قدَّم شهادة على عظمة الدين الإسلامي بإقامة العدل وإحياء المبادئ المحمَّدية وتعامل مع السلطة على أنها تكليف ومسؤولية وخدمة للناس
نساء اليمن يسردن تأريخه المضيء: الإمام الهادي أحيا المبادئ المحمدية وأقام العدل وواجه الظالمين
اتصاله بالعترة الطاهرة وحبل النبوة المحمدي عزَّز من انقياد ومحبة الناس له
قدومه لليمن كان فاتحة خير ويمن وباب بركة على شعب الإيمان والحكمة
نجح في تأسيس الدولة الزيدية وأعاد اليمن إلى الحق
الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين هو أحد أعلام أهل البيت عليهم السلام و حملة الدين وبقيته التي ما نزال ننهل من ينابيعهم الدافقة من تعاليم الإسلام الحنيف إلى اليوم، كان قدومه إلى اليمن فاتحة خير ومطلع يمن وباب بركة على شعب الإيمان والحكمة وهو الشعب الذي ارتبط تاريخه بمواقف الحق ومواطن الخير فكان في صدر المجتمعات استجابة وانقياداً للهدى والرشاد ، نجح الإمام الهادي في تأسيس الدولة الزيدية وأعاد اليمنيين إلى الحق ونصرهم على كل ظالم متجبر..
دور الإمام الهادي السياسي والديني في اليمن ومكانته لدى أبناء هذا الشعب كانت عنوان هذا الاستطلاع الذي اجراه المركز الإعلامي للهيئة النسائية بأمانة العاصمة..
تحدثت في هذا الاستطلاع عدد من حرائر اليمن، حيث أشرن إلى عظيم دوره في ترسيخ الإسلام المحمدي الأصيل سيما في خضم معارك التشويه للحقائق التاريخية التي نفذها المفلسون قديما وحديثا للنيل من عظمة الإمام الهادي والفكر الذي خلده منذ مئات السنين وحتى اليوم.
الاسرة /خاص
رئيس قسم الحاسوب بمعهد الشوكاني أحلام شرف الدين تحدثت عن الإمام الهادي بقولها:
هو الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب ، ابن فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ،من أئمة الزيدية ولد بالمدينة عام 220هـ وسكن منطقة الفرع من أرض الحجاز مع أبيه وعمه و نشأ عالما ورعا وفارسا شجاعا.
وأضافت أن هذه النسبة التي تتصل بالعترة الطاهرة وحبل النبوة المحمدي والتكوين المعرفي الذي تربى عليه جعلت قلوب اليمنيين تهفوا إليه ليدعونه للمجيئ إلى اليمن .
وأضافت شرف الدين : إن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين قدم إلى اليمن سنة 284هـ بعد أن استدعي من الرس فصار إلى نجران وصعدة ومخاليف خولان يدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه ومقيما للحدود وآمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر. مجاهدا في سبيل الله صابرا محتسبا في البأساء والضراء. يدعو إلى نفسه ويخطب له مخاليف نجران وخولان. لكنه تمكن من دخول صنعاء في عام 288هـ حيث امتدت الدولة التي أسسها الإمام يحيى بن الحسين وتوسعت شمالا إلى نجران ومخاليفها حتى وصلت إلى صنعاء عام 288هـ، حكم اليمن 15عاما امتد حكمه إلى أكثر أرض اليمن فحكم صعدة وصنعاء ونجران وامتدت سيطرته إلى مكة فخطب له فيها سبع سنوات وضربت العملة باسمه.
وأردفت قائلة ” أنه عندما قدم الإمام الهادي إلى اليمن رسخ الأسس التي انتهجها أهل بيت رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله إذ دعا إلى الحكم بكتاب الله وسنة رسوله واظهر نفسه وشهر سيفه، وبذل مهجته ابتغاء وجهه تعالى، فكان القريب والبعيد والشريف والدنيء عنده في الحق سواء، لم يمل على أحد بظلم في حكم، ولم يتورط في شيء بغير علم، كان تقيا عالما زاهدا راغبا في الآخرة. قويا شجاعا في دين الله . يأخذ أموال الله من مواضعها، ويضعها في حقها. لا يخاف في الله لومة لائم.
