لازلت على يقين تام بأن كياني نهيان وسعود ابن منشار مردخاي ومن خلفهما الأمريكان سوف ينقلبون على الجهود التي تبذلها سلطنة عمان من أجل القضية اليمنية .
مع أن وساطة مسقط هي بطلب من السعودية و مباركة الإمارات + الأمريكان إضافة للمبعوثين الأمميين غريفيث والأمريكي ليندر كينغ، خصوصا، بعد فشلهم، في تمرير مشاريعهم الخداعية لصالح دول العدوان، بعد أن وصلوا إلى طريق مسدود وقناعة ذاتية بأن لعبتهم السحرية لم تعد تجدي نفعا، لكن بلغت درجة الوقاحة للمبعوثين إلى أن ساوما بمشاريع خداعية تسمى مبادرات لإيقاف قوى ٢١ سبتمبر عن استكمال تحرير مارب مقابل شروط ساذجة وكاذبة باسم الملف الإنساني وتحت عناوين واهية ووهمية وهما يدركان في قراراة ذات كل منهما أن الحصار الذي فرضته دول تحالف العدوان وقوى الشيطان الغربي من خلال منع دخول الغذاء والمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة تعد جرائم ضد الإنسانية، إضافة إلى أن إغلاق مطار صنعاء الدولي يعد محرما بكافة المواثيق والقوانين الدولية التي تصنف في مجملها جرائم محرمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم وتندرج ضمن حرب الإبادة الشاملة على اليمن.
موقف المبعوث الأممي بهذا الصدد يعد خرقا واستهدافا غير مباشر لتلك الثوابت القانونية، مع أن استمرار هذا الحصار وإيقاف المرتبات من قبل التحالف يمثل أيضا جرائم ضد الإنسانية ودليلاً على أن السعودية وبقية كوكتيل التحالف لا يضعون أي اعتبار لتلك المواثيق ونواياهم التفافية، خداعية، لأن حليمة تعود دائماً لعادتها القديمة.
لا غرابة أن تقصف السعودية أو الإمارات صنعاء وغيرها فور مغادرة الوفد الذي بذل جهوداً كبيرة بعد أن توصل لتفاهم مع صنعاء بشأن فصل الملف الإنساني عن بقية الملفات الأخرى ومنها العسكري، ونحن ندرك أن الرياض + أبو ظبي وواشنطن + لندن حاولت استثمار العلاقة الطيبة بين مسقط وصنعاء لتكرر نفس البروفة الخداعية التي اتبعتها مطلع العدوان حين سيطر مجاهدو قوى ٢١ سبتمبر على عدن، واليوم عادت لنفس اللعبة ولم يخطر ببالها أن حبل الكذب والخداع قصير، وليس كل مرة تسلم الجرة .
اليوم حين استأنفت دول العدوان والناتو بقيادة الأمريكان نفس البروفة لغرض تمرير المشاريع الالتفافية فهي تهدف إلى التالي:
إيقاف أسطول ٢١سبتمبر ومنعه من استكمال تحرير مارب .
محاولة إيقاف هذا الأسطول من التوغل في الأراضي اليمنية المغتصبة (نجران. جيزان . عسير) .
إيقاف صنعاء ومنعها من الاستمرار في تصعيد استهداف المؤسسات السعودية عبر البالستيات الجهادية والطيران المسيَّر الذي أصبح يحقق أهدافه بدقة في عمق كيان مملكة المنشار وفضح فخر الصناعة العسكرية للغرب .
الاستمرار في التصعيد من قبل الناتو والتحالف باستمرارية القصف ومن خلال نسج قضايا وهمية للتضليل والتعتيم على القضايا الخطيرة التي تسير من تحت الطاولة وتصب نحو مطامع مشتركة لإسرائيل مع الإمبريالية الغربية والعربية وعلى حساب السيادة اليمنية .
