ستة أعوام من الصمود

أحمد محمد الوضري

ستة أعوام من الصمود والتضحيات أمام أعتى قوى الباطل وما تمثله من وحشية وإجرام وعداء للشعب اليمني العظيم ، نعم ستة أعوام برز فيها الباطل هشاً ، ضعيفا ، متخبطا، ارتكب فيها العدوان كل المجازر الوحشية قصفاً وتدميراً وخراباً واستهدافاً ممنهجاً لكل شيء جميل في وطننا الغالي، ورغم كل هذه الجرائم التي ارتكبها تحالف الشر وتبعاتها على المستوى السياسي والاقتصادي والإعلامي ، إلا أن الحق ظهر منتصرا ، متحديا كل شذاذ الآفاق ، لماذا كل هذه القوة والصمود والإباء؟، لأننا نمتلك ثقافة قرآنية ، نتوكل على الله في كل الأمور ، علاقتنا بهدى الله هي من تصنع المعجزات والانتصارات ، وفي طبيعة كل صراع يتجلى التأييد الإلهي للمؤمنين ، للمستضعفين في الأرض ، من يمتلكون القضية العادلة ، من يدافعون عن الأرض ويذودون عن العرض ، نعم نحن نراهم صغاراً ، نراهم بمنظور القرآن، “لن يضروكم إلا أذى”، بمنظور الشهيد القائد عندما شبَّه أمريكا بأنها قشة وليست عصا غليظة ، وبالرغم من بطشهم وجرائمهم الوحشية ضد الشعب اليمني إلا انهم ضعفاء ، جبناء ، ولا يمتلكون القوة ، فكلما زادوا من حصارهم ومجازرهم فاعلم انهم يعيشون في حالة من التيه والضعف ، لأن الباطل ضعيف عندما يمثل الحق بالتمثيل الصحيح ، أتت ذكرى ستة أعوام من الصمود متزامنة مع ذكرى استشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- من بتضحياته وصلنا إلى واقع من العزة والكرامة والإباء ، عندما اقتفينا أثره وصرخنا بـ”الموت لأمريكا” واتخذنا موقفاً واضحاً وصريحاً ضد أعداء الله ، ضد قوى الاستكبار العالمي، تطورنا في جميع المجالات ، ومنها المجال العسكري، وما معرض الشهيد القائد الذي تم افتتاحه تزامنا مع ذكرى استشهاده، إلاَّ ثمرة من ثمار هذا المشروع القرآني ..
ونحمد الله على هذا الإنجاز العظيم ، الإنجاز الذي قظ مضاجع الأعداء ومرتزقتهم ، اليوم الجو لم يعد حكرا على طائرات العدوان ، وسماء اليمن لم تعد للنزهة، تطورات ملحوظة على مستوى الدفاع الجوي والطيران المسيَّر والقوة الصاروخية وعلى كافة المستويات، فعندما نتحدث عن هذه الصناعات العسكرية والإنجازات الأمنية والميدانية فهي نتاج صمود والتفاف شعبي مع القيادة.. فحينما نتحدث عن صمود الشعب اليمني العظيم نرى هذا الصمود يتجلى في ما يلي :-
1 – صمود قيادة الثورة الأسطوري ممثلة في قائد الثورة الشجاع السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وجميع من معه من رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى …حيث تجلى صمودهم في اصرارهم واستبسالهم في مواصلة التصدي لجميع أنواع الضغوطات على بلادنا والتأكيد على ضرورة أن يحصل شعبنا العزيز على حريته واستقلاله وكرامته …فلم نر فيهم ضعفا أو مداهنة أو تراجعا في موقف ما ولم نر فيهم أي ارتباك أو انهزام خلال الست السنوات المنصرمة معتمدين في ذلك على إيمانهم العميق بالله القوي العزيز واثقين بوعده في نصر عباده المؤمنين وبالتالي زادهم الله سكينة وحكمة في اتخاذ القرارات الحكيمة والتي جنبت البلاد الكثير من الصدمات …فكانت الانتصارات المتتابعة لبلادنا في شتى المجالات واضحة وجلية للجميع..
فمن كان يصدق أو يتخيل أننا سنرى بعد هذه السنوات من الحصار الخانق برا وجوا وبحرا، اهتماماً بالصناعة …وليست صناعة بسيطة …بل صناعة حربية ….وليست صناعة حربية عادية …بل متطورة، ومن كان يتصور ان تهتم حكومتنا الرشيدة بالزراعة في هذه الظروف العصيبة …وغير ذلك الكثير الكثير.
2 -صمود الشعب اليمني العظيم:
أما شعبنا اليمني فان صموده يتمثل في الالتفاف الكبير حول قيادة الثورة والاصرار على العيش بعزة أو الموت بكرامة …
فبالرغم من الحصار الشديد وشحة الإمكانيات وضيق العيش إلا اننا نرى ذلك السخاء اللا محدود من قبل أبناء شعبنا اليمن في رفد الجبهات بالغالي والنفيس وبالأموال والرجال غير مبالين بالعوائق والشدائد …
وكلما مرت الأيام والسنون زاد التفاف الشعب حول قيادة الثورة المجيدة…
فارضين معادلات جديدة لم يعها العدوان حتى الآن …وهي ان الله مع المؤمنين الصابرين …
فيا له من صمود عظيم هو أقرب إلى المعجزات.
فهنيئا لهذا الشعب الصامد بهذه القيادة المؤمنة الحكيمة ….وهنيئا لهذه القيادة بهذا الشعب الصابر الوفي.

قد يعجبك ايضا