حصد المركز الثاني في برنامج نجوم العلوم: مجيب الرحمن الحروش ابتكر جهازاً محمولاً لقياس تدفق الدم الكلوي

من رحم المعاناة يولد الإبداع ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا إلا أن تصميم أبنائها على الحياة واجتياز العقبات يبهر العالم، حيث يسعى شباب اليمن كل في مجاله الذي يحبه إلى الإبداع والإنجاز والابتكار ويحاول جاهداً مواكبة التطور بل والمشاركة في هذا التطور. يظهر ذلك جلياً في النماذج المشرفة التي يشارك بها أبناء اليمن في الإنجازات والمسابقات العلمية والفنية وغيرها والتي يحصدون فيها المراكز الأولى والجوائز العالمية، على سيبل المثال الدكتور خالد نشوان الذي اخترع جهازاً لمعالجة تصلب الشرايين دون جراحة، والمخترع جمال الشريف الذي ابتكر جهازاً يتنبأ بالكوارث والسيول والفيضانات قبل وقوعها، والمخترع المستشار عبد الله عبد الكريم فارس الذي اخترع محرك البحث الصوتي متعدد اللغات، والدكتور مجيب الرحمن الحروش الذي حصد المركز الثاني في برنامج نجوم العلوم.
الثورة /هاشم السريحي

نتحدث اليوم عن الدكتور مجيب الرحمن بجاش علي الحروش الشاب اليمني الطموح الذي لم يقف طموحه عند الحصول على الدكتوراه بل وبسبب شغفه بالعلم والاختراع يسعى دائماً للبحث والعلم والابتكار، وينصب اهتمام مجيب الذي يؤمن بقوة بالعلوم، على الأفكار المبتكرة المتعلقة بالأمراض المستعصية. وتميل أعراض مثل هذه الأمراض إلى الظهور فجأة بعد فوات الأوان، الأمر الذي يرفض مجيب قبوله، إذ يقول: “كل مشكلة يجب أن يكون لها حل!”

مشواره العلمي
مجيب الرحمن الحروش من أبناء محافظة تعز مديرية مقبنة، كان طالباً مجداً حصل على المركز الأول في دراسته الثانوية على مستوى مدينة تعز مما أهله لمواصلة تعليمة في الخارج حيث حصل على الدكتواره في الهندسة الطبية من روسيا، التي عمل فيها أستاذاً مشاركاً.
عمل مجيب الرحمن على اختراع جهاز لفحص الكلى دون جراحة، وتقدم للمشاركة في برنامج نجوم العلوم الذي يعرض على تلفزيون قطر، ليكون اليمني الأول الذي يشارك في هذا البرنامج منذ بداية عرضه في 2008، حيث حصد المشروع المركز الثاني في موسمه الثالث عشر 2021.

فكرة الجهاز
يعتبر مرض الكلى المزمن حالة قاتلة تتسلل إلى ضحاياها ويصعب تشخيصها. وعلى سبيل المثال، عندما تبدأ إحدى الكليتين في التدهور، فإن الأخرى تعوض ذلك التدهور بشكل مفرط وتعمل بجهد أكبر لتعويض النقص في الأخرى. وهذا يؤدي حتماً إلى أن تكون نتائج الفحوص في المختبرات طبيعية حتى يصل الضرر إلى مستويات لا رجعة فيها، مما قد يسبب الفشل الكلوي الذي يمكن أن يؤدي إلى أمراض مزمنة أخرى، مثل مرض السكري، أو حتى يكون قاتلاً بحد ذاته. وعلى الرغم من أن عملية غسيل الكلى أثبتت فعاليتها لعقود من الزمن، إلا أنها تستنزف المريض، وهي طويلة جداً وتؤثر بشكل كبير على حياة المرضى وأحبائهم الذين يتعين عليهم تكريس ساعات طويلة وتكبد تكاليف ضخمة لهذه العملية. ومن منطلق عمله في مجال الأجهزة الطبية الحيوية وإيماناً منه بأن لكل مشكلة حل، وأنه لابد من وجود طرق لتشخيص الأمراض التي يصعب تشخيصها في مراحل مبكرة كمرض الفشل الكلوي بنى مجيب الرحمن فكرة الجهاز.

جهاز قياس تدفق الدم الكلوي المحمول
يوفر جهاز قياس تدفق الدم الكلوي المحمول الذي قدمه مجيب الرحمن طريقة للتغلب على مشكلة التشخيص المتأخر حيث يساهم بتقييم تلف الكلى الممكن بدون تدخل جراحي، وتقوم المستشعرات الحيوية المرتبطة بالجلد بترجمة بيانات مقاومة تدفق الدم والضغط الكلوي وهي قيم مفيدة للمساعدة في إجراء التشخيص الأولي، كما يعمل على تعزيز قدرة المستشفيات في مجال التطبيب عن بعد، حيث أن هذا الجهاز يرسل البيانات إلى الأطباء عبر شبكات لاسلكية مما يسمح لهم بمراقبة المرضى وهم في منازلهم، ويأمل مجيب أن يتمكن جهاز قياس تدفق الدم الكلوي المحمول من التخفيف من معاناة المرضى والمجتمع ككل.

فوائد الجهاز
يمكن للجهاز أن يساعد الناس على مراقبة وتحديد واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب الفشل الكلوي في وقت مبكر، مما يدعم الرعاية الصحية المناسبة.
ويمكن لهذا الاختراع أن يجعل تشخيص الكلى الأولي في متناول الجميع في جميع أنحاء المنطقة. ونظراً لأن العديد من المجتمعات تعيش في مناطق ريفية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يمكن لهذا الجهاز أن يضمن قدرة الأطباء على مراقبة حالة الكلى للمرضى دون الحاجة إلى القيام باستمرار برحلات طويلة لعلامات الإنذار الأولية.
ويمكن أن يساعد الجهاز أيضاً البلدان في جميع أنحاء العالم في الحفاظ على صحة شعوبها مع تحقيق وفورات كبيرة. وتخصص الأنظمة الصحية الوطنية في جميع أنحاء العالم جزءًا كبيراً من ميزانيتها السنوية لمراكز غسيل الكلى. ويمكن أن يوفر جهاز قياس التدفق الكلوي هذا إضافة قيّمة إلى مجموعة أدوات التطبيب عن بعد، مما يساعد المجتمعات في جميع أنحاء العالم على تحديد واتخاذ التدابير الوقائية ضد الفشل الكلوي من أجل استخدام أكثر كفاءة للموارد المخصصة.