الثورة / وكالات
شدد ضابط الاستخبارات المركزية الأميركية بول بيلار في مقال نشر على موقع «ناشونال إنترست» على ضرورة إعادة النظر في مفاهيم التطرف العنيف والإرهاب.
بيلار أشار إلى هجمات الحادي عشر من أيلول قائلًا إن «هذه الهجمات غيّرت في المواقف الشعبية، إلا أنها لم تكشف عن تهديد جديد حيث كان المعنيون قد عرفوا طبيعة التهديد قبل وقوع الهجمات».
وأضاف أن «الحكومة الأميركية كانت تحارب ذلك التهديد قبل وقوع الهجمات، وأن أغلب الأدوات التي استخدمت في مواجهته بعد الحادي عشر من أيلول هي نفسها كانت تستخدم قبل هذه الأحداث».
ولفت بيلار إلى أنه جرى الاعتراف مؤخرًا بأن العنصريين البيض وغيرهم من المعسكر اليميني المتطرف يشكلون تهديدًا أكبر مقارنة مع «الجهاديين» الأجانب مثل الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من أيلول»، مشيرًا إلى أن الأطراف المعنية مثل وزارة الأمن الداخلي الأميركية بدأت بالتالي إعادة ترتيب الأولويات.
ونبّه بيلار إلى أن هذا الاعتراف يشكل جزءًا فقط من عملية المراجعة وإلى أنه يجب الادراك أيضًا بأن التطرف العنيف اليوم لم يعد يتمثل بمجموعات صغيرة وإنما بأعداد كبيرة من الناس، معتبرًا أن تأييد الدعم السياسي بات ظاهرة جماهيرية في الولايات المتحدة.
كما أشار في هذا السياق إلى استطلاعات رأي حديثة بيّنت أن نسبة 29% من الشعب الأميركي (ونسبة 39% من أنصار الحزب الجمهوري) تؤيّد استخدام العنف «في حال عدم قيام القادة المنتخبين بحماية أميركا».
ولفت بيلار إلى اقتحام مبنى الكونغرس بتاريخ السادس من يناير الماضي، إذ قال إن عملية الاقتحام هذه شكلت عملًا إرهابيًا وكذلك ظاهرة جماهيرية.
وحذّر من أن الأدوات التقليدية في مكافحة الإرهاب تصبح أقلّ فائدة كلما تحول التطرف العنيف إلى ظاهرة جماهيرية.
ولفت إلى أن أدوات مكافحة الإرهاب التي تستخدم ضد الأعداد الكبيرة تختلف عندما يكون المستهدف في الداخل بدلاً من الخارج.
وهنا أشار إلى أن الأسلوب الأكثر استخدامًا ضد العدو الذي لديه أعداد كبيرة هو العمل العسكري، الكاتب حذّر من أنه لا يمكن تطبيق الأسلوب نفسه في الداخل إلا في حال سيناريو الحرب الأهلية.
كذلك تحدث عن اختلاف آخر يتمثل بمظاهر التطرف السياسي إذ إن هكذا تطرف جماهيري يشكل تهديدًا للنظام السياسي الأميركي، وتابع «التطرف الداخلي يتشابك مع السياسة مما يجعل التصدي له أمرًا صعبًا».
عقب ذلك شدد على أن تعطيل الخلايا السرية واعتقال عناصرها ليس كافياً، وعلى أن التصدي للتطرف الجماهيري في الولايات المتحدة هي مهمّة شاقة جدًا، مضيفًا أن المطلوب هو بناء –أو إعادة بناء- ثقافة سياسة ديمقراطية، وكذلك حملة تثقيف ضد الأكاذيب التي «تسبب الضرر السياسي».
وخلص بيلار إلى ضرورة التعامل مع السياسيين ووسائل الإعلام التي تبثّ الأكاذيب وعن خلق المناخ الاجتماعي والاقتصادي المناسب، وختم
أن التصدي للتطرف الجماهيري هو أحد أبرز التحديات في المرحلة الراهنة.