آل الجنيد وعظمة التضحية والجهاد..

نجيب باشا

 

 

منذ أكثر من 20عاما مضت وهذه الأسرة الكريمة المجاهدة في محافظة تعز والتي تجشمت مسيرة الفكر المستنير لعلوم آل البيت وعملت جاهدة علی نشره وتعريف من لا يعرف بعلوم ومنهج هذا الفكر السوي والمنهج القويم لآل البيت وكانت زواياهم تتضوع جهادا ًوتوعية لكل من يرتادها .
وعلی سبيل المثال لا الحصر فإن السيد العلامة عدنان أحمد يحيى الجنيد الذي بدأ بكتابة العديد من المؤلفات في هذا النهج القويم ليذكي العقول المشرئبة للحق شذرات جهاده الفكري المستنير برعاية شيخه الصوفي الثائر العارف بالله السيد إسماعيل إسحاق الذي فتح له الطريق ومكنه من علوم التحقيق واستنهض همته وبارك خطواته وبشره بأن كتاباته ستغمر المكتبات وتروي العقول الظامئة ووسمه بلقب الراوي ولا أظنها إلا رواية ظاهرة وباطنة، وأذكر أن أول كتاب ألفه باسم تنزيه سيد الأنبياء عن أقوال الأغبياء والذي مثل قنبلة فكرية في وجه الطغاة والنواصب تناول فيه تفنيد كل الأباطيل التي حاولت أن تطال عصمة المصطفی والنيل من مقامات آل البيت النبوي الشريف وطبعت له المؤلفات القيمة المستنيرة في تفنيد أباطيل وأكاذيب وألاعيب الفقهاء التقليديين الذين درجوا خلال ألف واربعمئة عام علی تقديم القرآن والسنة تقديما ًمتناقضا ًومشوهاً ..لتضليل الأمة والانحراف بها عن السبيل الأقوم.
ولقد تداول مؤلفاته هذه وقرأها واستفاد منها العديد من الصادقين في محافظة تعز وغيرها من المحافظات الأخرى حتى استطاع هذا المجاهد العصامي أن يجمع جيلا ًثائرا ًمتنورا ًبالحجج والبراهين ومتسلحا بالحجة الدامغة والمحجة النيرة الساطعة ًمكنته من مقارعة دجاجلة الأفكار المظلمة.
ومن أهم مؤلفات وبحوث المجاهد عدنان الجنيد:
– إرشاد الأتقياء إلى تنزيه سيد الأنبياء ( طُبع).
– لانسخ في القرآن ( طُبع).
– كيف ومتى تم تدوين القرآن الكريم؟! ( طُبع).
– من حقوف المرأة في القرآن ( طُبع).
– تحريم الزواج بالصغيرة ( طُبع).
– مشروعية الاحتفال بمولد المصطفى (مطبوع).
– عالمية المسيرة القرآنية ( طُبع).
– تفنيد شبهات المطبعين وأضاليل الوهابيين ( طُبع).
– البيان في مقاطعة بضائع دول العدوان ( طُبع).
– نفحة النُّسيمة في مناقب السيد علي بن أحمد الرميمة ( طبع).
– الشيخ الأعظم الإمام أحمد بن علوان (طبع).
– قطب العباد سيدي أحمد عُباد ( طبع).
– سلطان العاشقين عبدالهادي السودي(طبع).
– وحدة الأمة في نبذ التقليد والتمسك بالكتاب الوحيد (طبع ضمن أبحاث تم اختيارها في مؤتمرات إسلامية وترجم إلى أربع لغات أجنبية).

