الثورة / رئيس التحرير
الاحتفالات بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف مولد رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله وسلم ، هو احتفال بنعمة الله وحمداً وشكراً لله أن بعث فينا نبياً هو أعظم أنبياء الله وأطهر المخلوقين وأزكاهم وأرشدهم ، وهو أرفع الرسل شأناً وبه نحن أرفع الأمم شأناً كذلك ، وحين نحتفل بمولده فنحن نحتفل بميلاد أمة كريمة عزيزة ، بنجاة أمة من ظلام وليل وجاهلية جهلاء. إحياء هذه المناسبة العظيمة هو إحياء لسيرة أعظم الخلق أجمعين ، واقتداء بأفضل أنبياء الله ورسله عليهم السلام جميعاً ، وقد كان لكل نبي معجزته الإلهية المؤيدة لصدق نبوته ، أما محمد رسول الله فكان معجزة تمشي منذ فجر مولده العظيم في الثاني عشر من ربيع الأول حين أضاءت لمولده السماوات والأرضين ، وشهدت الأعادي بصدقه وطهره وأمانته صلوات الله عليه وآله وسلم. هذا اليوم يوم من أيام الله العظيمة ، وفيه تتمايز بذار محمد صلوات الله عليه وآله وسلم عن بذار أعدائه ، وفيه تبيضُّ وجوه شعب الإيمان والحكمة ، وتسود وجوه الجاهليين الناكصين والناكثين والمتهاوين في درك الذلة والارتداد ، وفيه يمتاز هذا الشعب المجاهد الصابر ويتصدر شعوب الأمة احتفالاً وارتباطاً برسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، ومن هذا اليوم ينطلق في انتصاراته وأمجاده وإنجازاته العظيمة في الجبهات ، وربيع النصر أوفرها وأقربها.
إنها انتصارات مزدوجة تلك التي يسجلها الشعب اليمني في معركة الوجود ، وفي معارك الهوية ، في جبهات الجهاد والقتال وصد العدوان ومواجهة المعتدين ، وفي معركة الهوية والدين والانتماء لرسول الله محمد صلوات الله عليه واله وسلم.
والحق إن الاحتفالات غير المسبوقة بذكرى مولد الرسول المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم هذا العام ، والتفاعل الشعبي والرسمي غير المسبوق مع هذه المناسبة المقدسة ، والمواكب والأضواء والقوافل والأنشطة الكثيفة والأناشيد والمباهج التي اجتاحت كل المدن والقرى والأرياف خلال الربيع ، علاوة على الحشود الغفيرة التي ستخرج اليوم في أكثر من 31 ساحة وميداناً في عموم اليمن احتفاءً واحتفالاً بمولد رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله وسلم ، هي الأعظم على الإطلاق إذ تسجل مشهداً سابقاً لا مثيل له في كل احتفالات الدنيا ، وهي تعيد موضعة اليمن في سياقه التاريخي كيمن الإيمان والحكمة ، كيمنٍ وضعه رسول الله ملاذاً آمناً لكل المسلمين حين تهيج فتن الزمن وتختلط الأهواء ، احتفالات تجسّد المحبة والولاء والهوية الإيمانية اليمانية وتجسّد الحكمة التي سبق اليمنيون إليها أنصارا ومسلمين في فجر الإسلام الأول.
والحق أن الحرب على اليمن كانت خليطاً من الحرب العسكرية والعقائدية الأمريكية الصهيونية الوهابية، بما هي من خليط يهدف إلى سلخ الأمة وشعوبها عن دينها ونبيها وقدوتها وقائدها وصانع حضارتها ومصدر عزتها وقوتها، والأخيرة ما انقطعت يوماً زمن طويل من قبل مارس 2015، وإذ يسجل الشعب اليمني العظيم انتصاراته في هذا المضمار ، ففي الحرب العسكرية يسجل الشعب اليمني انتصارات عظيمة بفضل الله ولعل العملية العظيمة ربيع النصر مشتقة من الربيع المحمدي وتجسيد لربيع اليمن العظيم.
والحق أن هذه الانتصارات العظيمة مع ما نشهده من احتفالات بمولد النبي الأعظم محمد رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، تسجل هزيمة ساحقة للمشروع الأمريكي الصهيوني الوهابي بشقيه الفكري والعسكري.
ذكرى المولد النبوي الشريف ليست مناسبة سنوية فحسب ، بل هي موقع للنزال مع المطبعين والمتأمركين والوهابيين والمنفلتين والمنسلخين عن نبيهم ودينهم ، وبحمد الله نشهد في كل عام تعاظماً واتساعاً للاحتفال بهذه المناسبة ، وقد صارت منطلقاً رئيسياً للشعب اليمني في تأكيد مواقفهم وشحذ هممهم وتصويب بوصلتهم ومناسبة لصناعة التحولات العظيمة.
على العالم اليوم أن يشاهد احتفالات الشعب اليمني العظيم في عشرات الساحات والميادين في مشهد هو الأضخم حضوراً والأكثر تنظيماً والأوسع زخماً وكثافةً عن كل السنوات ، وعلى العالم أن يواكب انتصارات هذا الشعب العظيم في ميادين وساحات القتال والجهاد بعد هذا الربيع المحمدي ، هذا الشعب العظيم لم يعد يقاوم ويقاتل ويجاهد عسكرياً فحسب ، بل ويناضل فكرياً بتخصيب هويته الإيمانية ، وبوضع مقامه كقدوة لشعوب الأمة جمعاء.
المولد النبوي الشريف على صاحبه أزكى الصلوات وأتم التسليم مناسبة للشكر لله على نعمته العظيمة في أن هدانا لهذا الدين العظيم ، وجعلنا كيمنيين ممن اختصهم بهذا النبي الخاتم محمد رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، وبأن جعلنا يمنيين امتازوا في السبق إلى حضرة الرسول كأنصار حملوا لواء الدين والرسالة واحتضنوا الرسول الأمين ، وفي الامتداد بالتمسك والولاء والمحبة العابرة للأزمان ، ومناسبة لشكر الله على ما منحنا من انتصارات عظيمة يشهد بها العالم كله.