عصيان مدني في تعز وتوترات عسكرية في أبين
السعودية تستهدف الانتقالي وتعيد باعوم.. وأبناء المهرة يتهمون مليشيات الإمارات بالسعي لإسقاط المحافظة
الثورة / خاص
تواصلت في مدينة تعز -لليوم الثاني على التوالي- الانتفاضة الشعبية ضد تحالف العدوان وحكومة المرتزقة، على خلفية الانهيار المستمر للعملة المحلية والجرعات المتتالية والأزمات المتلاحقة التي جعلت المواطنين يعيشون في أوضاع مأساوية وفقر مدقع، وسط انقطاع مستمر للرواتب.
وجاب المتظاهرون الغاضبون شوارع مدينة تعز، وسط انتشار أمني مكثف، حيث ردد المحتجون شعارات وهتافات مطالبة برحيل تحالف العدوان وحكومة الفار هادي، بالإضافة إلى الإعلان عن الاستمرار في الانتفاضة الشعبية حتى تحقيق كافة المطالب التي خرجوا من شأنها إلى الشوارع.
وشهدت مدينة تعز، أمس الأول الاثنين، احتجاجات غاضبة هي الأوسع منذ بدئها قبل نحو أسبوعين، تنديدا بالفساد وتدهور العملة وارتفاع الأسعار، حيث تجاوز سعر الدولار الواحد 1200 ريال وارتفعت رسوم الحوالات المالية إلى أكثر من 100%.
وشهدت الاحتجاجات إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على المحتجين ما أدى إلى إصابة محتجين.
وتزامن مع الانتفاضة الشعبية عصيان مدني شامل، حيث أغلقت المتاجر والأسواق أبوابها للتعبير عن الرفض القاطع لسياسة التجويع التي يمارسها تحالف العدوان ومرتزقته ضد المواطنين في المحافظات والمناطق المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في تعز يوم الاثنين الفائت، خرجت من رحم معاناة المواطنين الذين يفتقرون إلى أبسط الخدمات الضرورية لاستمرار الحياة، مشيرة إلى أن الانتفاضة قوبلت بالقمع من قِبل مسلحي حزب الإصلاح الذين أطلقوا الرصاص الحي على المحتجين الغاضبين ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بينهم الشاب “فتحي العربي” الذي توفي متأثراً بجروحه التي أصيب بها خلال مشاركته في الانتفاضة التي جابت شوارع تعز.
ويخيم الجوع والفقر والمرض والأوبئة في المدينة التي تعصف بها أزمات اقتصادية وخدمية ومعيشية، ككل المناطق والمحافظات المحتلة التي يقوم فيها تحالف العدوان ومرتزقته بامتهان المواطنين ومصادرة حقوقهم وحرمانهم من أبسط متطلبات واحتياجات الحياة، بهدف صرف أنظارهم عن مخططات الرياض وأبوظبي ومن ورائهما إسرائيل وبريطانيا وأمريكا وفرنسا وغيرها من الدول الطامعة في ثروات اليمن وموقعه الاستراتيجي المسيطر على حركة التجارة العالمية.
توترات عسكرية في أبين
وفي محافظة أبين المحتلة واصلت المحال التجارية والمؤسسات العامة والخاصة في مدينة زنجبار إغلاق أبوابها – أمس الثلاثاء- لليوم الثاني على التوالي في إطار الانتفاضة الشعبية المنددة بانهيار المستوى المعيشي والخدمي في مناطق سيطرة التحالف.
وباستثناء المراكز الطبية والعيادات، استمرت الأسواق والمخازن التجارية وكذلك مؤسسات القطاع العام في حالة العصيان المدني التي انطلقت -الاثنين- وسط تظاهرات شعبية غاضبة وقطع للطرقات.
وأدان المتظاهرون كلاً من تحالف العدوان وحكومة المرتزقة باعتبارهم المتسببين الرئيسيين بالانهيار المعيشي الواسع والتدهور الخدمي المتصاعد.
وفي محاولة منه للسيطرة على الاحتجاجات التي يخشى اتساعها أرسل المجلس الانتقالي التابع للإمارات تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محافظة أبين , وسط توتر عسكري ينذر بمواجهات عنيفة.
