ثورة الإمام الحسين عليه السلام إنسانية المبدأ علوية المنهج سامية الأهداف

كربلاء حدث نستلهم منه العبر والدروس أمام متغيرات وأحداث الحياة

 

 

أغلب التحركات النهضوية والثورية التي يمارسها الأفراد المؤثرون (مصلحون، قادة، مفكرون، وطنيون) داخل مجتمعاتهم عبر التاريخ تكون محدودة الهدف والطابع والتأثير، بمعنى أن القصد من قيامها جاء لتغيير واقع معين لفئة معينة ضمن مجتمع أو أمة معينة، ونادراً ما يتحول هذا التأثير المحدد سلفاً ليلامس باقي المجتمعات والأمم الإنسانية الأخرى التي تختلف عن منبع هذه النهضة أو الثورة دينياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً وتربوياً، لكن مع “النهضة الحسينية” الأمر مختلف تماماً؛ لأن الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) لم يخرج ليحقق مطلباً يعود بالفائدة الشخصية له ولمن معه، أو يخصص نهضته لفئة من الناس دون الأخرى، أو سعى لكسب بعض المنافع الآنية منها، بل ركز سعيه لإنقاذ الإنسانية من براثن الاستبداد والتبعية وإرساء الأساس الإلهي للعدل الاجتماعي، وتحرير الناس من عبودية الداخل والخارج، وطلب الإصلاح، وإن ما يميز النهضة الحسينية عن سواها عدد من عناصر القوة والخلود التي تضمنتها وحولتها إلى نهضة لا مثيل لها ولا نظير في سجل الإنسانية الحافل بالأحداث والمتغيرات نستعرض أبرزها في السطور القادمة:

