صدٌ عن المسجد الحرام وتفريق لأمر المسلمين..

منع الحج خطيئة السعودية التي ستهلكها

 

الثورة /

يواصل النظام السعودي جرائمه بحق المسلمين والصد عن سبيل الله والمسجد الحرام، من خلال ما تتداوله وسائل الإعلام بأن النظام السعودي يسعى لمنع الوافدين من الخارج من الحج للعام الثاني على التوالي ليتمادى في جرائمه بحق كافة المسلمين في أنحاء العالم والتعامل مع الأراضي المقدسة مكة والمدينة كملك خاص، وذلك ضمن خدمة الأجندة الأمريكية الصهيونية في صد المسلمين عن أداء هذه الفريضة التي تمثل أكبر مؤتمر سنوي للمسلمين على وجه المعمورة، وسعيا لتمكين المشروع الصهيوني الذي يُريد فصل الأمة عن دينها والسيطرة على مقدساتها، حيث لم تكن المملكة السعودية منذ إنشائها بأيدٍ صهيونية بمنأىً عن الآيديولوجية والتوجه العام للصهيونية العالمية، التي تهدف إلى إزاحة الإسلام عن طريقها، للسيطرة على العالم، ولطالما تسنى للمملكة فعل أمر يخدم الصهيونية، نراها تسارع في ذلك، مقدمة فوق ما كان يطمع له الصهاينة، أو يحلمون به، وما كورونا إلا عذرٌ ضمن الأعذار الواهية، التي سبق وأن استعملتها المملكة، لتدمير كل معنىً من معاني الإسلام .

جريمة كبرى
إن منع الحجاج من الحج جريمة كبرى تضاف إلى الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي في الحرب على اليمن، وتدمير سوريا و ما يحصل في ليبيا و ما يحصل في لبنان، يعني حجم الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام و باسم الدين و تحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله، أكبر بكثير من منع الحجاج من الذهاب إلى الحج، فكيف نستغرب جريمة منع الحج أمام هذه الجرائم الكبرى، كما أن الإجراءات السعودية بمنع الحج تأتي تتويجاً لسلسلة من الجرائم للنظام السعودي من بينها التآمر المكشوف على الأقصى والمقدّسات في فلسطين، وعلى الشعب الفلسطيني المظلوم، وعدوانه على الشعب اليمني بإشراف أمريكي وتعاون إسرائيلي، وإثارته الفرقة والكراهية بين المسلمين، كما أن النظام السعودي أخضع الحج لسياساته وأهوائه، جاعلاً منه وسيلة من وسائل الابتزاز ضد أي دولة إسلامية وخدمة لمشاريعه الفتنوية والدموية.

تسييس الحج وقتل ضيوف الرحمن
إن الاستخدام الوهابي لورقة الحج في البازار السياسي لاقى ردوداً عنيفة من مختلف مكونات المجتمع الإسلامي، لأن النظام السعودي يقوم بتسييس مناسك روحية ودينية ومعنوية – بحسب الأكاديمي الإيراني الدكتور «حسن هاني زاده» – ما يستدعي تشكيل هيئة إسلامية تحت إشراف منظمة التعاون الإسلامي، بحضور وفود من كل الدول الإسلامية تنظم وتشرف على مناسك الحج، وتوفر الأمن والراحة للحجاج، دون تمييز على أساس مواقف سياسية، وهذا ربما يكون مفيداً للسعودية، بالنظر إلى أنها لم تتمكن من توفير الأمن للحجاج على مدى السنوات الأخيرة، ما أدى إلى وقوع أحداث طالت العديد من الحجاج من جنسيات مختلفة وهذا ليس غريباً عن القيادة السعودية – الوهابية – فهي لديها سجل حافل بالاعتداء على ضيوف الرحمن والتفنن في التنكيل بهم وقتلهم منذ اليوم الأول لتوقيع التحالف المشؤم بين «محمد بن سعود» و”محمد بن عبدالوهاب” عام 1744م، وصارت أكثر توحشاً ودموية بعد احتلال مكة والمدينة في العام 1220 هـ/1806م، وما تلاه من حصار لمكة والمدينة لمرات عديدة، وقتل الآلاف من ضيوف الرحمن وسكان مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتدنيس البقاع الطاهرة والعبث بمقدساتها.

