المؤتمر العلمي الأول لتحديث وصناعة تقنية المعلومات والاتصالات
الاقتصاد الرقمي يمثل أحدث أنواع الاقتصادات في العالم
أكد عدد من المشاركين والقائمين على المؤتمر العلمي الدولي الأول للاتجاهات الحديثة في صناعة تقنية المعلومات والاتصالات أن الاقتصاد الرقمي واقتصاد المعرفة يمثل أحدث أنواع الاقتصادات في العالم، وهي صناعة غير مكلفة تعتمد على استثمار رأس المال البشري.. مشيرين إلى أن هناك تحولاً كبيراً للاتجاه نحو الاقتصاد الرقمي على المستوى الدولي والعالمي إذ يمكن تحويل هذا المجال الاقتصادي الحيوي إلى أكبر مورد يفوق النفط والغاز في اليمن، وأنه في حال الاهتمام بهذا المجال ودعمه وتقديم التسهيلات للشباب المبدعين والشركات الناشئة فمن المتوقع أن يستفيد البلد من هذا المورد ما لا يقل عن 20 مليار دولار سنوياً., مؤكدين أن اليمن يمتلك شباباً مبدعين، وكثير منهم يشتغلون في شركات بالخارج ويجب دعمهم وتشجيعهم والعمل على استقطابهم إلى داخل اليمن وتحويل تقنية المعلومات إلى صناعة معتمدة تفيد البلد اقتصادياً وتنموياً.. المزيد من التفاصيل في السياق التالي:
الثورة / أحمد المالكي
الدكتور خليل الوجيه -رئيس جامعة الرازي- رئيس المؤتمر العلمي الدولي الأول للاتجاهات الحديثة في صناعة تقنية المعلومات والاتصالات أدلى لـ”الثورة” بتصريح خاص حول ما يمثله المؤتمر من أهمية لإنعاش وتطوير الاقتصاد الرقمي واقتصاد المعرفة في اليمن من خلال الأوراق والأبحاث والدراسات والمخرجات العلمية والمشاريع التقنية والبحثية في الارتقاء بالتقنية والمعلوماتية والاتصالات، حيث قال: لا شك أن الاقتصاد الرقمي يمثل أحدث أنواع الاقتصادات في العالم كونه اقتصاداً غير مكلف غالباً لأنه مبني على أساس الصناعات الرقمية وهي صناعة بدون “دخان” لأنها تقوم بصناعة رأس المال البشري، الذي إذا تم بناؤه بشكل جيد فسيستطيع أن يقتحم آفاق هذه الصناعة، وبالتالي الإسهام الفاعل في الاقتصاد الرقمي بشكل كبير.
وعن التسهيلات التي يجب أن تقدم للمستثمرين في هذا المجال أوضح الدكتور الفقيه بالقول: التسهيلات تتعلق ببنية تحتية خاصة بالاتصالات والانترنت بالدرجة الأساسية وذلك من خلال دعم وتشجيع المستثمرين على العمل في بناء مدينة خاصة بالاستثمار في الاتصالات كمجمع خاص تسمى “وادي السيليكون” هناك آفاق مريحة وطيبة لإنشاء وادي “سيليكون” في اليمن إذا ما استطاعت الجهات المعنية اتخاذ القرار المناسب نحو هذا التوجه، ونأمل أن يخرج المؤتمر بتوصية أساسية وإعداد استراتيجية وطنية للاستثمار في هذا القطاع.
وزارة الاقتصاد الرقمي
بدوره المهندس غمدان أحمد الآنسي -رئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر -رئيس لجنة شركات تقنية المعلومات في الغرفة التجارية تحدث لـ”الثورة” عن أهمية المؤتمر كونه علمياً بحتاً وهو يقام لأول مرة بهذا الشكل في اليمن كمؤتمر دولي فيه المشاركون الدوليون أكثر من المحليين ومن 26 دولة يمثلون جامعات ومتخصصين وشركات محلية أيضاً ودولية، ويناقشون كل التوجهات الحديثة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وكجانب اقتصادي حتى المسميات مثلاً وزارة الاتصالات في بعض الدول سميت “وزارة الاقتصاد الرقمي” وهناك الآن تحول دولي وأصبح الاقتصاد الرقمي اقتصاداً كبيراً جداً، وبالنسبة لنا في اليمن يمكن تحويل هذا المجال الاقتصادي والحيوي إلى أكبر مورد لليمن يفوق كل الموارد الطبيعية الموجودة كون المورد الأساسي فيه يمثل الشباب المتعلم ولدينا شباب رائعون ومبدعون في الجانب الفكري المتصل بصناعة تقنية المعلومات التي لا تتطلب وجود بنية تحتية كبيرة ومكلفة، ولكن بوجود استثمارات بسيطة جداً وتقديم تسهيلات بسيطة لهؤلاء الشباب ستستطيع الدولة أن تنفع اليمن بشكل عام وستعود على البلد فوائد كبيرة جداً تفوق فوائد النفط والغاز والثروة السمكية والزراعية والصناعية والجمارك والضرائب وغيرها ولن يستطيع أحد أن ينافسنا في المنطقة في هذا المجال وستصبح اليمن “هند العالم العربي” والشرق الأوسط وذلك لأن الهند اليوم هي الدولة الأولى في العالم في هذا المجال حيث تحصل على موارد وإيرادات من مجال صناعة تقنية المعلومات والاتصالات أكثر مما تكسبه بعض الدول من النفط في العالم العربي وبالذات الخليج، فما بالك عندما تكون اليمن هي هند الشرق الأوسط وهي مؤهلة، إذ لا أحد يستطيع منافسة اليمن في توفر اليد البشرية العاملة والكفؤة والمؤهلة، التي تقدم بجودة عالية وبتكلفة بسيطة جداً على مستوى المنطقة كاملة وقد تتفوق على الهند نفسها، إذا ما تم الاهتمام بهذا المجال ورعاية الشباب المبدعين وتحويلها إلى صناعة معتمدة من خلال تقديم التسهيلات للشركات الناشئة والشباب..