وقالت مصادر محلية مطلعة إن عربات ومدرعات وأطقماً وصلت مع العشرات من الجنود التابعين لقوات الانتقالي إلى مدينة زنجبار، التي يتهم مليشيات الإصلاح بالسعي لاسقاطها من خلال الاحتجاجات.
وبحسب المصادر فقد تحركت التعزيزات فور وصولها إلى زنجبار باتجاه المواقع الأمامية للانتقالي في مديرية خنفر ، تمهيدا لتقدمها إلى مدينة شقرة.
وكانت قوات الفار هادي ومليشيات الإصلاح انسحبت من مدينة شقرة باتجاه محافظة شبوة عقب سيطرة قوات صنعاء على ثلاث مديريات.
وتشهد أبين والمحافظات الجنوبية المحتلة انتفاضة شعبية واسعة تطالب برحيل تحالف العدوان وحكومة الفار هادي وتطالب بإصلاح الوضع الاقتصادي وإنقاذ العملة.
أبناء المهرة يحذرون
وفي محافظة المهرة المحتلة دعا السلطان محمد عبدالله آل عفرار رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، الأحزاب والمكونات والقبائل المهرية إلى اليقظة الكاملة للدفاع عن المحافظة، وإفشال كل المخططات والمؤامرات الرامية لإسقاط المهرة بيد مليشيات الإمارات المتمثلة في الانتقالي.
وقال آل عفرار، إن أبناء المهرة يعلمون جيداً ثمن نقل الصراعات للمحافظة، مؤكداً أن المهرة لن تتحمل هذه الصراعات، ولن يسمح أبناؤها بذلك، والمهرة محمية برجالها وقبائلها وكافة فئات المجتمع.
ولفت رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى إلى أن الانتقالي وشخصيات أخرى ما تزال تحاول إسقاط المهرة في الفوضى، مؤكداً أن كافة المكونات في المحافظة لن تسمح لمن يدّبر الدسائس والمكائد لمحافظتهم، مهما كلّفهم ذلك من ثمن.
السعودية تعيد باعوم
وفي تحرك سعودي غير مباشر لاستهداف المجلس الانتقالي في محافظة حضرموت المحتلة، أعلن القيادي في الحراك الثوري الجنوبي ، حسن أحمد باعوم ,اليوم عودته للداخل، بعد حصوله على ضوء أخضر ودعم مالي سعودي كبير.
وقال باعوم -في تصريح صحفي- أنه سيعود منتصف أكتوبر المقبل لتوحيد الصف الجنوبي والتركيز على الهدف الأكبر، بعد سنوات من الإقامة في العاصمة العمانية مسقط.
وأشار باعوم إلى أنه سيعود في الرابع عشر من أكتوبر المقبل، للالتحاق بقواعده الجماهيرية ومشاركتهم آلامهم و متاعبهم في هذا الوقت الصعب والحرج، مؤكداً حرصه الكامل على توحيد صف الكيان الجنوبي والعمل على تهيئة مناخ سياسي يسمح بإنجاح وحدة الصف، داعياً إلى تجاوز التباينات وطي صفحة الخلافات إلى الأبد.
التوجه الجديد للسعودية جاء في أعقاب خلافات مع الانتقالي وامتداداً للأزمة السعودية الإماراتية في المحافظات الجنوبية، فالرياض عمدت منذ شهرين على خلق كيان موازي للانتقالي بعد أن عملت على إضعافه من الداخل.
وبحسب مراقبين فإن السعودية تسعى عبر الحراك الثوري الجنوبي بقيادة باعوم، لاستهداف القواعد الشعبية المؤيدة للانتقالي وسحب البساط الشعبي من تحت الانتقالي من خلال تبني القضية الجنوبية التي استخدمها الانتقالي كورقة مفاوضات في اتفاق الرياض.
ويأتي توقيت عودة باعوم متزامناً مع تصاعد السخط الشعبي في الشارع الجنوبي ضد تحالف العدوان والانتقالي، وكذلك اتفاق الانتقالي وحكومة الفار هادي على قمع المظاهرات والاحتجاجات السلمية وتواطئه على ما يعانيه المواطن الجنوبي من سياسات تجويع ممنهجة من قبل تحالف العدوان وحكومة المرتزقة.