د. احمد علي الهارب
يا سِبطَ طه.. ما الحياةُ بأَخْلَقِ
إنْ زادَ مُنْكَرُها وخيرُكَ يَسْبِقِ
أوَليسَ جَدُّكَ مَن أحَلّ حَلالَها
وعلى الحرامِ أحَدَّ سيفاً أَبرَقي!
ها أنتَ ما أرداكَ سيفُ جُحودِها
وهُداكَ روحٌ لا تموتُ.. فهل يقي
مَن عاشَ في ذُلِّ الحياةِ مَماتُهُ
عن ذُلِّ آخِرَةٍ وشَرٍّ مُحْدِقِ؟!
يا قلبَ فاطمةَ البتولِ وقد ذَرَى
وجعاً بِـ طه مِن جِراحِكَ أعمَقِ
و عِدَاكَ تَلْبَسُ دِينَهُ في لَبْسِها
فَعَدِمْتَ إلّا مِن دِمَاكَ لِتُبْرِقِ
نحو السماءِ ونحو كُلّ مُكَبِّرٍ
لله أعطى ما استطابَ بِمَوْثِقِ
وأبى الحياةَ إذا سَقَت من ظُلمِها
حُرّاً وباطِلُها استفاقَ المَنطِقِ!!
ماذا دَهى الأحياءُ حولك أخلَفُوا
عهداً وريحانُ الرسالةِ يَعبُقِ؟!
وسُؤالُ طه في مَسامعِ وِدِّها
يَجري فيَلقى كُلَّ قَلبٍ أَخرَقِ؟!
سُننُ الإلٓهِ إذا الهدايةُ أُكمِلَت
تَجري المَشيئةُ في العبادِ لِتَفْرُقِ
وقد استبانَ القومُ فَصلَ بيانِهِ
في مثلِكَ امتُحِنُوا.. وأفلَحَ مَن بقي
فاشْهَد على الإيمانِ في أتباعِهِ
فما على الأشهادِ منك بِأوثَقِ
يا مَن رضى دونَ الحسينِ بِزَائلٍ
أخْسَرْتَ وزنَك والعواقبُ أسحَقِ!
لا.. لن تعودَ.. وكم كمثلك في الدُنا
لكنّما الخُسرانُ خُسْرُ المُطْلَقِ!
يا سيدَ الجَنّاتِ.. إن سادوا فما
عُمْرُ الجُناةِ بِمُثْمِرٍ أو مُوْرِقِ
ساروا.. وصاروا في زمانٍ غابرٍ
وبَقيتَ حياً من ثرائك نستقي
حياً تُعَلِّمُنَا الحياةَ وكُنْهَها
وحلاوةَ الموتِ الذي لن نَتّقي
وشَرحتَ للآتينَ كيفَ خَلاصُنا
في ثورةٍ تحيا على الدين النقي
وكَتبتَ درساً إنْ تَعَذّرَ فَهْمُهُ
فَدِمَاك فيهِ مِنَ الحقيقةِ أصدَقِ!
يا سيد الجنات.. كيفَ لأُمَّةٍ
ترجو لِقَاكَ ودَربُها لم يلتقٍ؟!
تَخشَى تَصَفُّحَ ما فَعَلْتَ! وما جرى
عَينُ السلامةِ في حسابِ المُتّقي
أغْضَتْ عيناً أن تراك فأغمَضَتْ
دونَ الحقيقةِ في طريقٍ مُغلَقِ!
يا من تَسَيّدْتَ السماءَ بمُلْكِها
أترى بسوحِكَ من أتاك وما لقي؟!
أترى الذين وقد رأوك مُضَرّجَاً
سكتوا.. وبعضاً إذ رأى لم يُشْفِقِ؟!
في اللهِ ما أَبقيتَ تَتلو للورى
آياً تَجسَّدَ في دِماءٍ تُهْرَقِ
ألزمْتَ دَرسَك من أراد سلامةً
للدينِ أو يلقى الزمانَ المُوبِقِ!
حيّاكَ بارِقُنَا الذي أدرَكتَهُ
حيّاً وقد أعلاك فوق البيرقِ
فاخفُق بنا لترى السواعدَ ترتجي
نصراً عزيزاً أو بنهجك ترتقي
صلى على طه الإلهُ وقد جَرى
هَدْيَاً تَسلسلَ سَلسبيلاً مُغدِقِ
صلى عليك اللهُ ملءَ زمانِنا
لولاكَ ما وَضَحَ الطريقُ المُشرِقِ