الضغوط السعودية على قرداحي يكسرها ملايين المتضامنين
“نعم جورج.. حرب اليمن عبثية”.. وسْمٌ يتصدر السوشيال ميديا في الدول العربية
الثورة / محمد شرف
أكد الإعلامي الشهير ووزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، أنه لم يخطئ بحق أحد، رافضاً الاعتذار، مكررا وقوفه ضد الحرب العبثية على الشعب اليمني، موجها صفعة جديدة لدول العدوان وذبابها الإلكتروني الذي استنفرته الرياض وأبوظبي ضد تصريحات أدلى بها قرداحي في مُقابلةٍ قبل شهر على تعيينه في منصبه “إنّ الحوثيين يُدافعون عن أنفسهم ضدّ الاعتِداءات السعوديّة والإماراتيّة، وإنّ هذه الحرب في اليمن عبثيّة ويجب أن تتوقّف”.
الوزير اللبناني أضاف “لا يجوز أن نظل في لبنان عرضة للابتزاز لا من دول ولا سفراء ولا أفراد”، متسائلاً: “كيف يملون علينا من يبقى في الحكومة ومن لا يبقى، ألسنا دولة ذات سيادة؟” .
لقد استطاع الوزير اللبناني من خلال موقفه الشجاع أن يوجه عاصفة من الانتقادات ضد الحملة (الإرهابية) الشرسة التي أطلقتها دول العدوان ضد تصريحاته بشأن العدوان على اليمن. فقد كسب قرداحي بموقفه الشجاع الملايين من أحرار العالم الذين أعلنوا تضامنهم الكامل معه بسيل من التصريحات والمواقف التي اشتعلت بها مختلف مواقع التواصل الاجتماعي .
فقد تصدّر وسما “مع قرداحي ضد_الترهيب” في لبنان، وأيضاً وسم “#نعم_جورج_حرب اليمن عبثية” في اليمن، وذلك تضامناً مع وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ضد حملات الترهيب والابتزاز التي يتعرض لها من دول العدوان .
تحية يمنية لقرداحي
يمنيا؛ أعلنت فعاليات سياسية يمنية وإعلامية تضامنها الكامل مع وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ضد حملة التشهير التي يتعرّض لها نتيجة الموقف الذي اعتبرته عروبيًا وأخلاقيًا ومشرّفًا والذي أكد فيه أن الحرب على اليمن عبثية ويجب أن تتوقف.
فقد تساءل عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي في تغريدة له”إذا كانت تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي مثّلت إساءة لدول التحالف السعودي، فبمَ توصف الحربُ على اليمن؟”.
وقال “إذا كانت التصريحات تتنافى مع الأعراف -بحسب زعم السعودية- فبمَ توصف الحرب والحصار من قبل السعودية على الشعب اليمني؟”.
وأرفق الأخ محمد علي الحوثي تغريدته بهاشتاغ “نعم جورج حرب اليمن عبثية”، وطالب كافة الأحرار بالتفاعل مع الوسم.
بدوره، أشاد وزير الإعلام ضيف الله الشامي بالموقف الحر والمشرّف لقرداحي بشأن العدوان على اليمن.
واستنكر الشامي في تصريح لـ” سبأ” الهجمة التي تعرّض لها الوزير اللبناني على خلفية موقفه الذي عبّر عنه من خلال إحدى القنوات الفضائية، وتأكيده استمرار موقفه من الحرب على اليمن.
فيما علّق عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبد الملك العجري على تصريحات قرداحي، وقال في تغريدة على “تويتر” إن ردة الفعل السعودية كانت مبالغة، مضيفًا “دولة مثل السعودية يفترض بها أن تتعامل مع كل أزمة بما تستحقه لكن العقلية المتشنجة الاستعلائية تحول أبسط خلاف إلى أزمة صفرية غير قابلة للحل وهو ما حصل في اليمن”.
وتابع “حينها لم يكن هناك ما يستدعي هذه الحرب العبثية – على حد وصف الحر قرداحي وكان هناك استعداد من قبلنا لحل أي خلاف أو مخاوف بطرق سلمية وبأقل الخسائر”.
وأردف “لا ننسى إعلان تضامننا الكامل مع الوزير اللبناني والنجم الإعلامي جورج قرداحي الذي عبَّر عن موقف هو في الواقع موقف أغلبية الشعوب العربية”.
تضامن عربي واسع مع قرداحي
عربياً؛ عبَّر سياسيون وكتَّاب وإعلاميون ومثقفون عرب، عن تضامنهم الكامل مع وزير الإعلام اللبناني، وحيوا موقفه الشجاع والعادل.
