يواصل الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين المحتلة عدوانه الغاشم على قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي، حيث كثف العدو الصهيوني غاراته الحربية خلال الأيام الماضية بصورة وحشية، وقد أسفرت تلك الغارات عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى -وفق معطيات طبية أولية- وكذا تدمير عدد من الأبراج والأحياء السكنية ونزوح الآلاف من الفلسطينيين الذين تركوا منازلهم جراء تلك الأعمال الوحشية أمام مرأى ومسمع العالم.
يأتي ذلك التصعيد العدواني من قبل الكيان العنصري في ظل التخاذل العربي والصمت الدولي لا سيما الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي اللذين أعطيا الشرعية والمشروعية لتلك الإعمال الإجرامية المتواصلة من قبل الكيان اللقيط بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة وكذلك في القدس، وما يتعرض له المسجد الأقصى من عملية تهويد ممنهجة من قبل أولئك الصهاينة المتطرفين الذين يدنسون بقعة من أقدس بقاع المسلمين الطاهرة وسط تعثر عملية السلام المزعومة التي أراد من خلال العدوان الأخير استئنافها عبر أدوات الضغط المختلفة والتي أبرزها اللجوء إلى العمليات العسكرية مستخدما عشرات الطائرات الحربية التي قصفت مدناً مختلفة أبرزها في جنوب القطاع ما أسفر عن أضرار بشرية ومادية، شملت معظم المزارع والأحياء السكنية والمنشآت المدنية في قطاع غزة.
وقد ترافقت الأعمال الإجرامية في ذلك القطاع مع أعمال عدوانية نفذها الكيان الصهيوني بشكل منظم لا سيما في القدس، حيث شنت قوات من الجيش الإسرائيلي مداهمات على الأحياء والمنازل ما أسفر عن جرح المئات من الفلسطينيين، وهي بالتأكيد ممارسات شنيعة تضاف إلى سلسلة الجرائم السابقة الحافلة بالسجل الأسود منذ نشأة ذلك الكيان اللقيط في 15 مايو 1948م، وحتى اللحظة الراهنة يواصل أعماله العدوانية في قتل المواطنين الفلسطينيين وجرف الأراضي وبناء المستوطنات، في ظل انتقال الاحتلال من مرحلة الاستيطان إلى مرحلة التنكيل والتشريد ضد الشعب الفلسطيني، وقد سقطت كل دعوات السلام الزائفة والمزورة منذ انعقاد مؤتمر مدريد عام 1991م وحتى الظرف الراهن بعدوانه الغاشم على غزة والذي افتتح به الكيان الصهيوني استقبال عيد الفطر المبارك كرسالة موجهة لكل المسلمين في واقع استمرار تدنيس الأراضي المقدسة.
وإن كان السلام هو الأجدى من أجل استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة خاصة والغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة وضعت أطراف السلطة الفلسطينية وكذا فصائل المقاومة الفلسطينية أمام مفترق طرق ضمن خيارين مغلقين لا ثالث لهما إما الذهاب إلى مفاوضات عبثية عدمية تعني مزيداً من الإرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين أو التمسك بالقضية وإحياء خيار المقاومة، باعتباره السبيل الأمثل والمخرج الطبيعي لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني خاصة وقد أصبح العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين أكثر شدة وتنكيلاً وأكثر خسة وغدراً وتراجعاً عند أعمال المقاومة، حيث ضربت عليهم الذلة والمسكنة، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فذلك هو المنطق الذي يفهمه الصهاينة أعداء الله وأعداء الحياة وأعداء الإنسانية.
Prev Post