2–2
الثورة / عبدالرحمن الأهنومي
اعتمد عفاش في الترتيب للخيانة على التحريض والتهييج الإعلامي وعلى الحرب النفسية والمعنوية وعلى مجاميع من القتلة الذين حشدهم إلى الشوارع لممارسة القتل والجرائم والقنص وقطع الشوارع وخطوط الإمداد.
في تاريخ 24 /10/ 2017م ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الخائن / عبدالخالق محمد الوقشي ضابط في القوات الخاصة وحصلت على مخطط الخيانة الذي يتضمن السيطرة على أمانة العاصمة صنعاء ، والتي كلف بها طارق عفاش وأخيه محمد ، أجريت التحقيقات مع المقبوض عليه اتضح دور هذا الخائن أنه المشرف على الإمداد والتموين والتسليح ومسؤول القوى البشرية للمليشيات كما اتضح أيضاً أن الخائن / محمد محمد عبدالله صالح كان المشرف العام الأمني والعسكري على المجاميع العسكرية والقبلية قائد الحزام الأمني ، على غرار الاحزمة الأمنية التي تشكلها الإمارات في المحافظات المحتلة.
• في الـ 29 من نوفمبر 2017م منعت الأجهزة الأمنية وخدمات اللجان من تأمين ساحة جامع الشعب المجاورة لساحة فعالية المولد النبوي « ساحة السبعين».
كان عفاش مصرا على أن يفجر الوضع ، قام الرئيس الشهيد صالح الصماد -رحمه الله- بتشكيل لجنة من كبار قيادات الدولة وقيادات أنصار الله والمؤتمر ، على إثر حادثة جامع الشعب، نزلت اللجان حاولت التهدئة لكن الأوضاع في الميدان كانت تشتعل واللجنة لم تستطع معالجة أي شيء منها.
انتهينا من الاحتفالية الكبيرة بمناسبة المولد النبوي الشريف يوم 29 نوفمبر 2017م، مع نهاية الفعالية تفجرت الأوضاع في شارع الجزائر من قبل طارق عفاش .
• في اليوم نفسه قامت مليشيات طارق ومحمد أبناء أخ عفاش ، بإطلاق النار من مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة على الخدمات الأمنية واستحداث نقاط أمنية وعرقلة سير العمل الأمني في حي النوارة وحي الفنية وشارع الجزائر ومكتب (أحمد علي) وشارع صخر والدخول إلى جامع الفنية ومدرسة أبجد وبعض البنايات المرتفعة والتمركز فيها أدى ذلك إلى استشهاد أحد أفراد حراسة المنشأة وإصابة ثمانية آخرين والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة ونهب البعض منها .
• تم الاعتداء على المشاركين في المولد النبوي الشريف المارين من الحي السياسي وشارع الجزائر والأحياء المحيطة بالرصاص خلال خروجهم من الساحة.
• في الأول ديسمبر 2017م قامت مليشيات بقيادة طارق عفاش وأخيه بإطلاق النار من مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بشكل عشوائي في شارع الجزائر وشارع عمان والحي السياسي أدى ذلك إلى استشهاد خمسة مواطنين وإصابة ثلاثة عشر آخرين واختطاف مواطنين من قبل تلك المليشيات.
• في اليوم التالي الثاني من ديسمبر 2017م قامت مجموعة مكونة من عشرين فردا من مليشيات عفاش بمحاولة اقتحام مركز شرطة قاع القيضي وإطلاق النار بشكل مكثف بقصد السيطرة عليه .
• قام عفاش بدعوة قيادات تابعة له وحثهم على التمرد وتوزيع الأدوار عليهم وكذا توزيع السلاح لهم وذلك في كلمة له أعلن فيها تأييده لتحالف العدوان ومواجهته للجيش واللجان الشعبية.