الثورة  / أحمد حسن

وضع الإمام الحسين (ع) -ومنذ اللحظة الأولى لانطلاقة نهضته الإنسانية المباركة- أمام ناظريه معادلة (المجتمع الإسلامي كهدف أسمى للنهضة) وكيفية إرجاع الروح الإسلامية إلى جسده الميت، نتيجة الكثير من العوامل الظاهرة- والموجودة في المعسكر المقابل- التي كانت تعيق إيصال رسالة الإمام الحسين (ع) في إعادة الروح إلى جدث الأمة الإسلامية وإرجاعها إلى المجتمع بصورة لا شائبة فيها.
فالأمة الإسلامية في نهضة الإمام الحسين(ع) تمثل فرصته السانحة التي من خلالها أراد- الإمام الحسين (ع) لمشروعه الإصلاحي المتكامل- أن يعيد عملية البناء على أسس سليمة، أو بمعنى آخر إرجاع البناء إلى قواعده الأساسية، وأعني بها القواعد المحمدية التي شهدت تراجعاً كاملاً مطلع العام 61هـ، حينما وصل المشروع الأموي الهدام إلى آخر درجات الانحطاط، وصلت معاوله الهدامة إلى ذروتها، ومن أجل ذلك أعلن -عليه السلام- إن خروجه النهضوي لـ: (طلب الإصلاح في أمة جده رسول الله “ص”….)، ذلك أن الإصلاح الاجتماعي هو السبيل الأوفى لثورة الإمام الحسين (ع) لبناء ما هدمته الفئة المنحرفة وابتعادها عن جادة الصواب.
أما اليوم ونحن نعيش تجدد الذكرى لا يسعنا من هذه النهضة إلا أن نأخذ العبر الشاملة في جميع أبعاد الحياة، وبالخصوص منها الجانب الإصلاحي الاجتماعي؛ لأن هذه النهضة أصبحت محط أنظار الأفراد في العالم أجمع، بغض النظر عن لونهم وجنسهم ومذاهبهم، فهذا غاندي -قائد الثورة الهندية في ثورته البيضاء أعلنها علانية على أن النصر الذي حققه في الهند، والذي قاده بالتالي إلى تحريرها من السيطرة الإنكليزية التي دامت أكثر من خمسة قرون لم تتحقق إلا بفضل استيعاب الدرس الحسيني المتمثل في الموقف الصلب بوجه العتاة الظالمين قال قولته التي طبقت الأفاق: (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر)، ومن هذه الدروس التي نتعلمها اليوم من النهضة الحسينية ما يلي:-
الإنسانية
يقول الآثاري الإنجليزي ـ وليم لوفتس: “لقد قدم الحسين بن علي ابلغ شهادة في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة”، نعم إن نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) كانت نهضة إنسانية وفي سبيل الإنسان مهما كان مستواه الفكري والاجتماعي ومهما اختلف دينه ولونه وجنسه وقوميته وعاداته وتقاليده، فهي قريبة من وجدان الجميع، وقد لامست هموم وتطلعات كل إنسان يسعى للحرية والانعتاق من القيود المصطنعة، لأنها كسرت حواجز السلطة والاستبداد، ومحت الخطوط الحمراء التي استهدفت الفقراء والمستضعفين، وساهمت في بناء فكر جديد وقادة ومصلحين وأحرار كان مثلهم الأعلى الإمام الحسين (عليه السلام).
الإصلاح
يقول الإمام الحسين (عليه السلام) في إحدى خطبه التي وجهها لمن جاء يقاتله طمعاً في غنيمة أو منصب أو رضى السلطان: “لم اخرج أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص) أريد أن آمر بالمعروف، وانهي عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي”، والإصلاح هو المبدأ الذي سار عليه الإمام الحسين (عليه السلام) منذ البداية وحتى وقت استشهاده، وقد كانت هناك الكثير من الطرق التي يمكن أن يسلكها (عليه السلام) لتجنب استشهاده، بل وحصوله على الكثير من المغانم الدنيوية، والتي رفضها رفضاً قاطعاً ومضى إلى طريق الإصلاح.
المستقبل
صحيح أن واقعة الطف الرهيبة لم تحسم على المستوى العسكري لصالح الإمام الحسين (عليه السلام) وانتهت باستشهاده واهل بيته وأصحابه وسبي عياله، لكنها حققت انتصار الأهداف التي خرج من أجلها (عليه السلام)، وأحد أهم هذه الأهداف هو أن النهضة الحسينية لم تكن من اجل الماضي أو الوقت الذي استشهد من أجله (عليه السلام) فقط، لأنه كان يعلم باستشهاده ومن معه جميعا، وإنما كانت للمستقبل أيضاً، لذلك كانت وما زالت نبراساً ومثالاً لجميع الطامحين للتغيير أو التجديد أو الإصلاح وهم يستلهمون من هذه النهضة الحسينية الخالدة.
المبدئية
إن وضوح المبادئ التي خرج من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام) وعدم التراجع عنها حتى اللحظة الأخيرة من استشهاده وجميع من خرج معه من أهل بيته وأنصاره كانت كفيلة بكل الاعتزاز والفخر والعظمة التي نالتها واقعة الطف الأليمة، وهذه المبدئية والثبات عليها هي التي أثرت وأذهلت الجميع وهزت وجدان وضمير الشخصية المسلمة على وجه الخصوص، لذلك ترى المستشرق الأمريكي غوستاف غرونييام يؤكد على: “أن واقعة كربلاء ذات أهمية كونية، فلقد أثرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين، الرجل النبيل الشجاع في المسلمين تأثيراً لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى”.
