الصماد في عيون قيادات الدولة

 

فجع اليمنيون جميعا بفاجعة استشهاد الرئيس الصماد الذي استشهد هو وعدد من أفراد حمايته في ظهيرة يوم 19 /4/ 2018م لتصبح دماؤه بركاناً ثائرًا أشعل عزائم الشعب اليمني بعكس ما أراد العدو أن يضعف الشعب اليمني بارتكابه هذه الجريمة لكنه فشل فشلاً ذريعًا، واستطاع الشعب اليمني أن يتجاوز المحنة، وأن يُغيّر الواقع، وأن يَرُدَّ الصدمة إلى صدور الأعداء، بل تحول الشعب اليمني كله إلى صماد.
في ذكرى استشهاد الرئيس الصمّاد الثالثة نستعرض أجمل ما قيل في الشهيد صالح الصماد على لسان قيادات الدولة:
الثورة/ أحمد السعيدي

في البداية نستعرض بعضاً مما قاله قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عقب انتهاء مراسيم تشييع الرئيس الشهيد صالح الصماد:
” شهادة الرئيس الصماد أعطت الشعب طاقة جديدة وعزما متجددا واندفاعا أكثر نحو التضحية كما كانت بداية العدوان.
فعاليات وتحركات جماهير شعبنا منذ الإعلان عن استشهاد الرئيس الصماد تشهد على الأثر الإيجابي لهذه الشهادة.
الشهيد الرئيس منذ تعيينه رئيساً للمجلس السياسي الأعلى لم يتحمل هذه المسؤولية من باب الطمع بالمنصب وكان يطلب تغيير اختياره رئيساً للمجلس السياسي الأعلى وهذه حالة يمتاز بها الرجال الصالحون الأوفياء.
الرئيس الصماد تحمل مسؤولية الرئاسة بدافع إيماني ومسؤول وأنه انطلق من منطلق إيماني يلتزم بالمبادئ والدوافع الإيمانية إلى جانب أنه تحرك بإخلاص وصدق وتواضع واهتمام كبير.
إن الرئيس الصماد منذ وصوله للرئاسة لم يسعَ للحصول على أي مكاسب مادية، ولم يمتلك حتى منزلاً عادياً لأسرته.
الشهيد الصماد فضّل أن يلقى الله سليماً نظيفاً على عكس الآخرين الذين نهبوا الشعب وتشرف بأنه لقي الله نزيهاً ولم يسرق من الشعب فلساً أو قطعة أرض.
الرئيس الصماد كان نموذجاً راقياً قدمته مدرسة علي بن أبي طالب والإسلام المحمدي الأصيل التي لا تجعل للسلطة قيمة إذا لم تكن وسيلة لخدمة الأمة.
الشهيد الصماد سيكون ملهماً لكل أحرار البلد للتحرك في كل الجهات وأن جريمة اغتياله لن تمر دون حساب.
الرئيس الشهيد تحرك في المحافظات وقد تمنيت عليه أن يقلل من تحركه لكن أبدى حرصه الشديد في النزول والتحرك بمسؤولية وأخبرني عن نزوله للحديدة وكان مُصرّاً على النزول إلى هناك خصوصاً بعد تصريحات السفير الأمريكي، مؤكدا أن الشهيد الرئيس كتب وصيته وأعد نفسه للشهادة في أي لحظة.
يجب أن يكون نموذج الرئيس الصماد قدوة للمسؤولين في كل مواقع المسؤولية وأنه من المهم أن يتجه المسؤولون الرسميون على أساس مشروع الشهيد الصماد “يد تبني ويد تحمي”.

العظماء
أما الرئيس المشير الركن مهدي المشاط فمن الكلمات التي تحدث بها عن الشهيد الرئيس صالح الصماد في الذكرى الأولى لاستشهاده:
“في خضم الملحمة التاريخية من الجهاد والعطاء والصمود سارت القوافل بأكرم ما فينا من الإخوة والرفاق، وبأعظم ما أنجبته هذه الأرض من الرجال – شهداء كرماء – في مواكب من نور عبرت وعطرت تراب الوطن الغالي على امتداد رقعته الفسيحة، ومختلف مناطقه ومكوناته العزيزة.
وكان في طليعة هؤلاء العظماء ولاريب ذلك الأخ العزيز والمجاهد النموذج الرئيس الشهيد /صالح بن علي الصماد الذي نحيي اليوم ذكراه الأولى بعد ثلاثمائة وستين يوما مرت كان سلام الله عليه في كل ساعاتها هو الغائب الحاضر، والملهم الثائر، والمجد المتجدد، والذكر الجميل، والثورة المتعاظمة، وسيبقى رحمه الله يسافر عبر الأجيال اسماً مشرفاً، وروحاً ملهمةً، وقائداً فذاً ينبض بالكرامة والشموخ وبقيم الخير والسلام وحياة المبادئ، مثلما سيبقى مشروعاً خالداً يجسد عظمة القرآن الكريم ، ويشهد بحكمة وإيمان اليمن الميمون ، وينشر على النفوس جمال الحق، و نسيم الحرية، وعطر الشهادة، وعشق الأرض، وحب الوطن.
نعم لقد مر عام كامل كان كل يوم فيه شاهداً جديداَ وإضافياً على عظمة التوفيق الإلهي لهذا الشهيد الكبير، وعلى عظمة رجال الدولة حينما ينحازون لبلدهم، ويضعون دينهم ووطنهم وشعبهم فوق أنفسهم وفوق مناصبهم ومصالحهم، ليصبحوا بالفعل روافد من العطاء المستدام، ونماذج مضيئة يحتضنها الشعب بحب، ويستقبلها التاريخ بفخر، ولعل هذا هو أهم ما يجب أن نستحضره ونتعلمه في هذه الذكرى الخالدة على نحو خاص وفي كل وقت تمر بنا ذكريات الشهداء بشكل عام.
وبكل تأكيد لا أظنني في عجالة كهذه أستطيع الحديث عن كل ما يختلج في جوانحي من مشاعر الفخر والاعتزاز تجاه هذا الشهيد العظيم وما قدمه لدينه ووطنه وشعبه وأمته ولكن يكفي أن الله اصطفاه شهيداً وهو الى جانب وطنه وشعبه المظلوم،
ذلك نهج الصماد، وما تعلمناه من الصماد، ومدرسة الصماد، وذلك هو ما يجب أن نتمسك به، ونسعى إليه، وهو ما نعاهد الشهداء ورئيس الشهداء عليه وعلى السير فيه، حتى يجمعنا الله بهم في مستقر رحمته.
الرئيس الشهيد صالح الصماد استطاع أن يجسد النموذج القرآني والقدوة في تحمل المسؤولية”.
الرئيس الشهيد الصماد تميز بالعديد من الصفات التي قلما تتكرر في شخص واحد، حيث كان شديد الارتباط بالله وعلاقته بالقرآن الكريم قوية”.
الرئيس الشهيد الصماد هو الأنموذج والقدوة في تحمل المسؤولية حيث تولى قيادة اليمن في أصعب مرحلة مر بها عبر التاريخ، وأدى واجبه على نحو مشرِّف”، وتابع “كان على قدر المسؤولية وأميناً عليها”.
كل ذلك جعل من حضور الشهيد الصماد في وعي الشعب كبيرا رغم أنه لم يقض في منصبه بالسلطة سوى وقت قصير، إلا أنه كان كافيا ليحظى بمحبة الناس وتقديرهم ويحجز مكانة خاصة في نفوسهم غير قابلة للنسيان”.

ثمرة استشهاده
من أبرز وأجمل ما تحدث به عضو المجلس السياسي الأعلى الأستاذ محمد علي الحوثي:
إن الانتصارات التي تتحقق يوماً بعد يوم في كافة جبهات العزة هي بفضل التضحيات الجسيمة لأبطال الجيش واللجان الشعبية، مؤكداً أن قيم الشهيد الصماد والشهداء العظماء ستظل حاضرة تستقي منها الأجيال معاني الصمود والثبات ورفض الوصاية وكافة أشكال الهيمنة والتبعية.
وقال أيضا عن الشهيد الصماد في مقابلة مطولة مع “سبوتنيك”.
رحمه الله كان ينظر إلى تحركاته وأعماله ومبادراته في كل مواقع الخطر منطلقا من قيم المسئولية الأخلاقية والوطنية والوظيفية حتى استشهد رحمه الله وهو في قمة عطائه، وفي واحدة من أعمال تحدي صلف العدوان السعودي الأمريكي في استهداف الساحل الغربي لليمن.
الرئيس الصماد كان دائما يمد يده بالسلام.. وهو الأمر الذي قد لا ترغب فيه بعض القوى الخارجية والداخلية.
الرئيس الصماد رحمه الله كان يعمل وفق رؤية ومنهج يعززان من سيادة الدولة ومؤسساتها وهو ما لا يريده تحالف العدوان كونه يبقى اليمن قويا ومتماسكا وقادرا على خوض معركة النفس الطويل في مواجهة الغطرسة الامريكية حتى يتحقق النصر للشعب اليمني، وهو ما جعله هدفا عاجلا للعدوان الذي أعلن منذ وقت مبكر قائمة للاستهداف تطال الكثير من الشخصيات الوطنية وأخرى يستهدفها دون قوائم كما يحدث في المناطق التي تسمى محررة وتنتعش فيها القاعدة وداعش وأعمال الاغتيال والتعذيب والسجون السرية كما يحصل في المناطق الجنوبية من الوطن.

في رحاب القادة الخالدين
الدكتور عبد العزيز بن حبتور – رئيس مجلس الوزراء هو الآخر تحدث بكلمات جميلة عن الشهيد الصماد في مقال نشر في صحيفة الثورة:
شعرت الْيَوْمَ بحزن عميق وأنا أساهم في حمل نعش جثمان الشهيد الطاهر مع جموع المشيعين ، بان شيئاً عزيزاً غالياً لم أستطع تخيله حتى اللحظة قد رحل للأبد ، وهو بهذه اللحظة يسكن بسلام في ذلك التابوت الذي حوى جثمانه الطاهر الشريف ، وكانت لحظة فارقة في الزمان والمكان والذكريات والمواقف تتجمع في تلك اللحظات الحزينة ، ولأنني وبحكم طبيعة العمل والصداقة التي تكونت منذ أن تعرفنا على بعض قبل تحملي مهامي الحالية كنت قريباً جداً من الرجل أثناء تأديتنا لمهامنا العملية ، انهالت وتناسلت لدي تلك الذكريات والأفكار والمعلومات التي كنّا نتبادلها ونناقشها ونقرر أحياناً فيها بشكل جماعي؟
كنت أحدث ذاتي ، وأنا أسير في هذا الموكب الجنائزي المَهيب :
كيف قرر هؤلاء الأعداء الأغبياء اغتيال رئيس بحجم صالح الصماد؟
ألم يدركوا مغزى فعلتهم على طبيعة وسير الحرب في كل الجبهات؟
ألم يدرسوا نتائج ذلك العمل الدنيء على مستقبل المنطقة برمتها؟
صحيح أننا نعيش الآن لحظة حزن وألم عميقين بسبب فاجعة الرحيل ، ولكن نقولها بثقة الإنسان الصابر الوفي لروح الشّهيد ، نكررها برباطة جأش الرجال الشجعان المقاومين للعدوان الذي فرض على الجميع أن يُقاتلوه باستبسال و بكل ما لديهم من قدرة وإمكانية ، لأن سيل أرواح ودماء الشهداء الأحرار والجرحى والمكلومين لن يذهب مهب الريح إلا بتحقيق كامل الأهداف العظيمة للشعب اليمني العظيم؟
دعونا نسجل بعضاً من دروس المشهد في سجل الشهيد النبيل : ترك لنا الشهيد مجموعة فكرية تراثية هامة وكثيرة من الفكر المتحرر من أي عصبيات عرقية أو سلالية أو مناطقية ، وهي في شكل محاضرات وخطابات وأحاديث ومقابلات نوعية ، علينا جمعها وطباعتها لتكون إرثاً تراثياً جماعياً لأجيال الأمة؟
عرفت فيه عن قرب خصال وصفات القائد السياسي الوطني المتحرر من شوائب المناطقية والحزبية والشللية ، وهذه مواصفات أساسية لنجاح أَي قائد يخوض معترك القيادة بما لها وما عليها؟
شاهدت ولمست عن قرب اتساع ثقافته الدينية ، وأطروحاته الثرية انطلاقاً من تعمقه في الدراسات والمنهج القرآني العظيم ، ويردد باستمرار أن انضمامه إلى حركة أنصار الله كان بدافع الاقتناع المطلق دون تردد بفكر الحركة وقيادتها ، ويتحدث باستمرار بل ويطالب بقوله افهموا فكر الحركة من أدبيات وملازم السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي وخطابات ومحاضرات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ولا تقرأونا كحركة عبر آراء الآخرين ، والشهيد كان بحق موسوعة ثقافية شاملة في اختصاصه ، ويظهر ذلك بجلاء في أثناء الحوارات والنقاشات والمحاضرات التي يلقيها
كان كريم النفس ولطيف المعشر ، وشديد التواضع في تعامله مع مرؤوسيه ، وكان بالمقابل متابعا جادا ومسؤولا لشؤون الدولة واحتياجات المواطنين ، هذا ما لمسته أثناء عملنا المشترك في إدارة وقيادة الدولة كل من موقعه الإداري.
كان شديد الاهتمام والمتابعة لقضايا ومشاكل أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ، ويراهن على المستقبل السياسي للوطن من خلال العديد من التكوينات السياسية الوطنية المقاومة للعدوان من بين أبناء هذه المحافظات ، ورهانه في ذلك على البعد الوطني لبناء مؤسسات الدولة بالمستقبل القريب بإذن الله بعد انتهاء العدوان على اليمن؟

الشعب كله صماد
وبدوره نستعرض حديث جميل ومؤثر قاله الأستاذ ضيف الله الشامي وزير الاعلام والناطق الرسمي لحكومة الإنقاذ ورفيق جهاده في ذكرى لـ”العهد”في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاده:
الرئيس الذي استشهد ولا يملك منزلًا، الرئيس الذي أحيا أعياده وقضى إجازاته الرسمية مرابطا في الجبهات والمتاريس، الرئيس الذي افتدى شعبه بدمه ولم يُفدَ: ذلك هو رئيس المجلس السياسي الأعلى ورئيس المكتب السياسي لأنصار الله الشهيد صالح علي الصماد.
الفترة الرئاسية للصماد التي استمرت ثمانية عشر شهرًا “أفضل حقبة زمنية في تاريخ اليمن على الرغم من الحصار والعدوان الأمريكي السعودي”، قائلاً فقد استطاع أن يخرج اليمن من واقع التمزق والفرقة والشتات الذي كان موجودًا بشكلٍ كبيرٍ إلى واقع اللحمة والروحية الواحدة، وتوحد الشعب اليمني في مواجهة العدوان، وتجاوز التفرقة السياسية والحزبية والطائفية”.
الفترة الرئاسية للصماد “شهدت إرساء مداميك وخطوات أساسية لتعزيز التماسك الوطني وبناء البلد، وأرسى الصماد قواعد الدولة اليمنية الحديثة والعادلة، القائمة على الأمن والاستقرار، والمحفوظة السيادة وكل مقدرات هذا الشعب”فقد وضع الصماد الحجر الأساس لليمن في مشروعه (يدٌ تبني ويدٌ تحمي)”.
الصماد حرص على توحيد الجبهة الداخلية، وحاول لمَّ شمل الجميع، حتى الأطراف التي وقفت في صف العدوان، وكان رئيسًا لكل اليمنيين”،
بروح المسؤولية توجه الصماد إلى الحديدة إثر تصعيد خطير وهجمة عسكرية ضخمة للعدوان على طول الخط الساحلي – الغربي أراد منها احتلال المحافظة والسيطرة على الساحل. فأبى الرئيس من خلال نزوله بنفسه إلا التحشيد في الميدان وترتيب الأوضاع عن قرب للذود عن الحديدة وأهلها، وتوجه للساحل الغربي رغم التهديدات التي تلقاها قُبيل تحركه.
الرئيس الشهيد كان ذا روحية جهادية، وهو مجاهد منذ الوهلة الأولى، وهو يعلم بأن الروحية الجهادية أشمل وأعظم من روحية مسؤول دولة، ومنذ انطلاق المشروع القرآني كنَّا رفقاء في المتاريس والجبهات، وليس غريبًا عليه أن يكون تواقًا للشهادة”.

حزن عميق
وأخيرا مع تغريدة للأستاذ عبدالرحمن الأهنومي – رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة- رئيس اتحاد الإعلاميين وهي ما جعلتني اعد هذه المادة والتي توضح الحزن العميق على رحيل الشهيد الصماد:
” مساء ذلك اليوم دعينا لاجتماع عاجل، وفي طريقي كنت أفكر عما يستدعي الاجتماع الذي لم يمهلنا لنصلّي المغرب على الأقل؟
وصلت والصمت والذهول مخيم نظرت إلى حيث ينظرون فإذا بي اشاهد هذا الخبر” خبر عاجل نعي المجلس السياسي في استشهاد الصماد على قناة المسيرة” جثمت على الأرض وشعرت بحمى شديدة من وسط رأسي سألت هل القناة مخترقة؟
كانت إجابة الجميع نظرات ودموعاً.
وأضاف الأهنومي: “كان الصماد رجلا عظيما تقيا نقيا بطلا من أبطال الكرامة منذ عرفناه في بداية التحرك ٢٠٠٧م حتى استشهد لم يكن الصماد إلا عملاقا عظيما يتقدم الصفوف يفاوض يقاتل يقود المجاهدين ثم قاد اليمن في أحلك الظروف وأصعبها وسقط شهيداً مضرجا بالدم.
سلام الله عليه ورحمة الله تغشاه.

قد يعجبك ايضا