عندما تسمع بأن هناك أيادي بيضاء امتدت لمساعدة أناس هم في الحقيقة يستحقون أن تمتد إليهم ومساعدتهم والتخفيف عنهم.. إنهم اللاعبون القدامى الذين طعنتهم وجارت عليهم الظروف المعيشية الصعبة التي نعاني منها جميعا بسبب الحرب والعدوان، ومساعدة هؤلاء هي واجبة، ورد للجميل كونهم قدموا للرياضة ولليمن فتوتهم وشبابهم وعمرهم وحياتهم وبابتسامة ورضا وبروح رياضية ملأت أرجاء البلاد.
مؤخرا تبادر إلى ذهني أن رجل أعمال قبل أسبوعين من الآن، قدم مبلغ ثلاثة ملايين ريال لإدارة أهلي صنعاء بغرض صرفها على اللاعبين القدامى لمساعدتهم في مواجهة ظروف واحتياجات الحياة، وبحسب علمي أيضا أن اللاعبين الذين شملتهم مساعدة صديقنا رجل الأعمال على اعتبار هؤلاء اللاعبين هم الأكثر تضررا من الحرب والأزمة والظروف المعيشية فتم تسليمهم مبلغ مليون وثلاثمائة ألف ريال من المبلغ المقدم من التاجر، وهي بادرة جميلة يشكر عليها ويجب أن يسنها الآخرون في الأندية الأخرى، وإلى هنا والأمور طيبة وسليمة وفي الطريق الصحيح.
لكن.. المفزع والأمر الذي يجعلك تشعر بالأسى أن يضيع بقية المبلغ في تريهات الأمور ولن يستفيد اللاعبون من ذلك المبلغ المرصود أساسا لتلك الغاية النبيلة، بصراحة هناك أشخاص ربما مهمتهم إفساد الفرحة أو عمل الخير، أن يقوم شخص أو أشخاص بممارسة هوايتهم في تصريف وصرف أي مبلغ في أشياء استثنائية وربما ليس لها معنى في ظل هذه الظروف، ما حصل أن هؤلاء الهواة قاموا بتبديد بقية المبلغ مليون وسبعمائة ألف ريال في أمور غير منطقية، يرفضها المعتوه قبل ذوي العقول، حين صرف المبلغ في حفل لتوزيع المبلغ “المساعدات” على كباتن أهل الزمن الجميل، وكذا في باقة ورد وشراء فساتين لعدد من زهرات وفرق الرقص أو الراقصات وفي مشروبات وجعالة وترتة وكيك وما إلى ذلك من الترّهات التي تعرفونها ونعرفها جميعا في كيفية التخلص من أي مبلغ.
بالله عليكم، قلدكم الله.. أليس هؤلاء اللاعبون الذين طحنهم الزمن وسرقت حياتهم وسلبت الحاجة والأزمة سعادتهم، كانوا هم الأحق بها أو آخرون من زملائهم يمكن مساعدتهم في الأشهر القادمة، تعينهم وتسعد أسرهم بدلا من صرفها شذر مذر في مظاهر كذابة تحقق نزوات ورغبات هؤلاء هواة الفخفخة.. وأيضا هل الوقت الراهن مناسب لهذه الحركات نص الكم، خاصة والناس بأمس الحاجة للريال الواحد.
حقيقة أن الخبثاء والمبدعين في الفهلوة هم من يعبثون بحياتنا ويسرقون الفرحة والمساعدة وما يسد رمقنا من أفواهنا، وذلك بأفكارهم ونزواتهم التي يستحضرونها حتى في الأزمات والحروب والمساعدة، هؤلاء الذين تربوا على المظاهر الكذابة ولم يكتسبوا من الرياضة وآدابها وأخلاقها ومبادئها شيئا.
المشكلة ليست بهؤلاء الانتهازيين “أصحاب الرفلة والزنقلة “، ولكن في غياب أصحاب العقول الراجحة أو الرشيدة التي تدير والتي كان يفترض عليها أن تقف وتوقف هوسهم وجمح همجيتهم وشهواتهم الأنانية، كما أن عتبي وما يحز في النفس أيضا أن رجل الأعمال الذي قدم المبادرة الرائعة، رمى بالمبلغ ولم يحدد كيفية صرفه والذين يجب أن يستهدفوا ويصل إليهم المال.
أعرف أنني اليوم في هذا المقال قد أعكر لكم المزاج وأضيف هما جديدا من هموم الحياة إلى جبال من تلك الهموم التي نعاني منها جميعا، خاصة وأن هذا الأسلوب يتكرر في كثير من الجهات، لكن نقد وانتقاد مثل هذه السلوكيات والأخطاء السلبية هي واجبة وضرورية حتى تصل الرسالة لهؤلاء وللقائمين على الأندية والرياضة، وكذا أصحاب هذه المبادرات والأيادي البيضاء، وقبل أن أقول لكم إلى اللقاء، أوجه الشكر لإدارة القلعة الحمراء “أهلي صنعاء” ولرجل الأعمال الذي قدم المال لهؤلاء اللاعبين الذين يستحقون منا كل العون والمساعدة والوقوف إلى جانبهم، فهم جيل المجد والزمن الجميل.