الإيثار
من أروع الكلمات التي قالها الشهيد السعيد أية الله السيد حسن الشيرازي (رحمه الله) حول إيثار الإمام الحسين (عليه السلام) وتجرد النهضة الحسينية من أي معنى من معاني الأنا أو المطالب الشخصية قوله: “عاشوراء حدث جسد مبداً، فهي ثورة الحق المكبوت على الباطل الطاغي، وتلاشت المواصفات الفردية فيه؛ لأن الإمام الحسين عليه السلام صاغه صياغة بعيدة عن أية ظلال للأنانية، بشكل يبدو مبداً محصناً لا حدث فيه، فأصبح مستمراً في كل مظهر من مظاهر ثورة الحق المكبوت على الباطل الطاغي، فعاشوراء مستمر لا يمكن مسحه من ذاكرة الحياة مع بقية مبادئ الكون التي لا تنمحي من ذاكرة الحياة”، وكذلك كان الإمام الحسين (عليه السلام) طوال حياته ووقت استشهاده.
التجديد
في كل وقت وزمان نحتاج إلى الإمام الحسين (عليه السلام) ليحارب الجاهلية والتخلف ويجدد في دمائنا وعقولنا ثورة الإصلاح ضد الباطل والاستبداد والفساد والجهل والظلم، لذلك فإن فكر الإمام الحسين (عليه السلام) ونهضته الخالدة تتجدد مع كل جيل تواق للحرية وفي كل زمان يحتاج إلى الإصلاح ولا يطلبه أو يجده سوى في ديوان الإمام الحسين بن علي (عليه السلام)، وقد ذكر المرجع السيد صادق الشيرازي (دام ظله) في إحدى كلماته التي استقبل بها قدوم شهر محرم الحرام هذا المعنى بقوله: “إن العالم اليوم بحاجة إلى الاستنارة بنور الإمام الحسين أكثر من قبل، فجاهلية اليوم أشد وأعنف وأوسع من الجاهليّة الأولى.
الطهر في النفس بتطهير العقول عن العقائد الفاسدة والطهر في الفكر بتطهير الأدمغة عن الأفكار السيئة والطهر في السلوك بطرد رذائل الأخلاق عن الممارسات، والطهر في اللسان واليد وسائر الجوارح بالالتزام بما ينبغي، والاجتناب عمّا لا ينبغي ولنبدأ بتطهير أنفسنا، ثم بتطهير المجتمع الصغير (البيت، والأقرباء، والعشيرة) والمجتمع الكبير (المدينة والمنطقة) والمجتمع الأكبر(العالم) عن جميع مظاهر الفساد والضلال.
الشمولية
إن شمولية النهضة الحسينية أسست وعبدت الطريق أمام جميع من يسعى للتغيير أو الإصلاح أو تطبيق العدالة الاجتماعية أو مقارعة الظلم والجهل والتخلف، أو محاربة الاستبداد والفساد، فالإمام الحسين (عليه السلام) قدم كل شيء يملكه، أو كما يقول الإمام محمد الشيرازي (رحمه الله): “لقد ضحى الإمام الحسين عليه السلام بكل شيء؛ النفس: فقتل، الأهل: فقتلوا وسبوا، الأموال: فانتهبت، السمعة حتى لعن وسمي خارجيا، فاللازم عدم الخوف حتى من تحطم السمعة في طريق الإصلاح”، من اجل أن ينهل الجميع من عطائه من دون حدود أو قيود، فقد أعطى دروسا وعبرا للجميع بعد أن شاركت المرأة إلى جانب الرجل، والشاب إلى جانب الكهل، والحر إلى جانب العبد، والأسود إلى جانب الأبيض، وحتى الطفل الرضيع في صناعة هذه النهضة الخالدة، حتى قال عنها الكاتب المسيحي انطوان بارا: “لم تحظ ملحمة إنسانية في التاريخين القديم والحديث، بمثل ما حظيت به ملحمة الاستشهاد في كربلاء من إعجاب ودرس وتعاطف، فقد كانت حركة على مستوى الحدث الوجداني الأكبر لأمة الإسلام، والتي لولاها كان الإسلام مذهباً باهتا يركن في ظاهر الرؤوس، لا عقيدة راسخة في أعماق الصدور، وإيماناً يترع في وجدان كل مسلم”.
إن الإمام الحسين (عليه السلام) خرج من اجل إسعاد البشرية وتحريرها من الفكر الضيق الذي أراد رسمه الحاكم المستبد ليسلب الإنسان ما منحه الله (عز وجل) من التكريم والتفضيل (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى? كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) الإسراء: آية (70)، ويحوله إلى تابع ذليل منقاد لا يملك لنفسه أو لغيره أي حول أو قوة، لكن ما يؤسف له أن الكثير، وخصوصاً من المسلمين، قد ابتعد أو تناسى عظمة الدروس التي تقدمها لنا النهضة الحسينية ومدى الاستفادة التي يمكن أن نتحصل عليها من الاطلاع على أسرارها وعبرها وأهدافها، وكما يقول الإمام السيد محمد الشيرازي (رحمه الله): “من المؤسف حقاً أن كثير من المسلمين -وحتى في هذه العصور المتطورة نسبياً- لا يطلعون على تاريخ أئمة أهل البيت (ع) الأمر الذي جعلهم يتخبطون في مغالطات كثيرة”، لذلك ينبغي ان نسعى بجد وإخلاص إلى الاستفادة القصوى من كل ما يتعلق بهذه النهضة المباركة وتبيان عظمتها والتعرف عليها عن قرب من خلال:
التوعية