واستطردت أحلام شرف الدين في حديثها قائلة ” كان الإمام الهادي جبهة متحركة نشطة. لم يتوقف عند مكان معين. فالباحث في سيرة الإمام الهادي يحيى بن الحسين يرى إنه كان يعسوبا متحركا في كل مكان. لم يقم حكمه في بلد واحد وإنما كان همه أمر الأمة. لذلك قاتل الطغاة و الظالمين أينما حلوا من أجل إقامة دين الله عز وجل “.
من ناحيتها الدكتورة تقية فضائل أستاذ اللسانيات بجامعة صنعاء/ أرجعت سبب قدوم الإمام الهادي واختياره اليمن عما سواها من الأمصار إلى أن أبو العتاهية الهمداني وهو من ملوك اليمن دعاه إلى بلاده بعد أن عصفت الفتن بأهل اليمن في عهد بني العباس وأصبحت متناحرة ومتنافرة وضاق الناس بهذا الحال؛ فتوجه أبو العتاهية الهمداني بمعية علماء وعقلاء وزعماء القبائل إلى الإمام الهادي إلى الحق يحيي بن الحسين ﻻسيما أنهم سمعوا عن رجاحة عقله وسعة علمه وشجاعته وفصاحته وصلاحه وورعه وتقواه وغير ذلك من محاسن الأخلاق.
وشددت فضائل على الدور الذي لعبه الإمام الهادي في ترسيخ الدين الإسلامي من منابعه قائلة “ندرك ذلك عندما نعلم أنه بايع أهل اليمن على منهج يجسد الإسلام قوﻻ وعملا؛ فالحكم والدستور هو كتاب الله وسنة نبيه وأنه ﻻيقعد عن جهاد أبدا بل هو من يتقدم الصفوف ويقودها ضد أعدائها وأن من حقه على الرعية النصيحة والإرشاد في حدود ما أمر الله به وله حق الطاعة ما أطاع الله فيهم و إن خالف أمر الله فلا طاعة له عليهم، وكان يرفع شعار (هل هي إﻻ سيرة محمد أو النار) وعمل على إقامة الحدود المعطلة ولم يعف شريفا لشرفه وﻻ كبيرا لكبره…فالجميع سواء أمام الحق وغير ذلك”.
و أشارت الدكتورة تقية فضائل إلى أن الإمام عرف عنه الشجاعة والإقدام وقد حارب بني العباس سنوات عدة وتغلب عليهم وظهر في اليمن علي بن الفضل القرمطي الذي سيطر على أراض شاسعة من أرض اليمن وأفسد أيما إفساد وعانى منه الناس معاناة شديدة وقصد الكعبة ليهدمها فقاتله الإمام الهادي إلى الحق وانتصر عليه.
وأضافت : في الجانب الآخر من شخصية الإمام الهادي اتسم بورعه وتقواه ، بحيث كان يتحرى العدل في حكمه ما استطاع إلى ذلك سبيلا بما أنزل الله ويجلس للحكم بين الناس في الجامع وﻻ يحتجب عن الناس واهتم بالناس وتفقد أحوالهم وأطعم الفقراء والمساكين وأحسن إلى اليتامى. ورعاهم وكان يدور في الأسواق والطرقات فإن وجد طريقا فاسدا قام بتنظيفه وتعبيده و إنارته إن كان مظلما .
واختتمت حديثها بالقول : الإمام الهادي ترك إرثا من عدة مؤلفات تدل على سعة علمه حتى أنها تحظى بقيمة كبيرة لدى علماء المذاهب الأخرى منها الجامع ويسمى الأحكام في الحلال والحرام والسنن والأحكام والمسالك في ذكر الناجي من الفرق والهالك و له رسائل منها الرد على أهل الزيغ و العرش والكرسي وخطايا الأنبياء.
شخصية استثنائية
الأستاذة ابتسام أبو طالب ممثلة الهيئة النسائية بأمانة العاصمة تقول:” نشأة الإمام الهادي عليه السلام وتربيته كانت في أحضان نجوم الهدى من آل محمد عليهم صلاة الله وسلامه بالإضافة إلى أنه ترعرع في البادية مما اكسبه شخصية استثنائية حيث تميز بفصاحته وشجاعته وعلمه الواسع حيث أمده الله بسطة في العلم والجسم المرتبطة بالتقوى والسماحة والعدل حتى مع العدو وهذا جعل له مكانة تحتل القلوب الأمر الذي دفع أهله وأعمامه إلى مبايعته أماما لهم في ذلك الزمان وهو ما يزال في الخامسة عشرة من عمره وتهافت الناس أيضا لمبايعته.
