بعد الانتصارات العسكرية التي حققها الجيش اليمني ولجانه الشعبية في محافظات البيضاء وشبوة ومارب والتي عرفت بعمليات «فجر الحرية»، و«ربيع النصر»، وأصبح الجيش اليمني على أبواب مدينة مارب، وأن دخولها بات مسألة وقت كما أعلن عنه وزير الدفاع العاطفي.
اليوم تغيرت موازين القوى وخارطة السيطرة على الأرض، خاصة ًبعد دخول الجيش اليمني مديريات العبدية والجوبة وجبل مراد، أصبح السؤال ماذا عن فرص تحقيق السلام في اليمن بعد سقوط مدينة مارب؟
سقوط مارب يعني سقوط مشروع الأقلمة الذي كان مؤتمر الحوار قد أقره رغم معارضة بعض القوى السياسية ومنها أنصار الله، وكذلك السيطرة على آخر معقل للإخوان المسلمين حزب الإصلاح اليمني، والتي كانت تأوي الكثير من عناصر حزب الإصلاح، كما تعد مارب النفطية والغازية موردا ًاقتصاديا ًكبيرا ًكانت تذهب لجيوب القيادة الإخوانية، كل هذا يجعل منها محافظة استراتيجية عسكريا ًوسياسيا ًواقتصاديا ً.، ومن يسيطر عليها سيقلب موازين القوى.
كان السيد عبدالملك الحوثي قد قدم مبادرة لمحافظة مارب مكونة من تسع نقاط، يجنبها ويلات الحرب ويحقن دماء أبنائها وأبناء اليمن، هذه المبادرة لاقت تجاوباً وترحيباً من قبائل مارب، وهي التي وقفت إلى جانب قوات الجيش اليمني ولجانه الشعبية في معركة تحرير مديريات مارب (العبدية، الجوبة، وجبل مراد) وثلاث مديريات في شبوة (عسيلان، وبيحان، والعين)، هذه المبادرة ليست الأولى فقد تم تقديم عدة مبادرات من جانب الوفد الوطني المفاوض لتحقيق السلام في اليمن.
مبادرة مارب ستكون هي المبادرة المرحب بها ليس في مارب وحسب! ولكن في جميع المحافظات اليمنية التي تسيطر عليها قوات الاحتلال السعودي الإماراتي.
كما أن معركة تحرير مارب ستسقط القرار الأممي 2216 الذي صدر في عام 2015م- بعد شن عاصفة الحزم على اليمن، وهذا ما أعلن عنه السفير البريطاني في اليمن ريتشارد أوبنهايم في حوارة الأخير مع صحيفة الشرق الأوسط، وهذه هي المرة الأولى التي يعلن مسؤول عن ضرورة تغيير القرار 2216 ولم يعد صالحا ًكون الخارطة على الأرض تغيرت كما سقطت باقي مرجعيات الحل في اليمن التي كان يشترطها التحالف السعودي الإماراتي، وحكومة هادي في أي حوار أو مفاوضات سلام، وهي مخرجات الحوار والمعاهدة الخليجية…
الوضع اليوم عسكريا وسياسيا ًوحتى اقتصاديا ًيصب في صالح صنعاء، والتي استطاعة بعد ما يقارب من سبعة أعوام من الحرب أن تحقق انتصارات عسكرية ميدانية كبيرة، وكذلك باتت على وشك كسر العزلة السياسية الدولية المفروضة عليه، وهذا ما المح إليه رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط في خطابة، بمناسبة العيد الـ58 لثورة 14 أكتوبر، وتمكنت حكومة الإنقاذ في صنعاء من الحفاظ على سعر العملة الوطنية أمام الدولار، واستقرار أسعار المواد الغذائية، كل هذا يصب في صالح صنعاء، ويجعل من مبادرة مارب خارطة طريق للحل في اليمن.