الانتهاكات الإماراتية للسيادة اليمنية
عبدالفتاح علي البنوس
تواصل الإمارات الدويلة الزجاجية المتصهينة انتهاكاتها السافرة للسيادة اليمنية برا وبحرا وجوا ، فمنذ الوهلة الأولى لشن العدوان الهمجي الإجرامي على بلادنا كانت هذه الدويلة المارقة السباقة في إسناد الكيان السعودي وتصدر الجبهة المعادية لليمن واليمنيين ، ومعها ارتكبت أبشع الجرائم والمذابح الوحشية ولم تتوقف انتهاكاتها الصارخة للسيادة اليمنية ، وظلت وما تزال تحيك المؤامرات الواحدة تلو الأخرى ، التي تستهدف اليمن ووحدته وأمنه واستقراره..
يسعون للسيطرة على المحافظات الجنوبية والهيمنة على السواحل والجزر اليمنية ، حاولوا استعراض عضلاتهم الهشة في مأرب فكان الرد المزلزل لهم في صافر بواسطة توشكا اليماني ، تلك الصفعة القوية دفعت بهم للاتجاه نحو الجنوب والجنوب الشرقي والساحل الغربي بهدف السيطرة على المواقع الاستراتيجية وفي مقدمتها باب المندب وجزيرة سقطرى وميناء عدن وميناء بلحاف ، ومن أجل ذلك شرعوا في احتلال سقطرى من خلال التواجد العسكري الإماراتي والدعم اللوجستي للمليشيات التابعة لها التي تتبنى حق تقرير المصير لأبناء الجزيرة التي لم يجدوا أي حرج في الإدعاء بأن جذورها إماراتية ، قبل أن تذهب نحو الصومال وتقوم بتحريضها على المطالبة بجزيرة سقطرى بعد أن روجت لهم بأنها تعود للصومال ، وكل ذلك من أجل إشعال الفتنة بين اليمن والصومال من أجل تمكينها من التحرك في المنطقة بحرية لحساب الأمريكان والصهاينة..
انتهاكات الإمارات لم تتوقف عند هذا الحد بل ذهبت إلى نهب مناجم الذهب ، والتورط في جرائم جرف الثروة السمكية ، ووصل بها الحال إلى القيام بعمليات استكشاف نفطية في الجرف القاري لليمن تحت شماعة الصومال، رغم أن الجرف القاري لليمن محدد ومعلوم من قبل لجان أممية متخصصة وهناك علامات خاصة توضح حدودها لكن الإمارات عندما وجدت نفسها غير قادرة على فرض نفسها في الجنوب بصورة مباشرة من خلال تواجد قواتها ، أو بصورة غير مباشرة من خلال المليشيات التابعة لها والممولة والمدعومة منها ، ذهبت لتحريض الصومال وتأليبها على اليمن تحت مزاعم ودعاوى باطلة ، والذهاب نحو تسليم الجزر اليمنية للكيان الإسرائيلي وتحويلها إلى قواعد عسكرية وقيامها بمهام الوكيل الحصري لتنفيذ وتمرير المشروع الأمريكي في المنطقة ، والعمل المتواصل على نهب الثروات واستغلال الموارد وتعزيز النفوذ وتحويل المناطق الخاضعة لهيمنتها إلى محميات ومناطق خاضعة للانتداب والوصاية الإماراتية ، الوكيل العربي للمستعمر الأمريكي المقاول الرئيسي للمؤامرة الأمريكية الكبرى..
التحركات الإماراتية في الجنوب وعلى وجه الخصوص في سقطرى وعدن وشبوة زادت وتيرتها عقب إعلانها التصهين واليهودة والدخول في علاقات ثنائية مع الكيان الإسرائيلي ، حيث تزامن ذلك مع تواجد عسكري لقوات أمريكية وبريطانية وإسرائيلية تتحرك من المخا وباب المندب مرورا بخليج عدن وصولا إلى سقطرى التي باتت الشغل الشاغل لهم ، الكل يرسمون مخططاتهم من أجل السيطرة عليها ، والإمارات تواصل عملية التهيئة لأسيادها للوصول إلى مرحلة السيطرة التامة ، تشتري الذمم وتكسب الولاءات وترسل الكثير من شباب وشابات سقطرى إلى أبو ظبي للالتحاق بدورات تدريبية وتأهيلية تهدف من خلالها إلى مسخ هويتهم وثقافتهم اليمنية الأصيلة ، وتدجينهم بثقافات مغلوطة وأفكار خاطئة ومعلومات كاذبة ، تمهد لهيمنتها على سقطرى وتبني مشروع حق تقرير المصير الذي تطمح به إلى أن تضمها إليها كمحمية تابعة لها..
بالمختصر المفيد: ما تقوم به الإمارات من انتهاكات سافرة للسيادة اليمنية ، وجرائم حرب ضد الإنسانية تضعها تحت طائلة المساءلة والعدالة الدولية ، وتضعها وكل منشآتها الحيوية والاقتصادية والاستراتيجية هدفا مشروعا للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر اليمني ، للرد على انتهاكاتها التي تتمادى فيها ويتسع مداها يوما بعد آخر ، فهذا هو الرد العملي على انتهاكاتها وجرائمها وتصهينها ويهودتها..
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.