– سلسلة شبهات وردود.
– الهوية اليمنية في مرمى الاستهداف الصهيو وهابي
– جمعة رجب في ذاكرة يمن الإيمان وأصل العرب.
– صلح الإمام الحسن وموقعه من ثورة الإمام الحسين
– تنزيه الإمام الحسين عن الروايات القادحة في أسباب نهضته.
– مسجد الجند ومكانته في التأريخ الإسلامي.
– السيدة الزينب وتحديات المواجهة.
– رسالة إلى الخنساء بمنع الأزواج من ضرب النساء
– رسالة البيان في أدلة استحباب السيادة في الأذان
– رسالة التفنيد لمن أدّعى وجوب التقليد.
– رسالة إلى المنصفين بإبطال فتوى المتعسفين.
– البحث السامي في نبذة عن التصوف الإسلامي.
– الحرب الناعمة، هي الأشرس والأفتك بالأمة.
– كشف الغطاء عن عدم صحة أخذ زيد عن واصل بن عطاء.
– دروس من الهجرة النبوية وأثرها في واقعنا المعاصر.
– الدواعي الشرعية والعربية لإحياء يوم القدس العالمي.
– التركيز على تصحيح المفاهيم وأن مشكلة الأمة ثقافية وهي حرب المصطلحات ( في مشروع الشهيد القائد )
– أهمية الولاية في الإسلام .
وأما مقالاته فقد بلغت المئات ولا يسعنا ذكرها وكلها نزلت في الصحف لاسيما صحيفة الأمة والبلاغ والمستقلة والثقافية والجمهورية والثورة وبقية الصحف والمجلات.
وما أن فتئ يخلق هذه اليقظة الفكرية .. بدأت المراسلات تتدفق من مختلف الفئات مستأنسة ً بكتاباته الجديدة علی عقول التقليد الفقهي المقيت حتى بدأت قوی الظلام بإصدار فتاوی الإعدام بحق هذا العلامة المجاهد وإباحة دمه وطفقت تبعث التهديدات والتهويلات لأبيه وإخوته وكامل أسرته وأصبح كل من ينتمي إلی هذه الأسرة الشريفة أسرة بيت الجنيد عرضة للقتل والتنكيل ثمنا لاعتقاده ومهرا لموقفه المبدئي ومورس ضده كثير من الظلم.
– تم توقيف راتبه لمدة سنة كاملة.
– تحت مطاردته أثناء تدريسه فاضطر لنقل عمله إلى الصراري ولكن تم رفض قبوله بتهمة الحوثية فاضطر السيد عدنان إلى نقل عمله إلى مديرية مشرعة وحدنان
– تم محاولة اغتياله أكثر من مرة ولكن عناية الله ولطفه كانت معه في حله وترحاله.
– تم تهديده بالتصفية الجسدية علناً عبر الصحف إن لم يتوقف عن الكتابة.
– بذل المتطرفون في الضالع مليوني ريال لمن يقتله وذلك عبر منابر المساجد.
– ألف التكفيريون كتبا في الرد عليه وتحريض الناس لقتله.
– قامت صحف الإصلاح في ردودها عليه لاسيما صحيفة الناس حيث أنزلت صورته في كل أعدادها طيلة ثمانية أشهر لتحريض الناس على قتله.
– تم توزيع أشرطة كاست لكبار علماء التطرف في اليمن كلها تكفير وشتم وتحريض ضد عدنان الجنيد
– ظل علماء الإصلاح والتطرف عبر منابرهم يكيلون أنواع التكفير والسب والتحريض ضد عدنان الجنيد لأكثر من عام.
– كان يتم اعتقاله في ظل الحكم السابق من قبل الأمن القومي في مطار صنعاء عند رجوعه من المؤتمرات الخارجية حتی وصل الأمر بالسلطة الحاكمة لعفاش وزمرته أنذاك وبإدارة الأمن السياسي في محافظة تعز إلى مداهمة منزله واعتقاله والزج به في غياهيب السجن
ونال من العذاب والتنكيل ما تشيب له الولدان . وخيروه بين أن يظل في السجن أو يتوقف عن الكتابة وما اسموه حينها فتنة المسلمين وكان لسان حال جوابه عليهم والله لن أترك هذا الطريق حتی أُ ُهلك دونه. فكانت الخطة التالية للسلطة حينها أن تطلق سراحه لتتمكن القوی المتطرفة من اغتياله وتكون بذلك قد تخلصت منه وأمنت صولات جهاده الفكري الذي ترك أثره واضحا ًوجليا ً علی أبناء جيله .ولكن عناية الله بحفظه ودرء الشر عنه قد إحاطته بألطافها .
واستمر عطاؤه زاخرا ً مستفيضا إلى يومنا هذا وإلی غدنا الواعد ومازالت هذه الأسرة موضوعنا الأساسي في هذه الكتابة كانت ومازالت تقدم نهرا ًمن الدماء الزكية الطاهرة لأبناء الجنيد الذين بلغ عددهم أكثر من 300شهيد حتى لحظة هذه الكتابة.
ولا أظن بل أجزم أنه لا يوجد أسرة يمنية بذاتها قدمت أكثر من 300شهيد من خيرة شبابها ومن أسرة واحدة فقط . دون منّ منها أو استكثار من تضحياتها وجهادها المهور بالأحمر القاني الطاهر الذي ملأ السهول والأودية والهضاب والمهاد والتباب والجبال والسواحل والقفار علی طول الجبهات وعرضها وهي تريد بذلك رضا ربها ووعده لها بالجزاء الوافر في جنان الخلد.
إن المرء ليقف مندهشا ًأمام هذا الإيمان المتفرد وهذا الجهاد العظيم والإخلاص الصادق .
إننا عندما نستعرض نزرا ًمن مواقف هذه الأسرة الشريفة إنما نريد أن نذكّر أنفسنا وغيرنا بأهمية صدق الولاء لله ورسوله وال بيت رسوله وعظمة التضحية والجهاد التي يجب أن نسير عليهما ونبذل في سبيلهما، وأن نتمثل هذا التفاني في حركاتنا وسكناتنا واعتقادنا كدليل عملي في الجهاد المجرد عن الدنيا والأمل والهوی.
تحية إجلال وألف سلامٍ وسلام علی شرفاء هذه الأسرة الكريمة وغيرها من الأسر المجاهدة في محافظة تعز وغيرها من المحافظات.
ولا سبيل للعزة والكرامة والإباء في ظل هذا العدوان الظالم الغاشم البغيض إلا بالجهاد جهاد بالنفس والمال وجهاد بالكلمة الحرة الشجاعة .إن التضحية والاستشهاد في سبيل الانتصار للحق أقرب وأصدق طرق الجهاد، وقد كان لهذه الأسرة، أسرة بيت الجنيد، النصيب الأوفر والحظ الأكبر في نيل رضا الله ورسوله صلی الله عليه وآله.
بوركت تلك الدماء الزكية الطاهرة وبورك هذا العطاء الحسيني المتفرد

قد يعجبك ايضا