• في اليوم نفسه قامت المليشيات بقطع خطوط إمداد الجبهات كما حصل في قطع خط إمداد جبهة صرواح وجبهة نهم وكذلك قطع خط صنعاء – ذمار « مفرق قحازة – ومفرق صبرة – نقبل يسلح – مفرق شرارة – منطقة واسطة « وغيرها والبدء بتنفيذ اعتداءات على المناطق الأمنية ومراكز الشرطة والنقاط الأمنية والمنشآت الحكومية ومحاولة السيطرة عليها في مناطق متعددة من أمانة العاصمة .
• وفي محافظة حجة حدثت اشتباكات بين أجهزة الأمن ومليشيات عفاش أدت إلى استشهاد شخص وإصابة عشرة آخرين .
• في محافظة عمران قامت مجاميع من مليشيات عفاش بقطع الخط العام والسيطرة على نقطة الماجل الأحمر ببني قيس وكذلك محاولة السيطرة على نقطة الوادي بمديرية خمر وقطع الخط العام وغيرها من الأحداث .
• وشمل الوضع في محافظات إب وذمار والمحويت وريمة وصنعاء وحجة.
• تم الكشف عن منزل تابع لمليشيات عفاش بالقرب من منزله بحي الكميم المعروف بالثنية وفيه تجهيزات وكميات كبيرة من المواد المتفجرة لصناعة العبوات بأشكال وأحجام متعددة تستخدم لتنفيذ الاغتيالات وزعزعة الأمن واقلاق السكينة العامة.
اتسعت الاشتباكات مع نهاية ذلك اليوم، في صبيحة 2 ديسمبر ظهر شريط عاجل في قناة عفاش “ترقبوا خطابا للزعيم” ، قبل أن يبث الخطاب المرتقب لعفاش ، ظهر السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بخطاب مباشر مقتضب ، توجه فيه إلى علي عبدالله صالح بخطاب ودي ناشده تحكيم العقل والضمير وضبط المليشيات ، ناشده بالإخاء وبأسلوب ودي ، ظن الرجل أن السيد تكلم من موقع ضعف، قيل أن عفاش ألغى بث الخطاب السابق الذي كان قد روجت له قناته ، واضطر لتسجيل خطاب تصعيدي جديد وهو الخطاب الذي أعلن فيه خيانته بشكل واضح.
كان الخطاب بمثابة إعلان صريح وواضح بأن عفاش قرر الخيانة فقد أيد تحالف العدوان ، وأعلن الخيانة لجبهة مواجهة العدوان ، قبل الخطاب كنا نجد صعوبة في إثبات أن عفاش خائن وأنه مع العدوان وفي صفوفه.
دعا عفاش في خطابه إلى انتفاضة وقال “انتفضوا ، اخرجوا عليهم بالسلاح في كل حي وحارة وفي كل قرية وفي كل شارع ، وقال لتحالف العدوان “أوقفوا الحرب ونحن أخوة” ، ووجه المقاتلين بتنفيذ أوامره هو والتمرد على الدولة والحكومة ، لقد أرادها حرب شوارع وأحياء تختلط فيها الدماء إلى الركب كما كان يهدد دوما.
كان ذلك الخطاب كاشفا لمخططاته ، أوضح موقفه وخيانته الكبرى ، كان أول إنجاز يسجل في يوم الثاني من ديسمبر وبعد خطابه الخياني مباشرة استطاع رجال الأمن حينها من الوصول إلى قناة اليمن اليوم وإذاعتها وإغلاقهما وكان لذلك دور كبير في تحويل المشهد وفي التخفيف من حدة التهييج والتحريض التي كانت تطلقها أبواق الخيانة والعمالة.
جاء خطاب السيد القائد -حفظه الله- بعد مغرب ذلك اليوم ليبدأ مسار المعركة الفاصلة وقد استعرض السيد القائد في ذلك الخطاب جرم الخائن عفاش ، والمؤامرة التي يقودها على الشعب اليمني ومخاطرها.