ويضيف المهندس الآنسي بالقول: بعملية حسابية بسيطة الشركات الناشئة إذا ما تم الاهتمام بمدخلات هذا الجانب في اليمن فيمكن أن يحصل البلد على ما لا يقل عن 20 مليار دولار سنوياً.
وعن أهم التسهيلات التي يجب تقديمها للشباب والشركات الناشئة، أشار المهندس الآنسي إلى أنها تتعلق باستقطاب الشباب المبدعين الذين ينفذون أنظمة الشركات في الخارج وهم شباب يمنيون كثيرون يعملون في هذا المجال خارج اليمن، وهم بحاجة إلى تسهيلات، أو إعفاءات في الضرائب والجمارك وأي نوع من أنواع الرسوم التي تفرض على الشركات وتكون محبطة حيت يتم رفع تكاليف التشغيل على هؤلاء الشباب وأصحاب الشركات الناشئة، وأيضاً الاهتمام بقضية الانترنت التي يجب أن تكون بأسعار معقولة وسرعات جيدة حتى يتمكن الناس من الانطلاق في هذا المجال ويحققوا الهدف المنشود منه.
رافد كبير
من جانبه الدكتور يحيى إسماعيل الأشموري -رئيس للجنة العليا المنظمة للمؤتمر أكد أن المؤتمر الدولي الأول للاتجاهات الحديثة يعتبر رافداً كبيراً في مجال التحول الرقمي، وجميع الأوراق التي طرحت في المؤتمر ستخدم هذا المجال ودعم ورفع الأداء الخاص بالمؤسسات الحكومية والشركات. وقال: نحن والجميع يعرف أن صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات تعتبر رافداً كبيراً للاقتصاد الوطني، ونحن نطمح إلى أن يكون هذا المؤتمر بداية الانطلاقة ورافداً فاعلاً ومؤثراً يضاف إلى الروافد الأخرى للوطن باعتبار تقنية المعلومات أكبر الروافد الاقتصادية بل ويتجاوز النفط والغاز خاصة أن تقنية المعلومات في دولة كالهند مثلاً أصبح الرافد الأول، ونتمنى أن تصبح اليمن هي الدولة الأولى في تقنية المعلومات.
توجه
من جانبه المهندس محمد ناصر قدحة -ماجستير في النظم والمعلومات- المدرس المساعد في جامعة العلوم والتكنولوجيا- أحد المشاركين في المؤتمر، تحدث أيضاً عن أهمية المؤتمر فقال: يأتي هذا المؤتمر في ظل توجه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نحو الاتجاه لإقامة المؤتمرات في مجال الحوسبة والتكنولوجيا والمجالات المختلفة وهذا يعتبر ثاني مؤتمر أقيم خلال هذا العام بعد المؤتمر الأول للتكنولوجيا الذكية الذي أقيم في جامعة العلوم والتكنولوجيا، وها نحن اليوم نقيم المؤتمر الدولي للاتجاهات الحديثة في صناعة تقنية المعلومات والاتصالات.
وأضاف المهندس قدحة بالقول: بالطبع إن صناعة تقنية المعلومات والاتصالات أصبحت توجهاً عالمياً تتبناه الدول والمؤسسات وحري باليمن أن يسير مع هذا الركب، ونبارك لجامعة الرازي السير صوب هذا الاتجاه وإقامة هذا المؤتمر.
دولة أفضل
الدكتور طارق النهمي -رئيس مجلس أمناء جامعة الرازي بدوره أكد أن مخرجات المؤتمر تدعو إلى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في تقنية المعلومات ودعوة الجامعات لفتح برامج وتخصصات دقيقة والخروج باستراتيجية وطنية علمية للاتصالات وتبني صناعة تقنية المعلومات كاقتصاد رقمي من خلال الاهتمام بالاستثمار في الحوسبة السحابية وانترنت الأشياء والواقع المعزز والإي آر بي وأتمتة جميع المؤسسات ودعوة وإلزام جميع الجهات بالتحول الرقمي، وبإذن الله من خلال هذا المؤتمر نسعى لتطبيق الاستراتيجية بحيث نتحول إلى دولة أفضل من الهند في الجزيرة العربية والشرق الأوسط، وذلك بإنشاء جيل رقمي تقني بامتياز وهذا بالتأكيد من خلال انطلاق رؤية ورسالة الجامعة في الاهتمام بالبحث العلمي وبالطبع الجامعة تفردت في فتح التخصصات كالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والأعمال والتجارة الإلكترونية وبإذن الله تعالى ستكون خطتنا الاستراتيجية في العام القادم فتح برامج الحوسبة السحابية وأيضاً إنشاء معمل “كلاوت” كأول جامعة يمنية والتعاقد مع شركة مايكروسوفت مودل العالمية في الاهتمام بمجال الحاسوب وتقنية المعلومات.