إن الإصلاح في الثورة الحسينية يعني توعية الأمة في عدم ابتعادها أو انحرافها عن الخط المستقيم الذي يمثل جانب الحق، وهو منهج من مناهج الإسلام الأخلاقية التي خطها الرسول (ص) وأهل بيته من بعده، فنهضة الإمام الحسين(ع) كلُ لا يتجزأ، وإنما عمدنا لدراسة جانب واحد منها هو لغرض التسهيل ليس إلا، فقول الإمام الحسين(ع): ( إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله محمد “ص” لآمر بمعروف وأنهى عن منكر)، تعني أنه هو الشخصية المؤهلة لقيادة الواقع في كل قضايا الأمة ومنها الاجتماعية لشدة ما كان يثق بنفسه من جهة وشدة ثقة المجتمع به من جهة ثانية حتى ولو كان على المستوى البعيد، فتغيير القيادة الفاسدة إلى قيادة صالحة تطبق الإسلام كله وتتحرك على أساس العدل كله، وتطرد الفساد في جميع مجالاته من الحياة هي: نهضة اجتماعية، وهي بكل مكوناتها وأسبابها ونتائجها موجودة في نهضة الإمام الحسين(ع)، الأمر الذي جعل احد علمائنا الذين اغنوا المشهد الحسيني بالمزيد من الكتب والبحوث والدراسات وهو الإمام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي قد قال: (إن فلسفة الحركة الحسينية في عاشوراء تكمن في أنها إحياء الإسلام، وإرجاع القرآن إلى الحياة)(1)، وهذا يعني أن الحركة الحسينية بالنسبة للإمام الشيرازي لم تكن مجرد حركة منبثقة عن معركة حامية الوطيس بين الإمام الحسين (ع) ويزيد اللعين، وإنما هي حالة صراع بين تيارين يمثلان كمال الخير وكمال الشر، فالإمام الحسين)(ع) هو الدين الكامل والقانون الشامل الذي يضمن للإنسان الارتقاء بإنسانيته إلى مستوى تحمل المسؤولية الفردية أمام ما تقتضيه المسؤوليات والواجبات الجماعية في ظل تعاليم خاتمة الرسالات الموجهة إلى بني آدم أجمعين.
حقائق أخرى
من خلال ما سبق نجد أن المشروع الاجتماعي النهضوي الإصلاحي للإمام الحسين (ع) يكون في تأكيده على مجموعة من النقاط يمكن أن نجملها بالأمور الآتية:
– النهضة الحسينية هي التجسيد الحقيقي للكثير من المفهومات والقيم الإنسانية النبيلة في الحياة كالتضحية والعدالة والحق والحرية والرفعة الإنسانية من أجل هدف أسمى وأوسع.
– التأكيد على أن النهضة الحسينية الإصلاحية قد اتخذت في تحديد غايتها تحقيق مصداق قول الله سبحانه وتعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) فجهاد الحسين (ع)- (هو امتداد لحركة الأنبياء الجهادية).
– إن النهضة الحسينية هي الوريثة الشرعية للرسالة الإسلامية المحمدية، لذلك فأن واقعها الحركي وغاياتها الإنسانية الشاملة حولتها من ثورة إسلامية إلى ثورة عالمية لا تستطيع الحواجز القومية أو الاعتبارات العرقية أن تصمد أمام عنفوانها وأهدافها الإنسانية السامية.
أما عن أهمية الأهداف الإصلاحية التي حققها الإمام الحسين في النهضة الاجتماعية التي قادها سنة 61هـ، فيمكن أن نلمس بقاءها إلى يومنا هذا حيث عدّها: مكوناً أساسياً وأصيلاً في مسيرة الإمام الحسين(ع) لتحقيق النهضة الشاملة في مجالات الحياة كافة، سواء كانت سياسية أم اقتصادية، فهي محور العمل النهضوي الرسالي، وهي فرصة ذهبية في إصلاح الأمة وإعادتها من الضلال المبين إلى الصراط المستقيم.
– والنهضة الحسينية تكمن أهميتها في استنفار دائم للإنسان كي يعيش في كل لحظة من عمره حالة الاستعداد الدائم لمواجهة الباطل والشر إينما وجد وفي أي عصر كان، لأن الحياة بمتناقضاتها تتطلب من المؤمن الحقيقي أن يكون كل يوم عنده (عاشوراء وأن تكون كل ارض له كربلاء).
– التأكيد على أن ثورة الإمام الحسين(ع) انطلقت من أجل تصحيح المفاهيم التي انحرفت في أذهان الناس، والتي انحرف الواقع من خلالها مصداقاً لقوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وهذا هو ما أعطى لهذه النهضة الدوام والاستمرار إلى يومنا هذا.
– وتتجلى أهمية الإصلاح الاجتماعي في نهضة الإمام الحسين(ع) في أنه حول هذه النهضة إلى مركز لبث الإيحاءات والإشعاعات التحررية – إلى الشعوب المضطهدة- التي تدعو إلى التغيير والثورة على الواقع الفاسد والتمرد على الاستسلام للواقع حتى إن تطلب ذلك التضحية بالنفس كما فعل الإمام الحسين وأهل بيته (ع) في واقعة كربلاء.
– وأخيراً فأن الملمح الاجتماعي المهم الذي أراد الحسين(ع) في ثورته الإصلاحية تبيانه للعالم اجمع هو أن المؤمنين إخوة؛ لأن نهضته لا تعترف باللون الأبيض ولا الأسود، وحركته لا تعترف بقومية دون أخرى، وإنما كل الألوان وكل القوميات تسقط أمام ثورته وحركته لأن نهضته كانت من أجل الله ومن أجل كرامة الإنسان أينما كان فهو (ع) المحيي لشريعة جده (ص)، وجده بعث للناس كافة وكان رحمة للعالمين.

قد يعجبك ايضا