“ربيع النصر” وفضيحة منظمات الإغاثة

علي محمد الأشموري

 

 

تحرير 3200 كم2 -حسب الناطق الرسمي العميد يحيى سريع- كان من نتائج عملية «ربيع النصر» في محافظتي شبوة ومارب.. هذه العملية التي شاركت فيها مختلف الوحدات العسكرية بما فيها القوة الصاروخية والطائرات المسيرة والجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء لطرد عناصر داعش والقاعدة من الأماكن التي فروا إليها من البيضاء وبقية المحافظات التي كانت وكرا للمرتزقة والتكفيريين الذين دفعت بهم أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات وإسرائيل.. هذه الانتصارات والأسلحة المكدسة والغنائم الكبيرة التي اغتنمها الجيش واللجان الشعبية بالإضافة إلى تفجير آليات ثقيلة وألغام واغتنام مخازن مكدسة بالأسلحة.. الشيء الجديد هو أن منظمات الإغاثة العالمية والأمم المتحدة قالت في تصريحاتها إن عشرين مليون يمني تحت خط الفقر ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية وخفّظت المساعدات الغذائية إلى أكثر من مليوني دولار، لكن ما يثير الدهشة والاستغراب هو أن منظمات الإغاثة التي يفترض أنها محايدة، تمارس دوراً مغايراً للدور الذي وجدت لأجله، حيث كشف الإعلام الحربي فضيحة أن تلك المساعدات الإنسانية المقدمة من اليونيسف وغيرها من المنظمات موثقة بأنها مخزنة تذهب للدواعش والتكفيريين حتى مساعدات منظمة الطفولة، وهي ليست الفضيحة الأولى فقد حدثت هذه الفضائح والجرائم في سوريا والعراق وغيرهما، وحسب المحللين السياسيين فإن عمل بعض هذه المنظمات -إن لم تكن كلها -استخباراتي وإلا فما معنى أن تذهب مساعداتها لعناصر داعش والقاعدة والتكفيريين؟
المفترض إن السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل تتباكى على مارب، والمفترض في العرف العسكري الحربي بما أن هذه الدول هي التي تمول العدوان على اليمن فلماذا تصريحاتها تناقض الواقع؟ ولماذا التصريحات والبكاء على مارب اليمنية؟ وهي محافظة من 22 محافظة يمنية.. الجواب هو أن هذه المحافظة لها موقع استراتيجي وتربض على بحيرة من النفط الذي يسيل لعاب أمريكا وبريطانيا وأدواتهما على هذا الذهب الأسود اليمني.. بينما اليمنيون صامدون منذ سبع سنوات تحت القصف والقنابل المحرمة دولياً والحصار الخانق الذي وصل لدرجة رفض إدخال الأدوية وضرب منشآت دوائية وهي جرائم ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب، فقد حاولت الدول الاستعمارية ومازالت القضاء على الشعب اليمني بكافة السبل والوسائل اللا أخلاقية، مثل التجويع عبر الحصار وضرب المنشآت، لكن -وكما أكد العميد سريع – معركة الشعب اليمني الحقيقية هي معركة التحرر والاستقلال.. فسلاح الجو المسير شارك بأكثر من 278 عملية في أراضي العدو السعودية و161 عملية استهدفت مواقع وتجمعات العدو في الأراضي المحتلة و117 عملية في أراضي العدو السعودي وتم إسقاط أربع طائرات استطلاعية «سي فور» وطائرتي إسكان رغم أن العدوان بلغت غاراته 705 غارات».
كل هذا وغيره من السلاح الفتاك والغارات الهستيرية لطيران العدوان لم يغير في موازين القوى شيئاً، حيث جرجر العدوان السعودي أذيال الخيبة بخسائر مخزية، لأن المرتزقة وشذاذ الآفاق ليست لديهم قضية سوى جمع النقود وأصبحوا في نظر أسيادهم مرتزقة منبوذين يحاربون بالفر والفبركة الإعلامية الكاذبة.. اليوم أمريكا وأدواتها من المرتزقة يعضون أصابع الندم على الدخول في حرب خاسرة في اليمن، بينما الانتصارات التي يسطرها أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية ستدرَّس للأجيال وهذا الصمود الأسطوري اليمني الذي يواجه العالم يمثل مدرسة يمنية بامتياز ستدرَّس في أرقى الأكاديميات والكليات العسكرية وبوابة النصر من العبدية، وفي نهاية المطاف سيتحرر اليمن من الارتزاق والارتهان شمالاً وجنوباً، فلا وصاية بعد اليوم وسيتكرر المشهد برحيل أمريكا وإسرائيل والسعودية ودويلة الإمارات من اليمن صاغرة، لأننا شعب جسور، شعب حكمة تحكمه الأخلاق والقيم الإنسانية حتى مع الأسرى. وهذه الانتصارات جاءت متزامنة مع مولد أشرف خلق الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن نصر إلى نصر حتى تتحرر اليمن من الغزاة والمحتلين والمطبعين والمطبلين والطامعين في الثروات اليمنية.. ولا نامت أعين الجبناء.

قد يعجبك ايضا