فقد قال عبد الباري عطوان – رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم – في مقال مطوَّل له “وزير الإعلام اللبناني يتعرض إلى حملةٍ “إرهابيّةٍ” شرسة في الوقت الرّاهن من قِبَل المملكة العربيّة السعوديّة، ودول خليجيّة أُخرى تُطالب الحُكومة اللبنانيّة بفصله من منصبه، مثلما تُطالبه بالاعتِذار رسميًّا، لأنّه تجرّأ وقال نِصف الحقيقة عمّا يجري في اليمن من قتلٍ وتجويعٍ وحِصارٍ لشعبه مُنذ ما يقارب سبع سنوات، وإلا فإنّ عليها – أيّ الحُكومة اللبنانيّة – تحمّل كُلّ العواقب”.
إنّها “المكارثة” الجديدة في أسوأ أشكالها في تكميم الأفواه، ومُحاكاة مُتطابقة مع أساليب العُنصريّة الإسرائيليّة أيضًا، أيّ النّبش في تاريخ الشّخص، وإخراج بعض التّصريحات القديمة عن سِياقها، وتوظيفها لإدانته وتشويه صُورته، والقصاص منه.
وتابع ” عندما نقول إنّ الوزير قرداحي لم يَقُل إلا نِصف الحقيقة لأنّه لم يَذكُر في هذه المُقابلة أنّ غارات التّحالف السعودي الإماراتي أدّت لاستِشهاد 250 ألف يمني، وإصابة أربعة أضعاف هذا الرّقم، وتدمير مُستشفيات ومدارس، ودور حضانة وأسواق عامّة، وقصف مجالس عزاء، وصالات أفراح، والقائمة طَويلةٌ ومُوثّقة”.
وأشار عطوان إلى أنه كان من المفترض أن توجه هذه الحملة ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، عندما وصف – حينها – دول العدوان السعودية والإمارات بأنّهم بقرة حلوب، لا يملكون غير المال، وأنّهم لا يبقون في مناصبهم يَومًا واحِدًا دون حمايته، واستخدم توصيفات، اعتذر عطوان عن ذِكرها، وقال “لأنّ لبنان الضّعيف حيطة واطية في نظرهم يَسْهُل الاستِئساد عليه”.
وقال “الوزير قرداحي أصاب كَبِدَ الحقيقة في رأينا، عندما قال في مُؤتمره الصّحافي الأربعاء “لم أُخطِئ حتّى أعتذر ولا يجب أن نبقي في لبنان عُرضَةً للابتِزاز لا من دول ولا من سُفراء ولا من أفراد، وهم يملون علينا من يبقى ومن لا يبقى في الحُكومة.. ألسنا دولةً ذات سيادة”.
وشدد على ضرورة أن يحظى هذا الموقف الشّجاع المُشرّف لقرداحي باحتِرام وتقدير كُلّ الزّملاء الإعلاميين والسّياسيين من كُلّ المشارب وألوان الطّيف السّياسي في لبنان والعالم العربيّ، حتّى في دول الخليج، لأنّه ينحاز إلى الحقيقة ويُؤكّد على السّيادة اللبنانيّة، ويَرفُض كُلّ أشكال التّرهيب والابتِزاز، وكُلّ أشكال الغطرسة والتنمّر.
ولاتزال حملة التضامن مع الوزير اللبناني جورج قرداحي مستمرة إلى اليوم؛ فقد اطلق ناشطون وسم على تويتر بعنوان (مع قرداحي ضد الترهيب )، تفاعل معه مئات الآلاف من أحرار العالم، حيث اعتبرت إحدى المغردات أن “الوزير والإعلامي جورج قرداحي غير محسوب على الشيعة أو حزب الله بالتحديد ومع ذلك قال كلمة حق في وجه سلطان جائر”.
وأشار الكاتب السياسي عبدالله قمح، إلى أن “وليد البخاري- السفير السعودي في بيروت- قام بابتزاز الزملاء اللبنانيين العاملين في القنوات السعودية بلقمة عيشهم لاجبارهم على التملص من مواقف وزير الإعلام ومهاجمته والتبرؤ منه”، وسأل: “هذا أسلوب سفير أو رئيس عصابة؟ نعم لطرد هذا الوضيع أو بالحد الأدنى الادعاء عليه لوضعه عند حده”.
