الثورة /
«ولد الهدى فالكائنات ضياء… وفم الزمان تبسّم وثناء» ، قالها الشاعر المصري أحمد شوقي سابقا ، لكن شاعر اليمن الأستاذ الراحل عبدالله البردوني ، يحكي قصة شعبه في حضرة رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم بقصيدة يقول فيها “نحن اليمانيين يا طه تطير بنا … إلى روابي العلى أرواح أنصار” ، والأخيرة آتية من قلب يمن الإيمان والحكمة الذي أسماه رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، الموالد فيه تتالى بالسنوات وتتعاظم بالمناسبات ، ومعها تكبر الاحتفالات، واليمن اليوم على الموعد.
إذ يحتشد اليوم ملايين اليمنيين بميدان السبعين في العاصمة صنعاء وفي أكثر من 30 ساحة في مختلف المحافظات احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف – على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. ومن المتوقع أن يكون الحشد الجماهيري الأكبر في تاريخ اليمن والمنطقة.
وفي هذا الصدد، تفقد فخامة الأخ المشير الركن مهدي المشاط – رئيس المجلس السياسي الأعلى – أمس, التحضيرات النهائية في ساحة ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء.. مشيداً بالجهود المبذولة لتجهيز وتهيئة الساحة لاستقبال ضيوف الرسول الكريم..
منوهاً بجهود اللجنة التنظيمية والقائمين على الساحة في الإعداد والتنظيم الجيد بما يليق بعظمة المناسبة ، وللسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي قول فصل في هذا اليوم ينتظره العالم أجمع. ها قد أضيئت المآذن ومساجد اليمن وعوامرها وحواضرها ، الأضواء والمواكب المتلألئة والأنشطة والفعاليات ، الألعاب النارية دوت في الأرجاء فرحا وابتهاجا ، الجوامع والصالات والمجالس عامرة بالخطب والصلوات النبوية ، إنها ذكرى المولد النبوي الشريف في يمن الإيمان والحكمة اليمانية ، لا شيء يمكن أن يعبر به عن فرحة الأمة بمولد رسول الله لكن اليمنيين لا حدّ لمظاهر فرائحهم وابتهاجاتهم بهذه المناسبة ، يملأون قلوبهم حبا وعشقا وصلوات وصرخات “لبيك يا رسول الله”. وقد ازدانت قرى وأرياف ومدن اليمن بمقدم ذكرى مولد النور رسول الله محمد بالأضواء والألوان الخضراء ، مقتبسة من نوره هذه المناسبة توهجها وامتدادها ، فأضيء ليل اليمن بالأضواء المحمدية وفاض نهارها بالمباهج النبوية ، وقد شهد هذا العام فعاليات تحضيرية غير مسبوقة زخما وكمّا ونوعا وكثافة ، فقد بدأت الفعاليات التحضيرية في وقت مبكر ، واستهل شعب الأنصار ترنيم آيات الحب والولاء منذ نهاية صفر ، في الحارات وفي الأحياء وفي المنازل وفي المجالس وفي المؤسسات وفي الميادين وفي المساجد وفي المدارس وفي الجامعات وفي المعاهد وفي مراكز التعليم المختلفة وفي الأندية الرياضية وفي كل ما هو عامر احتفل اليمنيون بذكرى المولد النبوي الشريف. فمنذ أواخر صفر حتى اليوم دشن اليمنيون كل صباحاتهم بالفعاليات الاحتفائية المدرسية والرسمية في الدوائر الحكومية. ومساء في الحارات والأحياء بالمجالس المحمدية أو ما يسميها اليمنيون (الموالد) وهي مجالس شعبية جرت العادة فيها على ذكر قصة ميلاد رسول الله وصفاته وسيرته بشكلٍ قصصي وإنشادي ، ثم تُحيا الليالي بالأمسيات الشعرية والثقافية التي تمتاز بأجواءٍ روحانية. وفي ربيعهم يصلون الليل بالنهار عشقًا وحبًا وسعيًا للاحتفاء بالرحمة المهداة للعالمين على أكمل وجهٍ ، هذه المهرجانات بلغت أكثر من 130 ألفا في إحصائية أولية ، أما الزينة والأضواء فتلك قصة إبداع في الحب والعشق لا مثيل لها ، ولا يمكن للصورة ولا للفيديو أن ينقلها فقد تحول كل شيء إلى أضواء وألوان خضراء زاهية لكأن الكون اجتمع يحتفل برسول الله صلوات الله عليه وآله في اليمن. وحسب إحصائية أولية فإن أكثر من 130 ألف فعالية ونشاط متنوع شهدت الأيام الماضية ، ليشكل اليمنيون في ربيعهم لوحة حب سابقة وخالدة في حضرة رسول الله لا مثيل لها في كل مناسبات واحتفالات الدنيا ، واليوم يكملونها بالحضور الجماهيري غير المسبوق في ساحات وميادين بلغت ثلاثين ساحة وميدانا ولأول مرة. لا العدوان ولا الحصار يثني اليمنيين عن الاحتفال برسول الله صلوات الله عليه وآله، فهذه المناسبة تعد أعظم المناسبات على الإطلاق، لأنها مرتبطة بأعظم إنسان وأكمل إنسان وأتقى إنسان عرفته البشرية منذ آدم وإلى آخر إنسان ، وهي كذلك محطةً تربوية نتزود منها الوعي والبصيرة والإيمان والأخلاق والزكاء و الطهارة والثبات والاستقامة من خلال ما يترافق مع هذه الاحتفالات من عودة إلى سيرة رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله.