القدس أقرب.. ثورة عالمية ليقظة الشعوب في يوم القدس العالمي

إكرام المحاقري

 

القدس أقرب، هكذا يتسنى للعالمين العربي والإسلامي تحجيم مسألة السيطرة الصهيونية على المقدسات الإسلامية، وحسم قضية تحريرها، وتعظيم مسألة تحرير القدس والنظر بعمق إلى مستقبل خال من الظلم والاستبداد، وقد يكون للعدو حضور مبهم من الزاوية السياسية لتقزيم الخروج في (يوم القدس العالمي) خاصة في تلك البلدان التي طبّعت العلاقات وباعت القضية وتماهت مع جرائم العدو «الصهيوأمريكي» في المنطقة، لكن ماذا عن مواقف الشعوب والتي كان ومازال وسيبقى القدس معولا عليها حتى يتحرر من إغلال الصهيونية المقيتة.
حين تحركت مخططات اللوبي الصهيوني من تحت الطاولة، كانت الأنظمة العربية ملتزمة بالحياء تجاه شعوبها حتى وإن تواجد التناقض في نصرة الشعب الفلسطيني، فالتطبيع أنفا كان سياسيا بامتياز وكان من خلف ستار شفاف ينظر من خلفه الفاقهون لخطورة الوضع العربي في المراحل القديمة والحديثة.
وما يحدث اليوم من فشل وتنازع عربي عربي إسلامي، هو نتيجة للحنكة الصهيونية التي تغلغلت في رأس هرم الدول العربية في زرعها لـ رؤساء عملاء محسوبين على اللوبي الصهيوني، مثلهم مثل الرؤساء الأمريكيون وتختلف مرتبة المنزلة والوظيفة، لذلك انحرفت بوصلة الصراع حتى بالنسبة لغالبية الشعوب التي دجن فكرها وتاه توجهها وضاعت حكمتها، ووجد العالم القبول المعلن بالاحتلال الصهيوني ليس للقدس فقط والذي يعد بالنسبة للصهيونية أمرا محسوما، بل للشرق الأوسط بشكل عام، احتلالا سياسيا وعسكريا وحتى فكريا وثقافيا، ووصلت الشعوب إلى مرحلة خطرة وهي مرحلة الصمت واللا مبالاة تجاه (القضية الفلسطينية) وتجاه المقدسات الإسلامية بشكل عام.
لم تكن تحركات العدو الإسرائيلي مرهونة على تحقيق وعد بلفور فحسب، فأرض الميعاد بالنسبة لهم قد أشرقت شمس السيطرة عليها من النيل إلى الفرات، بينما تخلت الدول العربية والإسلامية عن ديدنها الديني الأصيل، ووقفت مواقف الخنوع والذل مقابل السلام الصهيوني الكاذب، والذي خطه صهيون بحبر دماء الفلسطينيين وغيرهم من الدول التي يحاول صهيون احتلالها من قبل الجيوش العربية التي تحركها الأنظمة الخائنة للدين وللقضية.
لذلك فقد ركز الإمام الخميني على انتقاء اليوم المناسب لإحياء مؤتمر عالمي ليقظة الشعوب، والالتفات الجاد للقضية المنسية عالميا، فقد ربط ذلك اليوم بـ شهر القرآن، حيث والأمة العربية والإسلامية تكون في هذا الشهر مطلعة على توجيهات الله في القرآن الكريم ولديهم وعي قرآني تجاه المخططات الشيطانية للعدو.
وهذه نقطة مهمة، فالخروج في يوم القدس العالمي يكون نقطة ارتباط عالمية بحبل الله تعالى على خط وقضية وموقف وتوجه ومسار واحد، ليكون العدو في زاوية الاستهداف من قبل الدول العربية والإسلامية، وعقب الخروج يعيد العدو رسم خططه مجددا، حيث وإن تمرير مخطط التطبيع لم يمر إلا على الأنظمة العميلة التي لا تمثل إلا نفسها، حتى وإن تمكنت ثقافيا وأخلاقيا من بعض الشعوب الذين لم يمتلكوا ثقافة نورانية لا في سالف الزمان ولا في حاضره.
فحين يتحدث السيد القائد عبد الملك الحوثي بكل ثقة عن الوصول إلى ثلاث حتميات تجسدت في هزيمة العدو وسقوطه، وخسارة المواليين له من الأنظمة الخليجية وغيرهم، وغلبة عباد الله المواليين له والمتوكلين عليه، فهذا يأتي من واقع ملموس لهشاشة العدو الصهيوني رغم ما وصل إليه.
فالقضية لابد لها من النصر والعدو لا بد له من الهلاك، وقد هلك في” اليمن وسوريا ولبنان والعراق وإيران“، وفشلت أذرعه المسماة بالتنظيمات الإرهابية من الوصول إلى نقطة فصل، وهذا ما سيحدث في قادم الأيام بالنسبة (للقضية الفلسطينية)، فالعدو أوهن مما يتصور البعض،” أوهن من بيت العنكبوت“.
فـتحرك العدو في المنطقة لم يكن عسكريا أكثر مما كان ثقافيا سياسيا بامتياز، لذلك فقد شن الحرب الفكرية العالمية حين لم يطلق رصاصة واحدة لإخماد غضب الشعوب، فـاستهداف الهوية الإيمانية لم يأت من فراغ، بل له تبعات وصلت إلى كل أسرة مسلمة وامتصت الغضب حيال المقدسات الإسلامية.
لذلك تبقى الثقافة القرآنية والوعي الفكري والسياسي لدى الشعوب المسلمة هي المخرج الوحيد من غياهب التدجين الصهيوني، حتى وإن توصلت الأنظمة العميلة إلى قناعة تامة بـ السلام «الصهيوأمريكي» المشبوه والذي فضحه المثل الأمريكي القائل: «إذا أردت السلام فاحمل السلاح»، فقد حملوا أسلحتهم المتنوعة في الوقت الذي أشغلت فيه الأنظمة العربية نفسها في الصلاة للسلام وسقطت هيبتها في التسليمة الأولى.
وما يجب أن يدركه العدو الصهيوني، هو أن القدس لا تخص الشعب الفلسطيني المستضعف فقط، بل أنها قضية المسلمين بشكل عام، فهي قبلتهم الأولى، وهذا حال الحرمين الشريفين والذي أصبح وكأنه ملك خاص لأسرة مردخاي «آل سعود»، حتى الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي أصبحت عمالته واضحة لا يمثل إلا نفسه فقط، فـ (القدس) قضية الأمتين العربية والإسلامية وسيشهد يوم التحرير على ذلك.
ختاما:
يوم القدس العالمي يعتبر ثورة عالمية ليقضه الشعوب المسلمة، والذي يجب أن يصل صدى أهدافها إلى عمق العدو الصهيوني، فالدولة هي للشعوب وليست للأنظمة العميلة، والمواقف المشرفة بالخروج لابد لها أن تتجسد عملا عظيما في قادم الأيام، وهذا ما أكدت عليه القيادات الحكيمة في دول محور المقاومة.
القدس أقرب والنصر آت لا محال، ولا بد للقدس أن تتحرر حتى وأن طال أمد الاحتلال، وما النصر إلا صبر ساعة.. وإن غداً لناظره قريب.
#القدس_أقرب
#يوم_القدس_العالمي
#القدس_قضيتنا_الأولي

قد يعجبك ايضا