ها نحن قد أتممنا العشر الأولى من رمضان، فنسأل الله تعالى أن نكون من الذين صاموا وقاموا إيمانا واحتسابا وقبل منهم… فكم من صائم ليس له إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس له إلا التعب.. ونعوذ بوجهه الكريم أن نكون منهم.
مواصلة لما بدأناه في السبت الماضي، نواصل معكم أحبتنا في روضة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل: صوموا تصحوا؛ حيث يقي الصيام الجسم من أخطار السموم المتراكمة في خلاياه، وبين أنسجته جراء تناول الأطعمة، وخاصة الأغذية المحفوظة والمصنعة منها وتناول الأدوية واستنشاق الهواء الملوث بالسموم.
كما يخفف الصيام من أعراض وعلامات فشل القلب، وذلك لأن الصيام يقلل من شرب السوائل ويقلل من تناول الأغذية، إضافة إلى إذابة الدهون من الأوعية الدموية يحسن من عمل القلب؛ وبالتالي يقلل من أعراض مرض القلب عند المصابين به .
يحرص الشباب والرياضيون على إنقاص وزنهم لتتحمل أجسامهم أحمال التدريب البدني.. والصوم يقوم بدور إنقاص الوزن والتخلص من السمنة، شرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام في وقت الإفطار وألا يتخم الإنسان معدته بالطعام والشراب بعد الصيام، فذلك يفقد الصيام خاصيته في جلب الصحة والرشاقة ويزداد بذلك جسم الرياضي بدانة، خاصة إن رافق ذلك توقفه تماما عن ممارسة الرياضة في رمضان.
مشاغل الحياة خلال سائر السنة تولد على أجسامنا ضغوطا ينتج عنها الكثير من العلل خاصة في الجانب النفسي، ما يؤثر على دور البدن في تأدية وظائفه بصورة سليمة؛ ولهذا نحتاج شهر رمضان الذي تذوب فيه كل أعضاء الجسم في العبادة من الذكر، وقراءة القرآن، والبعد عن الانفعال والتوتر، وتوجيه الطاقات النفسية والجسمية توجيهاً إيجابياً نافعاً.
للأسف الشديد تكثر المشاحنات والشجار خاصة في الساعات القريبة من الإفطار، وهذا يتنافى مع التربية الروحية ، ويفترض أن الصوم قد أثر فينا.. فعلينا التمثل بقول سيدنا محمد صلى الله عليه وآله سلم القائل : ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد من تمالك نفسه عند الغضب.
أحبتي في الله.. كلنا مقصرون، ورمضان شهر تضاعف فيه أجور العبادات، فمن فاتته فريضة من الصلاة، فعليه اغتنام رمضان؛ لأن الفريضة فيه بسبعين فريضة في سائر العام.
مجالس لعب (البطة ، والدمنة، والكيرم) وغيرها من الألعاب، بدون شك ليست محرمة (طالما ليس فيها قمار)، ولكنها تحرم صاحبها من خيرات رمضان، الذي قد لا يعود علينا مرة أخرى.
كورونا:
سواء صدقنا بوجوده، أو كنا من المنكرين لذلك… فماذا سينقصنا لو أخذنا بالحيطة وشددنا إجراءات التباعد وحرصنا على نظافة أنفسنا ومحيطنا.. لو كان هناك كورونا فقد اجتهدنا لوقاية أنفسنا وغيرنا منه… وإذا لم يكن هناك وجود له، فلم نخسر شيئاً.