ارتباطات ومذابح فظيعة
النظام السعودي يستغل الأزمات العالمية لفعل أي شيء قبيح في الأماكن المقدسة وقتل المسلمين، ففي مقال للدكتور/ حمود عبدالله الأهنومي استعرض فيه جرائم آل سعود ضد فريضة الحج وضد المسلمين، وارتباطها الوثيق بأعداء الله، قال فيه : في بداية القرن الماضي حيث كانت بريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وكثير من مواطنيها عرب ومسلمون، وحيث كانت تخشى من قيام المارد الإسلامي الثائر فيهم، فقد تفتّق الذهن الاستعماري الإنجليزي عن ضرورة السيطرة على أهم مناطق التأثير الروحية، لتكون إحدى وسائل إخمادِ أيِّ نزوع ثوري إسلامي أصيل، يذكِّر بالأمة الإسلامية الواحدة، وبوجوب الجهاد ضد المحتل الكافر، فكان لا بد من السيطرة على الحرمين الشريفين مكة والمدينة، وعلى المسجد الأقصى، لحرمان المسلمين من أهم تغذية راجعة يمكن أن تعيد صياغتهم بالشكل الذي يريده القرآن، من خلال الإفادة من القرآن الكريم، ورسالة الحج الوحدوية الأممية، ورسالة أهم وأعظم ثلاثة مساجد في الإسلام، والتي تُعنى بشكلٍ أساسي بتثبيت الهوية الإيمانية الجامعة للمسلمين جميعا، حينذاك أثبت عبدالعزيز ابن سعود أنه رجل بريطانيا المفضل في المنطقة، وأنه يمكن التعويل عليه في إدارة الحرمين الشريفين بالشكل الذي يخدم الأهداف الاستعمارية البريطانية، والتي كانت تقوم على المبدأ المشهور (فرِّق تسد)، لقد أثبت عبدالعزيز ذلك بعدد من الإجراءات والجرائم، ومنها انحيازه لبريطانيا في الحرب العالمية الأولى (1914- 1918م)، وارتكابه مذابح خطيرة بحق عرب الحجاز والعراق وساحل الخليج والشام، كما نفذ مجزرة سياسية بشعة بحق حجاج اليمن في تنومة وسدوان عام 1341هـ/ الموافق 1923م، ذهب ضحيتها 3105 حجاج، وكانت هذه المجزرة عشاء إبليس الأخير الذي أهّله لدى بريطانيا الاستعمارية لحكم الحجاز، بدلا عن الشريف حسين بن علي، ابن عون؛ لهذا لم يمض سوى عام حتى سقطت الحجاز في يد ابن سعود عام 1924م.

خطط ماسونية
يوعز الشياطين بعضهم لبعض، والماسونية التي قامت في القرن الأول الميلادي، ليست إلا حركة شيطانية، وتنبئنا آيات القصص القرآنية عن خساسة أعمال بني إسرائيل، في قتلهم الأنبياء بغير حق، وذلك لإطفاء نور الله، حيث أن الأنبياء – سلام الله عليهم أجمعين – هم مصادر النور الإلهي، ومراكز الإشعاع لهداية الناس، ولذلك فقد كان الأنبياء والرسل والهداة إلى دين الله محور استهدافهم، وبعد الأنبياء استهدفوا الأولياء الهداة الناصحين، وحاولوا تحريف الدين، لأجل السيطرة وحكم العالم، ولذا فهم في كل زمان يحاولون تزييف الحقائق، وتحريف الكتب السماوية، وفي عصرنا الحاضر، سيطروا على وسائل الإعلام، لتسيير الشعوب كالقطيع، واستخدموا المال والسلطة والنفوذ، للتدخلات المخلة في الحكومات والهيئات، وأشعلوا الحروب، وجعلوا حتى الدول الكبرى عبارة عن أدوات لتنفيذ مآربهم الدنيئة، فهم يعتبرون ما عداهم من الشعوب مجرد خدمٍ لهم، ويطلقون عليهم اسم (الجوييم) أو الرعاع، الذين لا يفقهون شيئاً، فهم وحدهم المخططون، وأصحاب الحكمة، ونجد في شعاراتهم، كالهرم والعين التي تعلوه، أنهم لا يخدمون أنفسهم فقط، أو ماسونيتهم الخبيثة، بل يخدمون الشيطان، ويمهدون لدولته، وفي كتبهم الكثير مما يؤكد أن خططهم لا يمكن أن يكون الذي خطها بشري، إطلاقاً.

قد يعجبك ايضا