أما الصحافي في قناة “المنار” سهيل دياب، فقال “كُن حرا تكن ملكا لا مليكا مرتهناً لا عبدا ولا صنما ولا تعتذر…. فهم المعتدون والمحرضون والمخربون والناقمون على مقاومتنا وحريتنا وسيادتنا وكرامتنا…”.
وغرد رضا السيد (مع الصوت الحرّ في زمن قلّت فيه الأصوات المتحررة من الاستبداد والقمع والترهيب الفكري ).
وقال حسين فحص (كنت في الإعلام صوتا محبوبا ومتميزا والآن أصبحت وزيرا سيدا فليذهب النفاق الى الجحيم) وغردت خديجة فقيه (أنت قلت الحقيقة.. أنت لم تخطئ .. من مناّ لا يعرف الحقيقة؟! حقيقة العدوان السعودي على اليمن ..
نحن نرفض التدخل الأجنبي من قبل السفارات.. نحن نريد لبنان حرّاً وألاّ نكون عبيداً عند أحد ولقد خلقنا الله أحراراً ).
وعلَّق الكاتب الفلسطيني محمد النوباني “إن ما أثار غضبهم ليس وصف جورج قرداحي للحرب على اليمن بأنها عبثية، فهم أول من يعرف أنها عبثية، وأنهم لن يحققوا انتصارا فيها حتى لو استمرت لـ100عام. ولكن الحمية أخذتهم وكأن السماء انطبقت على الأرض، لسببين مهمين:
الأول : لأنهم يعتبرون لبنان مزرعة لهم و بالتالي فإن حكومته التي اصبح قرداحي وزيراً للإعلام فيها ويترأسها نجيب ميقاتي المقرب منهم يجب أن تكون خاضعة لقرارهم السيادي وليس لقرار الدولة اللبنانية.
والثاني: لأن جورج قرداحي عمل لسنوات طويلة مقدم برامج في قنوات إعلامية تابعة للحكومة السعودية، وتنعم بالمال السعودي، وبالتالي فإن ما موقفه من حرب اليمن قد يغري إعلاميين آخرين للحذو حذوه ما سيضعف الاتجاه المعني باستمرار الحرب داخل بلدانهم ويقوي الاتجاهات المطالبة بوقف الحرب”.
من جهتها استنكرت لجنة دعم الصحفيين في جنيف (JSC) حملة الترهيب وخطاب الكراهية التي تعرض لها الإعلامي اللبناني جورج قرداحي على خلفية تعبيره عن رأيه في الحرب على اليمن.
وأوضحت في بيان لها بالقول “فقد سبق وشارك الإعلامي قرداحي- بصفته الإعلامية – في برنامج “برلمان شعب” في حلقة بثت في الخامس من أغسطس 2021 عبر “الجزيرة أونلاين” (أي قبل توليه أي منصب وزاري حكومي في الدولة اللبنانية). وخلال الحلقة عبر قرداحي عن رأيه في الحرب على اليمن بعد سؤاله، مطالباً بإنهاء الحرب على الشعب اليمني، واصفاً إياها بالـ”عبثية”. وقد أعيد (الثلاثاء 26 أكتوبر 2021) نشر المقابلة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما اعتبرته السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تعليقاً غير مناسب، واستتبع بحملة ترهيب وتهجم على قرداحي (الذي يشغل حالياً منصب وزير الإعلام في الحكومة اللبنانية).
هذا وتذكر لجنة دعم الصحفيين الإعلاميين والصحفيين المنخرطين في حملة الترهيب ضد زميلهم قرداحي بضرورة “التزام ميثاق شرف الصحفيين واحترام الحق في حرية الرأي والتعبير المصان في المواثيق والمعاهدات الدولية، وفي مقدمتها المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما في الدستور والقوانين اللبنانية، خصوصاً أنها لم تتضمن أي انتهاك للكرامة الإنسانية ولم تتضمن أي تحريض على الكراهية أو العنف أو زعزعة أمن أي دولة”.
كما اعتبرت اللجنة أن “حملات الترهيب وخطابات الكراهية تخالف كل القواعد والقوانين والاتفاقات الناظمة لعمل الصحافة، وتعتبر مساً خطيراً بكرامة وسلامة الصحافة والصحافيين. لذلك، “فان اللجنة تدعو كافة السلطات اللبنانية إلى الاضطلاع بدورها لحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، وخصوصاً الأجهزة المعنية بحماية الصحفيين، والى تأمين الحماية اللازمة والضرورية لكافة الصحفيين، دون تعريضهم لأي ضغوطات سياسية أو اجتماعية”.