدهم للحاق بالدول المشاركة في بطولة اللباس التقليدي لالتقاط الأوتاد، وتجاوب الاتحاد الدولي واتحاد سلطنة عمان مع جهودهم الصادقة ومسعاهم الجاد للمشاركة وتسجيل أول نقاط الإنجازات الخارجية للجنة التسيير، بعد أن سجلت اللجنة إنجازها العظيم في مسيرة الرسول الأعظم في مولد سيد الأنبياء وخاتم المرسلين، وبطولة الرسول الأعظم لالتقاط الأوتاد التي نظمت لأول مرة على ميدان مدينة الثورة الرياضية بدعم من مدرسة الرعد للفروسية.. جهود لم يكتب لها النجاح ولم يتمكن المنتخب من اللحاق بالبطولة رغم كل الإجراءات والتسهيلات التي حصل عليها من القيادة السياسية ومن الاتحاد اليمني والاتحاد الدولي والاتحاد العماني، إلا أن فحوصات كوفيد 19 والإجراءات الصحية المتبعة في سلطنة عمان لم تستكمل في وقتها المناسب نتيجة لتأخر الاتصال والتواصل من لجنة التسيير بسبب تسلمهم دعوة المشاركة متأخرة “ربما عمدا وربما بقصور وتهاون”.. المؤسف أن المنتخب وبعد استعداده ولو بأخطاء فنية وتجهيزه بالملابس الشعبية التقليدية المناسبة لتشريف اليمن في البطولة الدولية الأولى لالتقاط الأوتاد باللباس التقليدي سافر من مقر الاتحاد إلى مقر إقامة الفرسان في منازلهم كل في الحارة التي يسكن فيها، وأعلن مجلس تسيير الاتحاد إلغاء المشاركة لعدم وصول تأشيرات دخول المنتخب أراضي سلطنة عمان، لأسباب تتحملها الإجراءات اليمنية المتأخرة، والسلوك المقصود أو غير المقصود الذي نتج عنه إخفاء دعوة المشاركة وإيصالها بعد فوات الأوان.
بالمناسبة تم افتتاح البطولة يوم الخميس 2/12/2021 م بمشاركة الدول التالية “سلطنة عمان، مصر، الأردن، العراق، سوريا، السعودية، الإمارات، جنوب أفريقيا، أمريكا، باكستان، الهند” وقد كان لرئيس الاتحاد الدولي الشيخ محمد الفيروز تصريح إعلامي عن عدم مشاركة المنتخب اليمني والذي قال فيه أن سبب عدم المشاركة يعود إلى تأخر وصول جوازات الفرسان وحصولهم على فحص كورونا، وعبّر عن أسفه الشديد لعدم مشاركة المنتخب اليمني الذي يعتبر من الفرق الهامة والمؤثرة في نتائج البطولة كون المنتخب اليمني من الفرق القوية التي تعمل المنتخبات الأخرى حسابا لها ولمهارات وقدرات وإمكانيات فرسان المنتخب الوطني لالتقاط الأوتاد.. و”الخيرة فيما اختاره الله”.

قد يعجبك ايضا