هنــاك اجمـاع علـى إنجـاح المرحـلة الانتقـاليـة.. ومـا حققنـاه يعـد إنجـازا تـاريخيــا


حوار / أسماء حيدر البزاز –
يرى رئيس فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني اللواء خالد باراس أن مخرجات الحوار الوطني بأبعادها الحقوقية والسياسية والمدنية ترسم مستقبل اليمن الجديد وللمدنية الحديثة دولة العدالة والاستقرار والتأسيس لمنظومة عقد اجتماعي جديد ودستور يضاهي دساتير الدول المتقدمة كمشروع وطني جامع يحقق لليمن مكانته الحضارية والتاريخية:
* نود من البداية تحدثنا عن أهم المخرجات لمؤتمر الحوار¿
– كل مخرجات التسع الفرق في مؤتمر الحوار الوطني هي مشروع لضمان دولة يسودها العدل والقانون وتتحقق فيها أسس العدالة والمواطنة المتساوية وملبية لكل التطلعات الشعبية التي ناضل وكافح من أجلها اليمنيون شمالا وجنوبا وشرقا وغربا , وهي مشروع التغيير الذي ينشده شباب الثورة والتي سيتم من خلالها الانتقال إلى منظومة حكم جديد قادر على استيعاب المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي حصلت على الساحة اليمنية وعكس بنود وتوصيات وثيقة المخرجات في العقد الاجتماعي الجديد و الدستور الذي سوف يضاهي دساتير الدول المتقدمة كمشروع وطني جامع يعيد لليمن مكانته الحضارية والتاريخية , لنصل إلى قمة الهرم من حلول الانصاف وجبر الضرر والتسامح والتصالح لتحقيق أسس العدالة الاجتماعية نحو دولة اتحادية جديدة .
الحريات المكفولة
* ما هي الأبعاد المختلفة التي حملتها المخرجات ¿
– مخرجات مؤتمر الحوار الوطني حملت أبعادا مختلفة حقوقية وسياسية واقتصادية ومدنية وحضارية في مجال التسوية والاصلاحات السياسية ومحاربة كل أنواع الإقصاء والتهميش والإخلال بمبدأ المواطنة المتساوية وعدم مصادرة الحقوق والحريات وتقييد حرية الرأي و القدرة على استيعاب التنوع الثقافي والاجتماعي
وتمكين دور المرأة في مختلف المجالات بناءا على ما تحقق لها من منجزات ومكاسب اجتماعية وثقافية وسياسية وإخماد ثقافة الثارات القبلية والنعرات المناطقية أو التغييب المتعمد للقوانين وردم خلافات الماضي والشروع نحو البناء والتنمية والاستقرار
الثروة العادلة
* ألا ترى بأن المخرجات أسست المستقبل واعد لليمن¿
– بالتأكيد فبعد الإنجاز التاريخي الذي حققه مؤتمر الحوار في حلحلة العديد من القضايا الشائكة والتي راهنت عدد من القوى على جمود حلها كالقضية الجنوبية والتي أسست لمستقبل عادل تتحقق فيه أسس التوزيع العادل للثروة والسلطة هذا التوزيع سيضمن تحقيق تنمية متوازية , حيث إن الاتفاق على شكل الدولة الاتحادية المتعددة الأقاليم تمتع بخصوصية ثقافية واقتصادية واجتماعية ولا تستطيع الأقاليم النهوض بواجبات التنمية المستدامة إلا عن طريق الدخول في الاتحاد مع أقاليم أخرى , وكون النظام الاتحادي يقتضي منح السلطة المركزية بعض السلطات والصلاحيات بتفويض الأقاليم الداخلية والتي ستنشأ في اطار الاتحاد , فلابد أولا من وجود دولة اتحادية قوية بمؤسسات راسخة وقدرات عالية في العمل بهذا المسار مع توفر حاجة وخصوصية اقتصادية وبيئية في هذا النظام الذي فيه يتخلص المركز من سلطاته ليمنحها للأقاليم .
السلطة والهيئات
* المرحلة التأسيسية لما بعد مخرجات الحوار ,, كيف تقرأونها ¿
– مرحلة صدق نوايا ولتوثيق مدى تلبية تلك المخرجات لمطالب وطموحات أبناء الشعب اليمني ككل , فقبولها ونجاحها وانتصارها لإرادة الشعب يعتمد على الممهدات والمقدمات التي يجب أن تبدأ في المرحلة التأسيسية للدولة الاتحادية الجديدة ولإعادة الثقة والتواصل بين السلطة وهيئاتها المحلية والمركزية وبين المجتمع بأن هناك جدية بتنفيذ المخرجات الحوارية ونية حسنة وصادقة لحل تلك القضايا .
* وعلى ماذا تعتمد تلك الضمانات ¿
– تعتمد على مراقبة دولية وبإنشاء هيئة رقابية مشكلة من مختلف مكونات الحوار الوطني لمراقبة سير تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وجدولتها زمنيا ما أمكن ذلك .
الاصلاحات
* كيف أسهمت هذه المخرجات في تجنيب اليمن ويلات الصراعات والحروب الأهلية ¿
– الجلوس على طاولة الحوار والامتثال للحكمة والنقاش وقبول الطرف الآخر والاتفاق على مجمل القضايا بعيدا عن لغة المتاريس والصراع والتشنجات العصبوية والعصبية هو بحد ذاته انجازا تاريخيا ليس على مستوى اليمن بحسب بل على مستوى المنطقة العربية والعالمية , أضف إلى ما حققته مخرجات الحوار من مبادئ دستورية لجبر الضرر والإصلاحات الأمنية والسياسية والاجتماعية التي توطد جذور الأمن والاستقرار وتنبذ الصراعات المحتدمة , ولعوامل ذاتية وعوامل إقليمية ودولية أجمعت كل الأطراف على انجاح المرحلة الانتقالية وإنجاح الحوار وهذا بدوره سيقود إلى حد كبير من الاستقرار والوئام السياسي والمجتمعي الذي هو أساس المواطنة المتزنة .
الحنكة السياسية
* دور القيادة السياسية في إنجاح الحوار وتقريب الفرقاء السياسيين وصولا إلى مرحلة تأسيس الدولة الاتحادية الجديدة ,, كيف تقرأه ¿
– بلا أدنى شك بذل الرئيس عبد ربه منصور هادي جهودا جبارة منذ توليه الرئاسة في وقت عصيب ونزاعات بلغت ذروتها في مختلف انحاء اليمن فوقف على صف واحد ومسافة واحدة بين مختلف القوى والأطراف السياسية تأسيسا لحوار جاد ومتزن عامدا إلى تقريب الفرقاء السياسيين لإنجاح مراحل الحوار ومخرجات كل فرقه التسع وحتما نجح ووصولا إلى الاقرار التاريخي الجماعي لوثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية وعلى ما تم اصداره مؤخرا من البيان الرئاسي فيما يخص وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية وفيما عرف مؤخرا بالنقاط الأربع المتمثلة بعدم المساس بوحدة اليمن وبأنها لن تكون سببا في خلق كيانات تشطيرية أو خلق هويات تمزق اليمن أو دعوات خارج الهوية والسيادة الوطنية مختلف الأصعدة والمجالات لتكريس الملامح العصرية للدولة اليمنية الاتحادية القادمة . .

قد يعجبك ايضا