لهذا السبب سخَّر الناتو الغربي والعربي ماكنته الإعلامية والدبلوماسية لضخ التضليل ومحاولة إبراز أن أنصار الله- على حد تعبيرهم-(( يرفضون السلام ويهددون المدنيين في مارب))، في الوقت الذي لم يعد خافيا فيه أن تحالف العدوان + الأمريكان هم من حوَّلوا مارب إلى مستودع لدواعش التكفير والتفجير، وبدون خجل يطلقون عليهم «نازحين» الأمر الذي جعل البعض يطرحون الكثير من الأسئلة ويقولون: لماذا الغرب والتحالف قلقون من استكمال تحرير هذه المحافظة؟ ولماذا كيل هذه الاتهامات لصنعاء عن مارب؟ ولماذا زادت كوابيس واشنطن عن مارب وكأنها ولاية أمريكية؟
مع هذا وذاك تعاطت القوى المضادة للعدوان بإيجابية مع سلطنة عمان من خلال ما هو ملموس بعملية التعاطي الإيجابي مع الوفد الذي غادر مطار صنعاء يوم الخميس بتاريخ ١٠-٦-٢٠٢١م لعدة اعتبارات من ضمنها أن مسقط لم تشارك في العدوان على اليمن ولكون دورها حيادي وثبت أنها تسعى لإيجاد الحلول المنصفة للقضية اليمنية .
منذ وصول وفد السلطنة إلى صنعاء وأنا على قناعة ذاتية بأن دول تحالف العدوان بقيادة آل نهيان وسعود ليس لديهم نوايا حقيقية لإيقاف الحرب والعدوان وإعلان توبتهم عن الخداع، بل يحاولون توظيف العلاقة بين صنعاء ومسقط لغرض إيقاف المجاهدين المناهضين للعدوان ومنعهم من الاستمرار في التصعيد على مختلف الجبهات لأن التحالف والغرب يعتبرون في قرارات ذواتهم أن استكمال تحرير المحافظات الخاضعة للاحتلال السعوإماراتي من قبل الأسطول الجهادي لصنعاء يعني تدمير الطموحات الاغتصابية غير المشروعة للغرب سواء في موقع اليمن الاستراتيجي أو ثرواته التي تقع في مارب والجوف وبقية المحافظات الجنوبية، إضافة إلى محافظة تعز وكافة الجزر اليمنية باعتبار أن فقدان الغرب ودول العدوان لمارب يعني فقدان تلك الثروات وخسارة الموقع الهام لليمن، وهم على قناعة بأن استكمال تحرير مارب يعني تصدع ما تبقى من قوى العدوان عسكريا وسياسيا وغيره ويترتب عليه سقوط كل المشاريع غير المشروعة التي لها علاقة بالسيادة اليمنية كما هو الحال بما يقوم به الأمريكان والسعودية في محافظة المهرة ببناء قاعدة عسكرية، وكذا ما تقوم به بريطانيا والإمارات في أرخبيل سقطرى وجزيرة ميون وبقية الجزر اليمنية، ولأن ذلك سيكون هزيمة لجزء كبير من مطامع إسرائيل في هذا المربع، بل سيمثل انتصارا لصنعاء عسكريا وسياسيا ومن ثم اعتبار أن ذلك سيكون انتصاراً لمحور المقاومة، وهذا ما تخشاه دول الغرب والتحالف .
لذا لا غرابة أن تقوم أبو ظبي أو الرياض بقصف صنعاء أو صعدة بعد مغادرة وفد السلطنة لأن كيان نهيان وسعود بدون عهد أو ميثاق، وحلقات التاريخ تثبت ذلك خصوصا مملكة سعود منذ تأسيسها وحتى اليوم .
بدأت أشم رائحة الخديعة من قبل التحالف والأمريكان قبل أيام أثناء تواجد وفد السلطنة في صنعاء من خلال تصريحات هستيرية لوزير خارجية العدوان المرتزق بن مبارك، وهذا يوحى بأن تلك التصريحات كانت بضوء أخضر من الرياض تلاها قصف صعدة وصنعاء من قبل سعود ونهيان والذي يعد مؤشرا على أن ذلك كان بضوء أخضر من واشنطن، ثم أتى بيان خارجية أمريكا لينتج دبلوماسية خداعية وتضليلية وعلى ضوئه جاء السفير الأمريكي السابق في اليمن ليضخ نفس التصريحات عبر شاشة الجزيرة، مع أن هذا الضجيج الإعلامي للناتو الغربي والعربي يحمل أهدافاً عميقة منها صناعة قضايا وهمية كوسيلة للتعتيم على القضايا الأخرى الأشد خطورة على حاضر ومستقبل اليمن كما أسلفت خصوصا التي تمس السيادة اليمنية. وما يجري في سقطرى وميون وبقية الجزر في ظل توافد الأساطيل ومساطيل الغرب والتحالف إلى المياه السيادية في بلدنا هو جزء من استكمال السيطرة على باب المندب وبقية الجزر اليمنية لصالح إسرائيل .
