أي عمل من الأعمال سواء كان رياضيا أو غير رياضي، لا بد أن يتم إخضاعه للرقابة، إن أردنا نتائج إيجابية، وبدون الرقابة لا توجد سوى المزاجية والتسلط والعشوائية والشخصنة… وجميعها مهلكات.
وفق نجم المنتخب الوطني لكرة الطاولة طه محمد المحاقري، الذي طرق هذا الموضوع في رسالة الماجستير التي تمت مناقشتها بجامعة صنعاء الخميس الماضي، والأجمل بانه تطرق لمتطلبات تفعيلها… أي أن الرسالة شخصت الداء ووصفت الدواء.
كان للمشرفين على الرسالة البروفيسورين رضوان إسماعيل وعبدالغني مطهر، دور كبير في التوجيه والإرشاد، لتخرج الرسالة بالطريقة الممتازة التي أشاد بها كل من حضر المناقشة.
اللعب في المنتخبات الوطنية والأندية الرياضية والعمل في فرع مكتب وزارة الشباب والرياضة بمحافظة صنعاء، كلها مرتكزات أساسية مكَّنت المحاقري من وضع يده على الجرح، فالاقتراب من المشكلة يمكن الباحث من الالمام بمختلف جوانبها، فما بالنا وهو يعيش المشكلة ويعايشها لاعبا وباحثا وموظفا.
من الأمور المحزنة جدا أن ثقافة البحث العلمي ما زالت مقيدة في عقول البعض! فـ”300″ استمارة استبيان لا تعود منها سوى (138) فقط، لهو أمر جدير بالتوقف عنده.
ان رفض البعض في الأطر الرياضية مجرد التطرق للرقابة في مؤسساتهم، يبين أن الخلل سيستمر طويلا، حتى تتغير تلك النظرة السلبية.
حضور الدكتور عصام السنيني رئيس الاتحاد العام لكرة الطاولة (وكيل وزارة السياحة) للمناقشة، يعطينا ضوءاً في هذا النفق المظلم، فحرص رأس الهرم في أحد الاتحادات النشطة، يؤكد أنه ما زال هناك من يريد الاستماع قصد التطوير قدر المستطاع، وهذا ما نريده في بقية المؤسسات الرياضية.
مهما بلغت البحوث والدراسات العلمية المتعلقة بالحانب الرياضي، فلن يكون لها الأثر الملموس؛ ما لم ترسل الجهات المعنية للاطلاع عليها، وكما ستكون الفائدة كبيرة إن علقوا على النتائج بتفنيد ما فيها من خلال واقعهم المبني على الأرقام لا على الأقوال.
التأهيل العلمي للكوادر الرياضية مهم جدا، وانتشار ذلك في مختلف المؤسسات الرياضية، يؤسس للإحلال المفيد بعناصر رياضية ومؤهلة علميا، وهذا سيغير مع مرور الوقت وكثرة الخريجين، الكثير من السلوكيات في العمل الإداري.
فتح برنامج الدكتوراه بجامعة صنعاء حلقة جديدة من حلقات مواصلة التأهيل، ونتمنى من الجامعات اليمنية الأخرى سلوك نفس النهج، فالتأهيل العلمي وليس غيره من سيقود التغيير الفعلي في الواقع الميداني.