أمين عام الاتحاد الرياضي للشركات لـ”الثورة”: الوسط الرياضي يقود جبهة داخلية في مواجهة العدوان والأنشطة تمارس بشكل طبيعي
عن نشأة وتأسيس الاتحاد العام الرياضي للشركات.. وعن نشاطه وما حققه من إنجازات نوعية في فترة قياسية خاصة في ظل استمرار العدوان الغاشم وحصاره الجائر الذي اثر بشكل كبير على كل شيء في بلادنا ولم يسلم منه الوسط الرياضي الذي تم استهدافه أيضا، وتدمير البنى التحتية فيه من منشآت وملاعب رياضية وصالات مغلقة.
وحول رؤية الاتحاد وجهوده وخططه المستقبلية وإسهاماته الملموسة في إحياء النشاط الرياضي لموظفي مختلف الشركات والمؤسسات المحلية.. التقينا أمين عام الاتحاد الكابتن أنور عبدالله الحيمي، الذي يعد أحد نجوم الزمن الجميل في نادي قلعة الكؤوس الأهلي.. حينها كان لاعباً يشار إليه بالبنان.. هنا وفي هذا اللقاء تحدث بشفافية مجيبا عن كل التساؤلات:حاوره/ الحسن الجلال
كيف.. ومتى تم تأسيس الاتحاد الرياضي للشركات؟
قدمتُ تصورا لإعادة تنشيط الاتحاد بعد توقفه منذ عام 2014 – 2017، وتم عرضه على قطاع الرياضة ممثلة بإدارة الاتحادات ووقتها لاقيت تعاونا كبيرا من قيادات الوزارة وفي مقدمتهم عبدالحكيم الضحياني وحسين الخولاني والمستشار حسن الخولاني.. وتم توقيع القرار من شهيد المولد النبوي الشريف الوزير الشهيد حسن زيد.. وبدأ الاتحاد نشاطه بدعم سخي من كل الزملاء في وزارة الشباب وبرؤية (لكل موظف رياضة).
كيف تقيّم نشاط الاتحاد حتى الآن؟
استطاع الاتحاد حتى الآن أن يحقق إنجازاً كبيراً في الوصول إلى عدد (24) فريقا، موزعة على شركات وبنوك والقطاعين العام والخاص.. واستطعنا بفضل الله أن ننظم بطولات وأوجدنا بيئة تنافسية إيجابية للرياضيين من موظفي الشركات والمؤسسات المحلية.. هذا ما تحقق ضمن رؤيتنا في إحياء النشاط الرياضي داخل القطاعين الخاص والعام.
هل واجهتم صعوبات في تحقيق رؤيتكم؟
بالتأكيد منذ عام 2017 ونحن موعودون بدعم وموازنة تشغيلية لتساعدنا على إقامة الأنشطة بشكل مستمر، لكن للأسف لم يتم اعتماد أي مبلغ للاتحاد وأصبح اعتمادنا بشكل كلي على الاشتراكات التي تقدم من الفرق المشاركة في البطولات مع رعاية متواضعة من بعض الشركات، إلى جانب أننا لا نملك ملاعب خاصة بمواصفات ممتازة ونضطر إلى استئجار ملاعب خاصة، ويظل أهم عائق هو مشكلة صحة بيانات اللاعبين ووضع لوائح تضبط عملية إشراك لاعبين محترفين وليسوا موظفين في الجهات ونرجو أن تدرك كل الشركات أننا نهتم بتحفيز الأفراد لممارسة الرياضة لتحقيق الصحة وتوسيع دائرة المشاركة وليس من أجل التنافس.
ماهي خططكم المستقبلية؟
رؤيتنا تتجسد في نشر ثقافة ممارسة الرياضة لكل الأفراد، ونتطلع إلى توفير ملاعب في الحدائق العامة وتخصصنا هو الوسط الوظيفي حيث أن الموارد البشرية في كل الشركات تسعى إلى خلق بيئة مناسبة لموظفيها للحفاظ على الحالة الصحية لهم.. وهذا ما ننشده ونسعى إليه جميعاً.. خاصة وكلنا يعلم يقينا أن (العقل السليم في الجسم السليم) وهذا لاشك سينعكس على الحالة النفسية والأداء في العمل والأسرة والمجتمع.. بالتالي إقامة الأنشطة الرياضية سيوفر مبالغ على المؤسسات والتي تصرف على موظفيها الذين يعانوا من أمراض القلب والسكري وضغط الدم والمفاصل والعمود الفقري رغم صغر سنهم، بسبب أنهم لا يمتلكون برامج للأنشطة الرياضية.. ومع هذا تظل أبرز خططنا المستقبلية توسيع دائرة المشاركة لكافة الموظفين في المؤسسات والشركات.
كيف تقيمون وضع الرياضة اليمنية في ظل العدوان والحصار؟
العدوان والحصار له دور كبير في شل الحركة الرياضية في اليمن، من خلال قصف أغلب الملاعب والصالات المغلقة، لكن الوسط الرياضي في اليمن يدرك أن الصمود والعمل على الحفاظ على المستوى المحلي والخارجي في كل الألعاب تحد يجب أن نتفوق عليه، فنحن في جبهة داخلية يجب أن نحافظ عليها بشكل صحيح وأن نشجع على استمرارها وهذا ما يجب أن يعرفه الجميع.. صحيح أن أولويتنا مواجهة العدوان في جبهات القتال التي تخطت مرحلة التعافي وحققت ما لم يحققه أي قطاع خاصة في التصنيع العسكري، ولذلك يجب على الرياضيين تخطي مرحلة التعافي وأن نبدأ بالبناء وتأسيس مرحلة جديدة للحركة الرياضية اليمنية يتم من خلالها بناء الداخل وخصوصاً تأهيل الكوادر الشبابية والرياضية في وزارة الشباب والاتحادات والأندية مع ضرورة الاستفادة من مساحة وأنشطة الوسط الرياضي ثقافياً ورفع الوعي بأهمية العمل على أرقى مستوى إيماني، لأن القواعد الرياضية محطة تربوية ثقافية وبدنية ولها تأثير كبير على المجتمعات الحديثة وبناء الأفراد ومنه إلى بناء الأمة.
ما هي رؤيتكم المستقبلية؟
شخصياً أتمنى بأن تمتلك بلادنا أكبر مضمار رياضي صحي في العالم، والمشروع بسيط جدا، لأن كل عواصم العالم تمتلك في حدائقها مضمارا صحيا رياضيا.. وهذا ما شاهدته في عدة دول ونحن هنا نمتلك مسطحات وحدائق كبيرة أبرزها حدائق 21 سبتمبر والشعب والسبعين والثورة وهي جاهزة لعمل مضمار مشي للأفراد.. بحيث يتم عمل أجهزة حديدية للعامة مثل العقلة والمتوازي ولوحات إرشادية لطريقة المشي الصحيح ومسارات المضمار على الأرض وخلق بيئة بديلة لمجالس القات، مع إعداد برامج وممارسات إيجابية لتفريغ الطاقات ستساعد على تحسين الحالة النفسية للأفراد في اليمن.. وهذا سينعكس على الصحة العامة.. والجميع متعطش لمثل هذه الملاعب والمرافق المجانية وعلى الحكومة إدراك ذلك والعمل على توفيره والقطاع الخاص مستعد للمشاركة وتحمل المسؤولية في ذلك مقابل امتيازات إعلانية.
هل تشعر أن هناك تطوراً في أداء الاتحاد؟
الحمد لله هناك تطور ملحوظ وبناء علاقة مميزة مع عدد كبير من الرياضيين في الشركات عبر مجموعة مندوبي وسفراء الرياضة في كل الشركات.. وهذه دعوة لكل المؤسسات والشركات لتوفير البيئة المناسبة لموظفيها لممارسة الأنشطة الرياضية بتوفير المرافق والبرامج والاستعداد للمشاركة في كل الأنشطة والألعاب الخفيفة التي تتناسب مع أعمار موظفيها.
رسالة أخيرة.. ولمن توجهونها؟
رسالتي أوجهها أولا إلى وزارة الشباب بأن تبدأ في إعادة الحياة والدوريات العامة للحفاظ على المستوى الفني للاعبين والرياضيين ولا تدع العابثين من الخارج يسيطرون على القرار في الأنشطة الداخلية، ثانياً إلى إدارة صندوق النشء والشباب بضرورة دعم اتحاد الشركات الذي هو مصدر تمويله.