هنا نحصل على جواب مختصر للأسئلة السالفة الذكر، ونقول البادئ اظلم ولا عهد لكيان سعود ونهيان، لأن مشاريع الخداع والاحتيال قد طفت على السطح، وهي سلوك إدماني لهذا الكيان المتصهين منذ تأسيسه وحتى اليوم، ولطالما أقدم التحالف على القصف بعد مغادرة أي وفد، فما على اليمنيين سوى الاستمرار في الرد بقصف كافة مؤسسات تحالف العدوان وعلى رأسهم كيان سعود، ومزيد من التوغل في أراضينا المغتصبة (نجران . جيزان . عسير) مع الاستمرار في استكمال تحرير محافظة مارب، وكفى مشاريع خداعية والتفافية للغرب ودول العدوان، وليعي الجميع أنه إذا كان لدى التحالف نوايا للخروج من تبعات الحرب والعدوان على اليمن فينبغي عليهم أن يقبلوا بشروط صنعاء، بل ورفع سقف هذه الشروط التي وضعتها قوى ٢١ سبتمبر على أن يكون ضمنها الآتي:
أن تثبت دول العدوان والأمريكان حسن النية فورا من خلال إيقاف القصف والعدوان على اليمن دون قيد أو شرط .
أن تسارع دول التحالف والغرب إلى كسر الحصار البري والبحري والجوي علي المحافظات الخاضعة لسلطات المجلس السياسي الأعلى، على أن تسمح بدخول الغذاء والمشتقات النفطية وفتح مطار صنعاء باعتبار أن إغلاق وتعطيل المطار واستمرار الحصار عمل غير مشروع ومحرَّم بكافة القوانين والمواثيق الدولية .
أن تسارع دول التحالف والغرب إلى الانسحاب من الأراضي اليمنية التي أصبحت خاضعة للاحتلال الصهيوسعودي والانجلوأمريكي بغطاء سعوإماراتي، بحيث تكون عملية الانسحاب جنوبا إلى ما بعد خط الاستقلال في الجنوب وفي الشمال إلى ما بعد قاعدة خميس مشيط، وترفع السعودية يدها عن الأراضي اليمنية المغتصبة لعقود من الزمن ( نجران وجيزان وعسير وشرورة والوديعة ) على أن يتوقف ضخ النفط من تلك الأراضي المحتلة من قبل السعودية، حتى يتم البت في ملف الحدود وبحيث تلغى كافة الاتفاقيات عن الحدود التي تمت في ثلاثينيات القرن المنصرم وعدم استحداث أي مشاريع خارجية تمس السيادة اليمنية.
أن تلتزم السعودية بإعادة إعمار اليمن وتسمح بدخول الغذاء والمشتقات النفطية وفتح مطار صنعاء وصرف مرتبات الموظفين منذ انقطاعها مع تسليم كافة المرتزقة قيادات وقواعد لقوى ٢١ سبتمبر بمن فيهم الدواعش لمحاكمتهم وتسليم المتورطين لصنعاء لمحاكمتهم .
أن تلتزم السعودية بإعادة ثمن الثروات النفطية التي نهبتها لعقود من الزمن في حقول المناطق اليمنية المغتصبة بما فيها حقول شرورة والوديعة.
أن تغادر كافة أساطيل ومساطيل الغرب كل المناطق التي تخضع لسيادة اليمن وتشمل الجزر خلال أسبوع من توقيع أي تفاهمات مبدئية، إضافة لشروط أخرى تضعها صنعاء إن تطلب الأمر بحيث تكون بوابة الولوج لدخول في مفاوضات جدية وندية بين صنعاء والرياض، ما لم فليستمر التصعيد من قبل صنعاء على كافة الجبهات وعلى كافة الأصعدة .
.نائب وزير الإعلام.