من الطبيعي أن تكون سهام النقد موجهة في أغلب الأوقات نحو رأس أي هرم، كون زمام الأمور غالبا ما تكون بيده.
نتحدث عن النقد الذي يريد منه صاحبه الارتقاء والبناء، لا الهجوم الشخصي النابع من تحقيق منافع ذاتية، والتي رائحتها دوما تشتم من حروف النقد قبل عناوينه العريضة.
طيلة السنوات الماضية وكلنا نلوم الاتحاد بسبب عدم إقامة الدوري، ونحمِّله كامل المسؤولية، ولكن عندما يجتمع بالأندية وتوافق ويتم عمل قرعة، ثم لا تقوم الأندية حتى بتسجيل لاعبيها وفق الفترة المحددة، أو تنقض ما اتفقت عليه في اجتماعها بلجنة المسابقات، فحينها ينبغي أن يكون النقد موجهاً لتلك الأندية المتقاعسة، والتي لها أجندات غير رياضية.
من خلال مجريات الأمور، فقد قام الاتحاد بما ينبغي عليه، من أجل إقامة الدوري (وإن كان نظام الكل مع الكل غير ملائم) والعودة لنظام المجموعة يجعل الأرضية ملائمة للجميع.
بغض النظر عن الأبعاد التي دفعت بالاتحاد للتفكير (الجدي) في عودة عجلات الدوري للتحرك، فإن ذلك ليس بالشيء الهام، فالأهم منه استئناف النشاط الكروي الداخلي.
مدربو المنتخبات الوطنية يواجهون مشكلة كبيرة في اختيار لاعبين متوقفين عن اللعب، وبدلاً من أن يكون المطلوب مدرباً بمواصفات تكتيكية، أصبح المطلوب مدرب لياقة بدنية، وهذا لا يخدم لا المدرب ولا اللاعب وينعكس سلبا على المنتخب.
تأجيل التصفيات المزدوجة (لكأسي العالم وآسيا) من مارس الحالي وحتى يونيو القادم يعطي لإقامة الدوري أهمية كبيرة كونه فرصة إعدادية للاعبين المحليين.
الأندية التي لها توجهات غير رياضية (تحت مسميات مختلفة) تريد إدخال الكرة اليمنية في صراع جديد من نوع جديد، فبعد أن نأت كرة القدم بنفسها عن الصراع السياسي، طيلة هذه السنوات، وبقيت الشيء الوحيد الذي لم يتقبل القسمة على أكثر من واحد، يراد لها الوقوع في هذا المستنقع الذي لا خروج منه.
يجب تفويت الفرصة على المتربصين، من خلال لعب الدوري بطريقة التجمعين، كونه ليس الحل الانسب فقط، بل الخيار الوحيد الذي يمكن تنفيذه على أرض الواقع.
وعودا على بدء، فالنقد الإيجابي والبناء هو الذي يكون له هدف يعود نفعه على الجميع، لا مجرد هجمات ارتدادية بين فترة وأخرى، ترتفع وتنخفض حدتها بقدر ما يتحصل عليه الناقد، لا بقدر ما ينتفع منه الوسط الرياضي.
Prev Post