وأضافت ” إن الإمام الهادي عليه السلام قدم الإسلام مشروع سمو مشروع أخلاق مشروع كرامة مشروع عدالة .وجسد مبادئه قولا وعملا وسلوكا وأرسى دعائم الحق والعدل والقسط. كان عليه السلام ينطلق من فهمه العميق لمعنى العبودية لله مقتديا بآل بيت النبوة ومثلَّ بحق امتداداً فعلياً لحمل المشروع الرسالي الإلهي الذي بلغه خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم
وعن المواقف العظيمة التي خلدها التاريخ ليعرفنا بشخصية الإمام زيد عليه السلام.
وبينت ابتسام أبوطالب على ذلك بمثال قائلة “أن من مواقفه العظيمة انه عندما قدم إلى اليمن لبث فيها فترة بسيطة فوجد أن أهلها لديهم بعض المخالفات لبعض الأوامر الشرعية.
ثم عاد إلى اليمن مرة أخرى بعد أن حل بأهلها البلاء وشملتهم الفتن وانقطع الغيث ويبس الزرع بعد أن حضر إليه وفد يحمل إليه كتابا من جميع قبائلها يخبرونه فيها بتوبتهم ليلبي تلك الدعوة ويعود إلى اليمن وهذا المثال نضربه هنا حتى يفهم الناس أن الإمام الهادي رفض أن يداهن اليمنيين في أخطائهم بل اتخذ موقفاً كانت ثمرته أنهم عادوا إلى الله برغبتهم وتيقنهم من أنهم كانوا في طريق الضلال “.
ومضت أبو طالب بالقول : إحدى القرائن التي تدل على ورعه وتقواه إنه عندما قدم لليمن مرة أخرى كان يدعو الناس إلى بيعته وهو يعاهدهم قائلا: الحكم بكتاب الله ونهج نبيه وال بيته صلوات الله عليه وآله وسلم.
.الأثرة على نفسي فيما جعله الله بيني وبينكم أو آثركم ولا أتفضل عليكم وأقدمكم عند العطاء قبلي وأتقدم قبلكم عند لقاء عدوي وعدوكم بنفسي واشترط عليكم لنفسي اثنين: النصيحة لله سبحانه لي في السر والعلن والطاعة لأمري في كل حالاتكم ما اطعت الله فيكم فإن خالفت طاعة الله عز وجل فلا طاعة لي عليكم».
وفي سياق متصل بالحديث عن انعكاس عودة الإمام الهادي إلى اليمن على واقع اليمنيين بدأت الناشطة الثقافية أمة السلام القاسمي حديثها بالقول ” عمل الإمام الهادي منذ لحظة وصوله على إنهاء النزاع الدائم بين القبائل وركز جهوده على إنهاء حالة النزاع ، واصلح بين القبائل المتناحرة، ومضى في مشروعه السياسي وضم المناطق من شبام إلى صنعاء وذمار وامتدت دولته من نجران شمالا إلى عدن جنوبا، ناشرا فيها معالم الدين ومقيما العدل والقسط في أهلها مجاهدا الظلم والظالمين والمنحرفين من القرامطة بقيادة علي بن الفضل الذي ادعى النبوة وأحل نكاح البنات والأخوات وشرب الخمور وكان يبيح لجنوده نهب الأموال وسبي النساء وفعل كل محرم.
فقاتلهم وانتصر عليهم وحرر صنعاء من تحت أيديهم، فقدم شهادة على عظمة الدين الإسلامي بإقامة العدل وإحياء المبادئ المحمدية فكان يتعامل مع السلطة على أنها تكليف ومسؤولية وخدمة للناس “.
ونوهت القاسمي إلى بأسه في مواجهة الظلم بقولها ” الإمام الهادي كان شديدا في مواجهة الطغيان وإقامة العدل ورفع الظلم والقصاص من الظالمين وكان يقول : (والله ماهو الا الحكم بكتاب الله أو الخروج من الإسلام والله لو قام حد على بني القاسم لأخذته منهم) .
لتنهي أمة السلام القاسمي حديثها معنا بهذه العبارات ” لقد كان سلوك الإمام الهادي في جهاده ومعاركه سلوك العالم الفقيه الذي يخرج إلى الجهاد عبادة لله وتقربا إليه وطلبا لرضاه لذلك كان دقيق الالتزام بأحكام القران وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم “.