عشرات القتلى والجرحى في تفجير انتحاري قرب مطار كابول

اتفاق سلام بين طالبان والتحالف الشمالي في بنجشير

 

 

بلينكن: اتصالات مباشرة مع 500 أمريكي يريدون إجلاءهم من أفغانستان

كابول/
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية، أمس، وقوع انفجار في محيط مطار كابول، وذلك بعد ساعات من تأكيد بريطانيا ورود معلومات استخباراتية تؤكد وقوع هجوم وشيك على المطار، ما عطل عمليات الإجلاء.
وأوضح “البنتاغون” أن “انتحاريا فجر نفسه عند مدخل مطار كابول الشمالي”.
وقال المتحدث باسم البنتاغون على تويتر، إن عدد ضحايا الانفجار في محيط المطار “غير واضح في هذا التوقيت”.
غير أن شبكة الجزيرة … نقلاً عن مصادرها- ذكرت أن أكثر من ثلاثة عشر شخصاً لقوا مصرعهم، بالإضافة إلى عشرات الجرحى .
وأفادت وكالة رويترز بأن وزير الدفاع الأميركي أطلع الرئيس جو بايدن على تفاصيل الانفجار .
ونصحت السفارة الأمريكية في كابول عبر تحذير أمني أصدرته يوم الأربعاء الأمريكيين بعدم الذهاب إلى مطار كابول، كما دعت الأمريكيين المتواجوين بالفعل عند بوابات المطار إلى المغادرة على الفور.
ولم يذكر التحذير الذي نشرته السفارة على موقعها على الإنترنت سبباً لإصداره، جاء ذلك بعد تحذيرات من الرئيس الأمريكي جو بايدن ومسؤولين آخرين في الإدارة من تهديد تنظيم داعش لعمليات الإجلاء بينما تتجمع تحشود على بوابات المطار في محاولة يائسة للمغادرة في أعقاب سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.
بدورها قالت وزارة الخارجية البريطانية الأربعاء إنها نصحت بعدم السفر لأي سبب إلى أفغانستان مضيفة أن الوضع الأمني في البلاد لا يزال مضطربا وأن هناك “توقعاً كبيراً لوقوع هجوم إرهابي”.
وقالت في بيان “مكتب الخارجية والكومنولث والتنمية ينصح بعدم السفر لأي سبب لأفغانستان. ينبغي ألا تسافروا لأفغانستان”، وأضاف البيان “الوضع الأمني في أفغانستان لا يزال مضطربا. هناك تهديد مستمر وكبير بوقوع هجوم إرهابي”.
وأفادت قناة Geo TV الباكستانية بأن حركة “طالبان” وقوات التحالف الشمالي المعارض لها توصلا إلى اتفاق يتيح تفادي التصعيد العسكري في ولاية بنجشير في أفغانستان.
ونقلت القناة عن مصادر مطلعة تأكيدها أن الطرفين بموجب الاتفاق الذي توصلا إليه أمس الخميس تعهدا بعدم مهاجمة أحدهما الآخر.
وأشارت مصادر القناة إلى أن الاتفاق أبرم بعد لقاءات عقدت بين وفدين من “طالبان” والتحالف الشمالي خلال اليومين الأخيرين في مدينة شاريكار، مركز ولاية بروان الأفغانية.
ومن المتوقع- حسب القناة- أن يتم الإعلان رسميا عن اتفاق السلام بين الطرفين أثناء مؤتمر صحفي سيعقده قادة “طالبان” والتحالف الشمالي.
ولا تزال بنجشير آخر ولاية لا تخضع لسيطرة “طالبان” في أفغانستان، وتتواجد هناك مجموعة ملموسة من القوات تحت قيادة أحمد مسعود، نجل القائد الميداني الراحل أحمد شاه مسعود المعروف بـ”نجل بنجشير”.
وأبلغ بلينكن الصحافيين أنّ 4500 مواطن أميركي على الأقلّ من أصل 6 آلاف أرادوا مغادرة أفغانستان قد تركوها بالفعل.
وقال إنّ المسؤولين على “اتّصال مباشر” مع 500 أميركي آخرين يريدون المغادرة، وقد قاموا بتزويدهم بـ”تعليمات محدّدة حول كيفية الوصول إلى المطار بأمان”.
وأضاف أنّ المسؤولين “يتواصلون بشكل مكثّف” مع الألف أميركي المتبقّين “لتحديد ما إذا كانوا لا يزالون راغبين بالمغادرة”.
ولفت بلينكن إلى أنّ “البعض ربّما غادروا البلاد”، أو “ادّعوا أنّهم أميركيون ولكن تبيّن أنّهم ليسوا كذلك. وربما اختار البعض البقاء”.
وقال “من بين الألف تقريباً، نعتقد أنّ عدد الأميركيين الذين يسعون للحصول على مساعدة لمغادرة أفغانستان أقلّ بكثير”.
وأكّد بلينكن أنّ طالبان وافقت على السماح للأميركيين والمواطنين الأفغان المعرّضين للخطر بالمغادرة بعد انسحاب القوات الأميركية في 31 أغسطس.
وقال “أعطت طالبان التزامات علنية وخاصة لتوفير ممرّ آمن للأميركيين ورعايا دول أخرى والأفغان المعرّضين للخطر الذين سيغادرون بعد 31 أغسطس”.
وأضاف “لديهم مسؤولية عدم الإخلال بهذا الالتزام وتوفير ممرّ آمن لأيّ شخص يرغب في مغادرة البلاد، ليس فقط طوال مدّة مهمة الإجلاء والتوطين الخاصة بنا ولكن في كلّ يوم بعد ذلك”.
وردّاً على سؤال بشأن ما يتم عمله لإبقاء مطار كابول يعمل بعد مغادرة القوات الأميركية، قال بلينكن إنّ دول المنطقة تبحث “ما إذا كان بإمكانها لعب دور ما لإبقاء المطار مفتوحاً”.
وقال “لقد أوضحت طالبان أنّ لديها مصلحة قوية في أن يكون لديها مطار عامل”.
وردّاً على سؤال حول العلاقة المستقبلية مع طالبان، أوضح بلينكن أنّ الولايات المتحدة تحكم على تعاملها مع أيّ حكومة تقودها طالبان في أفغانستان “على أساس مقترح بسيط واحد: مصالحنا”.
وقال “طبيعة أية علاقة تعتمد على تصرفات وسلوك طالبان”، مشيراً إلى وجوب أن تتمسّك الجماعة الأصولية “بالحقوق الأساسية للشعب الأفغاني” وعدم السماح باستخدام البلاد “منصّة لشنّ هجمات إرهابية”.
وأضاف “إذا أوفت طالبان بالتزاماتها بالسماح للأشخاص الذين يريدون مغادرة أفغانستان بالرحيل، فهذه حكومة يمكننا التعاون معها”.
لكنّه حذّر من أنّه “إذا لم يحدث ذلك، فسوف نحرص على أن نستخدم كلّ أداة مناسبة في متناولنا لعزل تلك الحكومة، وكما قلت من قبل، فإنّ أفغانستان ستكون منبوذة”.

قد يعجبك ايضا