الوزير والباص الطويل

د. جابر يحيى البواب

 

 

الحديث الدائم والحلم النائم الذي نسمع عنه عند الالتقاء أو الحديث مع أي موظف من موظفي ديوان عام وزارة الشباب والرياضة، هو موضوع المواصلات وتوفير باص لنقل الموظفين من أماكن سكنهم إلى مكان عملهم بمقر ديوان الوزارة الكائن بمدينة الثورة الرياضية، مكان بعيد جدا عن مركز العاصمة والوصول إليه مكلف جدا لدفع أجور التنقل والمواصلات عبر باصات الأجرة، اقل موظف يمكن أن يدفع قيمة مواصلتين على الأقل وغيره أربع إلى خمس مواصلات أي ما يعادل 500 ريال ذهاباً و500 ريال عودة، هذه المعاناة التي يشكو منها موظفو ديون عام وزارة الشباب والرياضة مستمرة معهم منذ ما يقارب الأربع سنوات، لكن تعيين الأستاذ محمد حسين مجد الدين المؤيدي وزيرا للشباب والرياضة بعث الأمل في نفوس الموظفين، خصوصا بعد ما شهدوا بعض المبادرات الطيبة لهذا الوزير والتي كان من ضمنها تفاعله مع موضوع التأمين والمواصلات، فقد كلف مدير مكتبه بالبحث عن أسباب عدم توفير باصات لموظفي الوزارة أسوة بموظفي الصندوق، وتشغيل الباصات المتوقفة أمام بوابة الصندوق وإصلاح باص الوزارة الرئيسي، بل انه قام بنفسه بقيادة احد الباصات التي كان يعتقد أنها معطلة وغير صالحة للنقل والقيادة.
وفي زيارة لنادي العاصمة للفروسية بمقره الجديد بمنطقة ارتل، قاد وزير الشباب والرياضة الباص الذي اعتقد الجميع ولسنوات انه غير صالح وبحاجة إلى الكثير من أعمال الصيانة، حتى يدخل الخدمة ويتولى نقل الموظفين، لكن الوزير اثبت عكس ذلك وقاده من مدينة الثورة الرياضية إلى ميدان الفروسية الرياضي بنادي العاصمة للفروسية في منطقة ارتل، وقام بتفقد أحوال الخيول وأعمال المنشأة الجديدة بهذا النادي المتواضع والذي دمر بعد مرور خمس وعشرين سنة من العطاء والإنجاز في مجال رياضة الآباء والأجداد “رياضة الفروسية” نتيجة تشريد الخيول وإخراج النادي من الأرض المملوكة لأحد رجال الأعمال بمنطقة حزيز، والتي تهاونت الدولة في الأنظمة السابقة ولم تعمل على شرائها وتحويلها إلى ممتلكات الدولة، لتصبح حديقة ونادياً في نفس الوقت.
لقد كان لزيارة الوزير لنادي العاصمة للفروسية الأثر الطيب في نفوس القائمين على النادي، والدافع الحقيقي للاستمرار في الحفاظ على موروثنا الشعبي الأصيل من الخيول العربية الأصيلة، ومواصلة المشوار في الحفاظ على تكاثر وانتشار السلالات العربية الجيدة والمشهود لها بالأصالة والعراقة والنسب العريق، لقد تفاعل الوزير مع قضايا ومشاكل النادي المتمثلة في دعم التغذية والدعم التشغيلي للنادي، ووعد بحلها وتوفير الدعم المناسب لاستمرار تغذية الخيول والعناية البيطرية الصحية لها.
لم تكن قيادة الوزير للباص الطويل إلا بداية لمشواره الطويل في قيادة وزارة الشباب والرياضة، وركوب موجة الإصلاحات التي يتطلع الجميع لرؤيتها وتلمس أثرها، فبعد وعده بتوفير المواصلات، تأتي مهمة إعادة التأمين لموظفي ديوان الوزيرة الذي قطع عنهم ولم يقطع عن موظفي الصندوق مثله مثل المواصلات التي لم يحظ بها موظفو الوزارة مثلما يحظى بها موظفو الصندوق.. مشوار طويل من العمل والبحث عن صناعة القرارات الإصلاحية الصائبة والتي تصنع العدل والمساواة بين من أنشئ من أجلهم الصندوق ومن يعملون على إدارته والاستفادة منه.. كما أبدعت في قيادة باص عناصره متهالكة ومتوقف لسنوات عن العمل والعطاء نثق أنك سوف تبدع في قيادة وزارة كوادرها مشحونون بالعطاء والولاء والرغبة في العمل والإنتاج، لكنهم بحاجة إلى ابسط الحقوق.. تأمين صحي وتأمين مواصلات.. وبذلك يبدأ مشوارك الطويل في القيادة الرشيدة، التي بلا شك نرى أنك تمتلك صفتها وسماتها.

قد يعجبك ايضا