الكلاب المسعورة تتجول في الشوارع

طاهر محمد الجنيد

 

 

طفل يمشي خلف أبيه وعلى حين غرة يلحقه كلب فيدمي ساقه ويجتمع الناس حوله ويتم إنقاذه من براثن الكلب بعد جهد وعناء كبير، ويتحول الأمر إلى كارثة خاصة إذا توجهت لإسعاف المصاب من عضة الكلاب المسعورة، فلا بد من إحضار الكلب، وأخذ ترياق للمصاب من دمه وإلا فإن النتائج ستكون كارثية يعاني منها الأب والابن والأسرة بكاملها، خاصة في مواسم الأمطار وخطورة ترك القمامة في الشوارع ما يؤدي إلى تجمع الكلاب حولها والتعرض لكل أنواع الأمراض والفيروسات والميكروبات التي تؤدي إلى توسع مساحة الضرر من خلال هذه الكلاب المسعورة التي لا يمكن السيطرة عليها، وكف أذاها ما لم تتواكب الجهود ابتداءً من وزارة الصحة والداخلية والأمن والمواطنين للحد من هذه الظاهرة الخطيرة..
طفل آخر يمشي في الشارع وعلى مقربة من اللجنة الدائمة في الحصبة تلاحقه كلاب متوزعة الأدوار، وبينما يهم بقطع الشارع ينقض عليه كلبان مسعوران وفي وضح النهار، لكن عناية الله، وتواجد المارة منعا الكلبين المهاجمين من إيذاء الضحية الذي كان يمشي وحيداً، إلا أنه أصيب ببعض الإصابات في أنحاء متفرقة من جسده، لكن الكلبين المسعورين يواصلان رحلتهما وسط المارة وكأن شيئاً لم يحدث، وليست هذه المرة الأولى التي يواجهها هذا الطفل البريء من قبل هذه الكلاب المسعورة، ولا هو آخر طفل يتعرض للأذى منها، فقد طال أذاها وتوسعت دائرة أضرارها في كافة مناطق وأحياء أمانة العاصمة، ورغم عدم وجود إحصائية بعدد الذين تعرضوا لعضات الكلاب المسعورة، إلا أن زيارة لأحد أقسام الجراحة في المستشفى الجمهوري أو الثورة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يكاد يمر يوم إلا وترد إلى المستشفيات ضحايا كثر لا يعلمهم إلا الله..
إن داء الكلب المسعور خطير من نواح شتى، أولها وأهمها: أنه لا توجد إبر شافية لهذا الداء في المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى أنه لا بد من إحضار الكلب المسعور وأخذ ترياق للمريض من دمه ما يعني أن تستمر الملاحقة وسط الأزقة والشوارع وفي الزحام وهو ما يعد من المستحيل نوعاً ما، فالإمساك بكلاب الشوارع المسعورة ليس بهذه السهولة ، وكما يقال في دوائر الصحة: ” الوقاية خير من العلاج”، فإذا افترضنا أن تكلفة الشفاء من عضة الكلب المسعور قد تصل إلى مئات الآلاف من الريالات التي قد يستطيع تحملها ذوو الدخل المحدود الذين جارت عليهم الظروف المعيشية والحرب والحصار، فإنه بإمكاننا أن نمنع حدوث مثل هذه الحوادث من خلال قيام وزارة الداخلية والأمن ووزارة الصحة، وبتعاون المواطنين في القبض على الكلاب المسعورة، والتخلص منها ، وقد كانت هناك قبل فترة حملة للقضاء على الكلاب المسعورة، وفجأة اختفت وها هي الظاهرة تعود بقوة إلى الشوارع وكأن شيئاً لم يحدث..
إننا كمواطنين نهيب بالجهات المسؤولة سرعة التصرف قبل أن يستفحل الداء العضال، يكثر الضحايا خاصة أن المواطنين الأبرياء والمساكين هم الشريحة الأكثر تعرضاً لهجمات الكلاب المسعورة، فهل تعي الجهات المسؤولة الأمانة الملقاة على عاتقها، وتقوم بالواجب؟!

قد يعجبك ايضا