وضع الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى خلال الاجتماع الذي جمعه مع أمين العاصمة ومحافظي المحافظات النقاط على الحروف فيما يتعلق بالمسار العام للدولة ومؤسساتها وقطاعاتها المركزية والمحلية خلال المرحلة المقبلة والتي تمثل برنامج عمل دائم يجب الالتزام والتقيد به وعدم التهاون والتقاعس بشأن تنفيذه ، وأظهر في كلمتة التوجيهية التي ألقاها في الاجتماع جملة من الاهتمامات والأولويات التي يجب أن تتصدر اهتمامات المحافظين ومدراء المديريات وفي مقدمتها التركيز على التخطيط السليم قبل تنفيذ أي مشاريع أو القيام بأي مبادرات أو خطوات عملية ، بحيث يتم التنفيذ وفق الخطة المعدة سلفا وبحسب برنامجها المزمن بعيدا عن العشوائية والعمل الإرتجالي غير المدروس ، لضمان نجاح وتميز تلكم المشاريع والبرامج المنفذة وفق المواصفات والمضامين المعتمدة في الخطط السنوية ، وهذا لن يتأتى إلا من خلال التدريب والتأهيل للجهاز الإداري من أعلى الهرم الوظيفي إلى أدناه ، و الذي سيمكن كل مسؤول من معرفة المهام المنوطة به والصلاحيات المتاحة له ، والقوانين واللوائح المرتبطة بعمله والتي يجب عليه التقيد والالتزام بها وعدم تجاوزها ، فالمرحلة لم تعد تحتمل الاجتهادات الخاطئة والقرارات المزاجية غير المدروسة
الرئيس المشاط حث على التقييم المستمر لمستوى أداء المسؤولين وكافة العاملين والعمل على معالجة أوجه القصور ومكامن الخلل أولا بأول ، والعمل الجاد والمثمر في مكافحة الفساد وكافة الظواهر التي يتحمل المواطن تبعاتها ونتائجها ويدفع ثمنها ، مؤكدا على أن المسؤولية عبارة عن تكليف لا تشريف ومغرم لا مغنم ، وأن المسؤولية الموكلة للمحافظين ومدراء المديريات ليست مجرد التوقيع على الشيكات وإصدار قرارات التعيين بقدر ما هي الحرص على خدمة المواطنين و القرب منهم وتلمس أوضاعهم وحل مشاكلهم ، من خلال فتح مكاتبهم وتلقي شكاويهم والاستماع إليهم ، والعمل على سرعة الفصل فيها وإنصاف المظلومين والعمل على تحسين مستوى الخدمات والإسهام في تنمية المجتمع في مختلف المجالات بحسب الإمكانيات المتاحة مع التأكيد على ضرورة الاستفادة من المشاركات والمبادرات المجتمعية وتوجيهها لخدمة المجتمع وضمان فاعليتها وديمومتها وضمان عدم تعثرها مستقبلا .
كل تلكم التوجيهات الرئاسية من شأن ترجمتها على أرض الواقع إحداث نقلة نوعية في مستوى الأداء المؤسسي على مستوى دواوين الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية والمحافظات والمديريات ، ولكن مشكلتنا تكمن في تنفيذها .
الرئيس وضع النقاط على الحروف ، والكرة في ملعب المحافظين ومدراء المديريات للعمل على تنفيذ التوجهات المرحلية ذات الصلة بتحسين مستوى الأداء وترجمتها على أرض الواقع ليلمس المواطن أثرها ، لا مجال بعد اليوم لاحتجاب المسؤولين عن المواطنين داخل مكاتبهم وإغلاق هواتفهم ، فالمنصب الذي أنت فيه أيها المسؤول منح لك للقيام بخدمة المواطنين لا للتعالي عليهم والاحتجاب عنهم واستعراض العضلات عليهم بالمرافقين ، أنت تحت المجهر وهناك من يمتلك القدرة والكفاءة على الأداء والعطاء أكثر منك ، وإذا كنت غير مؤهل للقيام بذلك ، فمن الأشرف لك تقديم استقالتك وترك المجال لغيرك ، فالمرحلة مرحلة بناء وبذل وعطاء ومواجهة .
بالمختصر المفيد : توجيهات الرئيس المشاط بحاجة إلى تقييم و متابعة رئاسية وحكومية لمعرفة مدى التزام المسؤولين والمحافظين ومدراء المديريات بها وقيامهم بتنفيذها ، والعمل على تطبيق مبدأ الحساب والعقاب في حق كل من يثبت عدم التزامهم بالتوجيهات الرئاسية ، ليلمس المواطن فاعليتها وأثرها ، ويدرك بأن توجيهات وتوجهات القيادة السياسية ليست عبارة عن تصريحات صحفية ، ودعاية إعلامية ، وإنما هي أقوال تطابقها الأفعال ، اقتداء وتأسيا بالقيادة الثورية التي يمثلها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .