ثروة وثورة لغوية

شرف حسن الأهنومي

 

 

تفجَّرت عبقرية وقريحة كثير من المثقفين من أبناء الشعب اليمني الأبي أكثر من ذي قبل ، فمنذ ثورة فبراير ٢٠١١ وما بعدها مروراً بثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ وإلى يومنا وما بعده تتفجر ثقافة ثورية بطابع شعبي، تلذذ بها أطياف شعبنا بل ومن خارجه، وذلك بإبراز كُتاب وشعراء وتعداد هزيج الزوامل و…،أدى بظلال ذلك إلى إثراء في لغتنا العربية الأصيلة لغة الضاد لغة القرآن والعبادة، محاكاة للواقع والوقائع الذي يلمسها ويلامسها الشاعر والكاتب والإعلامي و…، في ظل الأحداث المتتالية والمتعاقبة التي مرت على شعبنا والوطن العربي والإسلامي بشكل عام، فسخّروا الأحرار- ولا سيما بعد كسر القيد من ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ والأقلام والأفواه في سبيل صف المستضعفين والدفاع عن الحرية والدين والاستقلال، تلقتها الأسماع وتلاقفتها الأفواه من شعبنا ومن خارجه انصياعاً وانبهاراً ولا سيما الزوامل المحاكية للأحداث، فما تحدث من حادثة هنا أو هناك داخل أو خارج الوطن إلا وتجد الكاتب يحكيها بقلمه، والخطيب في محرابه ، والشاعر والمزومل بنظمه، والإعلامي بإعلامه وإعلانه، فكل شاردة ووارده طارئة تجد من يتطرق لها.
وهذه الميزة لم تكن غائبة تماماً من أحداث الزمان والمكان، بل كانت موجودةً على شكل انفرادي عند البعض ومكبوت كذلك عند البعض الآخر، ولا أستطيع إحصاء كل من كان قلمه أمام الباطل ناصعاً ومناهضاً، ونظم شعره قارعا، ولست مجحفا بالعديد من الأحرار والمناهضين لجور المؤامرات إن ذكرت الكاتب الصحفي شهيد القلم عبدالكريم الخيواني، والشاعر الأديب عبدالمحسن النمري وإذا التفتنا إلى ثورة فبراير من ٢٠١١ نجد الكثير من مثقفي الشعب لا يخافون لومة لائم، وبعد أن استتب الأمر لسلطة ٢٠١١ جارت القيود المفروضة أسوأ مما كان، فأدى إلى تراكم تلك الطاقة العبقرية لدى بعض الكتاب والشعراء و…، فتفجرت الأفكار أكثر وأكثر في حال وبعد ثورة سبتمبر ٢٠١٤ ، وبالتالي كانت منعشةً وملبية لتطلعات المواطن الثوري المضطهد المكمم المعزول جانباً بإبداعاته ، ومواتية لرغبة الحكومة ، التي استنشقت معنى حرية الثقافة والإعلام، وكذلك حرية في كل مجالات الحياة، انفجرت مع تلك الثورة ثروة ثقافية ثورية نابعة من مخزون ثقافي كان مكبلاً ومقيداً لدى الشعراء والكتاب وغيرهم، فبعد أن كسر القيد ليس قيداً آخر يُفرض على المبدعين وغيرهم سوى قيد الإسلام،لإن الإسلام قيد الفتى، سواءً على الفرد أو الحكومة، قيودا للحرية افترضها إسلامنا وصاغها رجالنا، فيكتب الكاتب بحرية مطلقة وكذا الناثر والشاعر والمزومل والإعلامي فالكل حكومةً وشعباً في خط ثورة وإثراء ثورة لغوية .

قد يعجبك ايضا