بعد الخطاب تحرك المجاهدون وبحوالي ثلاث ساعات تقريبا سقطت اللجنة الدائمة في الحصبة واستسلم أكثر من 300 من مقاتلي عفاش مدججين بالبوازيك والأسلحة والمتفجرات وخرجوا من داخل المبنى واستسلموا واحدا تلو الآخر.
ثم في تلك الليلة استطاع المجاهدون ضرب مراكز وبؤر كثيرة في العاصمة صنعاء وفتح الطرقات في شارع خولان بعد أن قام عفاش بقطعها أمام الإمدادات المتجهة إلى الجبهات
وكذلك شارع زايد ومناطق أخرى قام الخائن بقطعها وإغلاقها لمنع وصول الإمدادات إلى الجبهات.
وفي تلك الليلة استطاع المجاهدون في المحويت إلقاء القبض على أحد أكبر أعوان الخائن وعلى إثر الخبر استعيد المحويت وفي حجة ألقي القبض على زيدان دهشوش ثم اقتحم المجاهدون منزل الزرقة الذي كان واحدا من أخطر أعوان الخائن وقام بارتكاب جرائم عديدة في ذلك اليوم، واستطاعوا في نفس الليلة استعادة المحافظة كلها.
توالت الانتصارات ..
عصر يوم 3 ديسمبر توجهتُ إلى شارع الخمسين والتقيتُ بالأخ الاستاذ أحمد القنع والأخ محمد منصور وكان الموضوع يتعلق بمسألة مصير أنصار الخائن ممن كانوا يعملون في قناة اليمن اليوم، وكنا نتحدث حول مصير عفاش،
كنت أؤمن أن المعركة لن تنتهي إلا بمصرعه، وكان الآخرون يحاولون أن يفترضوا نهايات أخرى غير القتل.
عموما عُدتُ قبيل المغرب والتقيت بالمجاهدين في بيت معياد ، وهم يطهرون أوكارا تابعة للخائن هناك ، وسألتهم عن المعركة في الثنية وأكدوا لي بأن الدبابات وصلت إلى مقربة من ثكنة الخائن وبالفعل حين وصلتُ جولة الرويشان شاهدتُ المجاهدين قد طوقوا الثكنة الأخيرة للخائن وباتوا يستعدون لاقتحامه.
كان عفاش محاطا بخطايا وذنوب وجرائم وحروب وبشاعات لم يرتكبها أحد سواه ، فهو قاتل صعد إلى الرئاسة بالقتل وبالاغتيال وبالجريمة ، كرَّس حكمه في الرئاسة بالحروب ، عمَّد سلطاته بالعمالة لآل سعود والخيانة لبلاده ، أدار البلاد بالفساد والعبث والمحسوبيات ، أدعى الديمقراطية والحريات ومارس الحكم السلطوي العائلي ، فكان أفراد عائلته هم الحكام وهم القادة وهم الكل في الكل ، نهب البلاد وبنى الفلل والاستثمارات والمزارع والأراضي وعاش ملكا مالكا لكل اليمن واعتقد أن اليمن حقا ورثه من والديه ، كل تلك التراكمات انفجرت في وجهه دفعة واحدة ، وارتدت متشظية في مواجهة خيانته التي أعلنها ، حتى قضت عليه في غضون ساعات من إعلانه الانتفاضة.
صحوتُ الساعة التاسعة تقريبا صباحا على اتصال من أحد الأخوة يؤكد مقتل عفاش ، كنت متأكد أنها النهاية التي لابد منها لرجل ظل حاكما ثلاثين عاما بالطغيان وبالفساد وبالمحسوبيات وبالرذائل كلها.
لقد أراد عفاش إسقاط القلعة من الداخل ، لكن فتنته تحولت إلى انتصار حصّنت القلعة من داخلها وأضافت لها أسوارا مشيّدة.