في البيضاء جنت على نفسها عناصر القاعدة وداعش ومن ورائها أمريكا و بريطانيا والسعودية والإمارات، لم تستطع تلك العناصر التكفيرية الإجرامية أن تحقق نصرا بتصعيدها الأخير في محافظة البيضاء ، ولم تستطع أن تحمي نفسها ومديرياتها المحتلة من بأس جنود اللّه وأنصاره من أبطال الجيش واللجان الشعبية ، وما إن بدأت تلك العناصر الإجرامية بالتصعيد حتى باشرها مجاهدونا بعمليات ردع كبرى .. عمليات واسعة حرر فيها المجاهدون الأبطال مديرية الزاهر وطهروها وصولاً إلى حدود يافع ، و هي كبرى مراكز تنظيم القاعدة وداعش وآخر معاقلهم، ومديريتي ناطع ونعمان وصولاً إلى حدود شبوة.
وبهذا الإنجاز تعتبر البيضاء شبه خالية من قوى الارتزاق ورغم ما كانت تمتلكه قوى القاعدة وداعش وبقية لفيف الخونة والعملاء من إمكانات كبيرة وأسلحة حديثة ومتطورة جداً ، وما قدمته لهم قوى الطاغوت والاستكبار من دعم في العدة والعتاد والأموال وما قدمته لهم من غطاء جوي كثيف بمختلف أنواع الطائرات الحربية إلّا أن كل تلك الأسلحة الأمريكية الحديثة والمتطورة لم تفلح أبدا ، ولا العناصر التكفيرية ثبتت وصمدت بل لاحقتها الهزائم من منطقة إلى منطقة ومن مديرية إلى مديرية، و بشكل متسارع تهاوت حصونها وأرتابها وتبددت جموعها وقُتل أفرادها بالمئات ، و أُسِر منهم بالعشرات وتلاشت قواها وخسرت أماكنها ومناطقها لأن في البيضاء رجال يرفضون أمريكا وأدواتها وقوى الاحتلال وداعميها وعناصر الإجرام ورعاتها .. رجال ثقتهم بالله واعتمادهم عليه وتوكلهم عليه وثقتهم به، لم يركنوا إلى القوة وكثرة الجموع بل ركنوا على الله الذي لم يخلف وعده ، و هو القائل : « إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد « ، وتحقق النصر وظهر الحق جليا واضحاً وصدع رجال الله بصرخات الموت لأمريكا وأدواتها وعملائها وأدواتها من أعلى قمم جبال البيضاء الشامخة.
هذه العملية العسكرية النوعية الواسعة تحمل في مضمونها الكثير من الرسائل لقوى تحالف العدوان أن المعادلة اختلفت وأن تلك الإمكانات العسكرية والمادية المهولة، وتلك القوى التكفيرية والجموع العميلة الغفيرة والمؤامرات العالمية قد استنفدت كل خياراتها ولم يتبقَ بأيديها شيء وأنه لم يتبقَ إلّا ما بجعبة المقاتل اليمني، وهي طلقات التحرير وعمليات النصر المبين، وهذه العملية العسكرية الواسعة بعد سبعة أعوام العدوان والحصار تكشف ما وصلت إليه قواتنا من تقدم وبناء في كل المجالات العسكرية، و تكشف قدرة قواتنا المسلحة اليمنية على إحباط حداثة تلك الأسلحة المتطورة وتكشف هشاشتها وضعفها وهشاشة وضعف عناصر القاعدة وداعش التي عجزت قوى العالم عن مواجهتها، والتي صورها الإعلام والرأي العام العالمي أنها قوة لاتقهر، والتي ظهرت عاجزة، و فشلت أمام رجال الله في البيضاء فشلاً ذريعاً وتلقت هزائم نكرى في عموم جبهات اليمن .
وبعيداً عن الحديث عن الإنجاز الكبير الذي حققه مجاهدونا في البيضاء والحديث عن أبعاد وتأثيرات هذه العمليات الواسعة على قوى العدوان السعودي الأمريكي أن تعلم أن الشعب اليمني وقيادته وجيشه ولجانه وقبائله وكل أحراره لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تصعيد وممارسات تلك العناصر الارتزاقية الإجرامية الطاغية .. ممارساتها الإجرامية التي تمارسها بحق الشعب اليمني العظيم ، وأن لدى قواتنا الحق كل الحق في الرد والردع و وضع الحد لجرائم الغزاة ومرتزقتهم الخونة ،.ولهذه العمليات تأثيرات واسعة على تحالف العدوان عسكرياً وسياسياً وإعلاميا وهي تعتبر انتصار تاريخي لليمن واليمنيين كافة على كل الأصعدة وهذه التقدمات بفضل الله وعونه انتصارات كبيرة وعظيمة وساحقة، وهذه ثمرة من ثمار التمسك بالهوية الإيمانية والإرادة الصادقة والتسليم المطلق للقيادة الربانية الحكيمة ودليل على أحقية المسيرة وعدالة القضية، وهي الشرارة لتحرير بقية المناطق المحتلة : « بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون «، شبه الله ظهور الحق بالضربة القاسية والقاضية على الدماغ وهذا ما حدث في البيضاء و»قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً” .
وفي غمرة هذه الانتصارات اليمنية لأبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية تتصاعد بشائر الفرح والسعادة بين أبناء بقية المحافظات الخاضعة للاحتلال الذين يحدوهم الأمل لتحرير مناطقهم من قوى الغزو والارتزاق وعصابات الخيانة والعمالة التي عاثت في أراضيهم الفساد وألحقت بهم سوء العذاب وجرعتهم كأس العلقم قتلا وتشريدا ونهبا واغتصابا ، ومع هذه الانتصارات التاريخية في محافظة البيضاء يشيد أبناء اليمن الأحرار بمواقف الشرفاء من أبناء تلك القبائل، والتحية والشكر لكل من يقف إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية وندعوا أولئك المغرر بهم من أبناء تلك المحافظة الذين يقاتلون في صف العدوان بأن يعودوا لديارهم ولهم الأمان، والنصر لليمن كل اليمن، واللعنة على كل غازي ومرتزق عميل ومن نصر إلى نصر قدما قدما حتى تحرير آخر شبر من تراب هذا الوطن والعاقبة للمتقين .