– رسميا فقد بات الدبلوماسي السويدي هانز جروندبرج، هو المبعوث الأممي الجديد (الرابع) الذي يتوقع أن يباشر مهمته في الملف اليمني خلال الفترة القامة، بعد أن تم اعتماده رسميا كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريتش، خلفا للبريطاني مارتن غريفيث، الذي تم ترفيعه- مؤخرا- ليكون مساعدا للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون النزاعات.. ولا ندري ما المعايير التي اعتمدتها الأمم المتحدة لتعيين غريفيث في مثل هذا المنصب الرفيع على الرغم من أنه فشل فشلا ذريعا في إحداث أي اختراق أو انفراجة في الملف اليمني طوال أكثر من ثلاث سنوات!؟
جروندبرج.. هل من جديد؟
ربما كان الشيء الجديد (الوحيد) الذي يحمله الدبلوماسي السويدي هانز جروندبرج، هو جنسيته فقط لا غير، باعتبار أن السويد كانت البلد الوحيد الذي يحسب له النجاح في إحداث ذلك الاتفاق الشهير (اتفاق ستوكهولم) بشأن الحديدة.
غير ذلك.. هل هناك أي جديد يمكن أن يأتي به جروندبرج، علما أنه سبق له العمل في بلادنا كسفير للاتحاد الأوروبي لمدة ثمان سنوات تقريبا؟!
نتمنى أن يأتي المبعوث الأممي الجديد وفي جعبته أي جديد يمكن أن يساعده على النجاح، في ما فشل فيه (سابقوه) جمال بن عم، اسماعيل ولد الشيخ، ومارتن غريفيث..
المطلوب من جروندبرج
أعتقد أن مهمة الدبلوماسي السويدي هانز جروندبرج الأممية لن تكون مفروشة بالورد، حيث تنتظره العديد من العوائق الجديدة، ناهيك عن تلك المعضلات التي عجز نظراؤه السابقون عن فك شفراتها.
وفي اعتقادي أن هناك عدة متطلبات ينبغي أن تتوفر لدى المبعوث الأممي الجديد لكي يحقق النجاح المنتظر منه، نوجزها في الآتي :
-أن يتخلى عن غالبية الطاقم العامل في مكتب المبعوث الأممي في صنعاء، خصوصا المدعو معن بشار .
– أن يبتعد (ألف قدم) عن المبعوث الأمريكي ليندركينج، فأي احتكاك بينهما يعني أن جروندبرج لا يرغب في تحقيق أي نجاح شخصي له أو للمنظمة الدولية التي سمته مبعوثا خاصا لها لحلحلة المعضلة اليمنية.
– على جروندبرج أن يراجع وبكل دقة وحرص ملفات المبعوثين الأمميين السابقين، لكي يقف على مكامن الخلل الذي وقع وفيه كل واحد منهم، إذا ما أراد تحقيق إنجاز في مهمته غير السهلة.
– على جروندبرج العمل وفقا لقناعته الشخصية فقط لا غير، من خلال رفض أي نواع من التنازلات مهما كانت صغيرة أو كبيرة وألا يكتفي بدور ناقل الرسائل بين جميع الأطراف .
– عليه القيام بزيارة الحديدة والاطلاع على آخر المستجدات في أزمة خزان صافر العائم في ساحل البحر الأحمر، كأول مهمة له على أرض الواقع لتفادي حدوث كارثة بيئية باتت وشيكة.
– أن يسارع للعمل على وجه السرعة لمعالجة معضلة الرواتب الخاصة بجميع موظفي الجمهورية اليمنية بشكل عام.
– من المهم جدا أن يتوخى جروندبرج الحذر الشديد في التعاطي مع كل الأطراف ، وذلك من خلال إتباع سياسة الوضوح والشفافية المطلقة، بمعنى أن يقول (للأعور أنت أعور أمامه وفي وجهه) !، عبر تحديد اسم كل طرف يثبت أنه معرقل أو يفتعل الأزمات والعراقيل، وذلك من خلال إحاطته الدورية لمجلس الأمن الدولي.