من الشراكة مع "حسن البنا" حتى الانفراد
دراسة تكشف حقيقة علاقة نظام آل سعود بالإخوان المسلمين في اليمن
الثورة / وديع العبسي
أوضحت دراسة بحثية بعنوان (آل سعود و”اخوان اليمن”.. الحكاية من الداخل)، أن حديث النظام السعودي عن عدائيته وتصنيفه الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، إنما كان القصد منه مواكبة الموجة الأمريكية، فيما يشهد تعاطي النظام مع الإخوان – في غير مكان من العالم – على تجذر العلاقة وصعوبة بلوغها هذا المستوى من العدائية.
وأكدت الدراسة التي أعدها موقع (مرآة الجزيرة) الإلكتروني، أن تركيبة النظام السعودي الوهابية السلفية مثلت مرجعية موضوعية لبناء هذه العلاقة، إذ أن الحركة الوهابية القديمة عام ١٩١١م، حملت حسب الدراسة اسم “إخوان من أطاعوا الله” أو “إخوان نجد”، والإخوان” هو الاسم الذي وجد فيه حسن البنا ضالته للتعبير عن الوحدة الإسلامية لكل المنتمين للحركة، تيمنا بالأسبقية الوهابية في هذا، ولذلك ما أن ظهر حسن البنا بحركته عام ١٩٢٨م، حتى لاقت قبولا وتفاعلا لدى النظام السعودي الذي كان يتأسس حينها، ومنذ ذاك الحين – أي نشأة حركة الإخوان المسلمين تقريبا – حظيت علاقتها بالسعودية بالاحتضان الكامل لها، والتوافق والدعم بين الطرفين.
ومن هنا نجد أن الأمر ارتبط بإرث الدولة السعودية، وهو الإرث الذي حدد لها الرؤية المستقبلية لنمو الدولة، بالاتكاء على العلاقة مع “الإخوان المسلمين” لكسب ثقة المجتمع المسلم الذي سينفتح بطبيعة الحال على أي نظام يقوم على التوجه الديني.. ثم لجهة خلق ما يمكن وصفه بجدار حماية ضد القومية العربية والمشروع القومي الناصري الذي مثل تهديدا لاحقا للنظام السعودي.
وفي معرض تناول الدراسة علاقة آل سعود وحزب الإصلاح باعتبارها فرع الإخوان في اليمن، أشارت الدراسة إلى أنها نشأت أواخر الستينات، مستعينة بإخوان اليمن لتكوين جيل يتم تأسيسه على مفاهيم تنتمي للوهابية وتمكن النظام السعودي لاحقا من توجيه الواقع، وعلى النحو الذي يضمن له السيطرة على الدولة.
وكشفت الدراسة أن فكرة المعاهد العلمية مثلت المدخل القوي لهذه الأهداف، وأن هذه المعاهد قد تسببت في ازدواج التعليم في اليمن لما يقارب الـ ٢٥ عاما، كما مثلت “معسكرات للشحن الطائفي والمذهبي والتشدد الديني المقيت وأفرزت من رحمها جماعات إرهابية وأخرى تكفيرية متشددة كلها تحمل فكر الحركة الوهابية الذي أدخل الوطن في محن لا طاقة له بها..”.
كما أوضحت الدراسة أن احتضان قادة “إخوان” اليمن في الرياض يدحض حقيقة القطيعة التي روج لها النظام هناك في العام ٢٠١٤م ثم ٢٠٢٠م، كما في نفس السياق علاقته بإخوان تونس وإخوان سوريا ومناطق أخرى.
حملت الدراسة عناوين محورية منها:
– السعودية” و”الاخوان” الجذور التي انبتت تشددا.
– “آل سعود” و”حسن البنا” في اليمن من الشراكة حتى الانفراد.
– “المعاهد العلمية” بؤرة “السعودية” في اليمن.
– “السعودية” في أدبيات “الإصلاح”!
– “الرياض”.. ماهو على السطح لا يعكس ما تحت الطاولة.