الثورة / أحمد كنفاني
افتتح وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه أحمد المتوكل – صباح أمس الخميس في محافظة الحديدة – أعمال المؤتمر السنوي العلمي الأول لهيئة مستشفى الثورة العام الذي تنظمه الهيئة على مدى يومين تحت شعار ” معا نحو بناء القدرات البحثية وتنمية المهارات السريرية”.
وألقى الوزير المتوكل كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر – التي حضرها وكلاء المحافظة عبدالجبار أحمد ومحمد حليصي وعلي قشر وعلي الكباري – عبر في مستهلها عن شكره وتقديره لهيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة ورئاستها على تطوير نشاطها الخدمي وتنظيمها لهذا المؤتمر الذي يأتي وقد تحققت الكثير من الإنجازات في مختلف التخصصات وفتح المساقات العلمية في طب الأطفال والنساء والولادة وغيرها.
وأكد أن انعقاد المؤتمر – الذي يشارك فيه نخبة من الاستشاريين والأساتذة في تخصصات النساء والولادة، الباطنية، أمراض القلب، الأطفال، الجراحة، الأمراض النفسية والعصبية، طب المناطق الحارة، الوبائيات، والأشعة التشخيصية، من مختلف المحافظات – يمثل رسالة صمود وتحد في وجه العدوان .. مشيرا إلى أهمية الاستفادة من المشاريع المتعلقة بتحديد الأولويات للبحوث في القطاع الصحي، والمشاريع والخبرات المكتسبة في مجالات اقتصاديات الصحة لتحسين مخرجات القطاع الصحي ورفع كفاءة الأداء .. لافتاً إلى القضايا الحيوية التي سيناقشها المؤتمر العلمي عبر البحوث العلمية المقدمة سيما في ظل ما يعيشه الوطن من عدوان سافر وحصار شامل.
وأوضح أن الهيئة على مشارف تخريج أطباء متخصصين في طب الأطفال والنساء والولادة وغيرها من التخصصات الطبية التي تعد إنجازا نوعيا للوصول إلى الغايات والأهداف المنشودة .. مؤكدا أن الوزارة والمجلس اليمني للتخصصات الطبية سيوليانها جل الاهتمام والرعاية.
وقال إن وزارة الصحة تعمل على وضع التنظيمات التي تضمن التنسيق والتكامل بين الجهات الصحية المختلفة بما يضمن تنفيذ برامج وطنية تسهم في تعزيز الصحة في اليمن سيما في المناطق الريفية لكونها حرمت خلال العقود الماضية من التنمية والخدمة الطبية وتلبية احتياجاتها من الكوادر الطبية المتخصصة في جميع المجالات وتطويرها خصوصا التخصصات الوبائية .. ولفت إلى أن محافظة الحديدة تفتقر وعانت كثيرا في هذا الجانب.
واستعرض وزير الصحة جرائم تحالف العدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني على مدى ست سنوات وما نتج عنه من تدمير نحو 523 مستشفى ومركزاً ومرفقاً صحياً وسقوط 43 ألف مدني ما بين قتيل وجريح منهم سبعة آلاف طفل وامرأة.
وأكد أن كافة جرائم الحرب التي وقعت في اليمن ارتكبها تحالف العدوان بأسلحة أمريكية وغربية.
وحمّل وزير الصحة دول التحالف والاستكبار العالمي مسؤولية الصعوبات والعراقيل التي تواجهها المؤسسات المعنية والمنظمات الدولية في إدخال المواد الأساسية إلى البلد وعلى رأسها الدواء والمستلزمات الصحية وتوقف أي مستشفى أو مركز أو وحدة صحية بسبب الحصار الممنهج والتعسفي وانعدام المشتقات النفطية.
ودعا الوزير المتوكل كافة الهيئات إلى افتتاح المراكز التي تم التوافق عليها كمعيارية ضمن المعايير المتقدمة وفتح مساقات علمية جديدة في تخصصات القلب والكلى والقسطرة القلبية وغيرها نظرا للاحتياج الشديد إليها.
وحث المشاركين في المؤتمر على التركيز في أبحاثهم على الأوبئة والتخصصات التي تحتاجها البلد في ظل استمرار العدوان والحصار .. مشيرا إلى أهمية تأهيل وتدريب الكوادر الطبية والاطلاع على كل ماهو جديد في المجال الطبي.
وأشاد بكلية الطب في الحديدة في استقبال الطلاب الجدد .. مؤكدا أهمية تأهيل الطلاب خاصة من المناطق الريفية كونها حرمت خلال العقود الماضية من التنمية والخدمات الطبية.
فيما رحب وكيل المحافظة علي أحمد قشر بالحاضرين والمشاركين من مختلف المحافظات في المؤتمر .. وأشاد بجهود الهيئة في تنظيم المؤتمر .. معتبرا إياه إنجازا يضاف إلى قائمة الإنجازات التي تنفرد بها الهيئة على مستوى محافظات الجمهورية.
وشدد على أهمية التفكير العميق في ما نريده من هكذا مؤتمرات علمية والتخطيط العلمي السليم لها، لما لذلك من أهمية في تحقيق قوة أثرها المطلوب في إعانة صناع القرار وكذلك خدمة المجتمع.
وأكد على أهمية المؤتمرات العلمية في إيصال صوت اليمن واليمنيين الذين يعيشون ويتعايشون مع جراحهم وآلامهم ويتضامنون مع كل البطولات العظيمة التي يسطرها رجال الجيش والأمن واللجان الشعبية في مختلف الميادين والجبهات دفاعا عن الوطن وعزته وكرامة أبنائه.
بدوره أوضح رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بالمحافظة الدكتور خالد أحمد سهيل، أن المؤتمر سيناقش عددا من الأبحاث والدراسات الحديثة في معالجة وتشخيص الحالات المرضية وتبادل الخبرات والمعلومات والخروج بتوصيات تؤدي إلى ممارسة الطرق العلمية الصحيحة في التشخيص والمعالجة لخفض معدل الوفيات والمراضة والإسهام في الارتقاء بالمستوى الطبي لتجاوز سنوات العدوان والحصار ومواكبة التطورات العلمية.
ولفت إلى أن تنظيم المؤتمر يأتي في إطار أنشطة الهيئة وترجمتها للرؤية الوطنية الحديثة.
وأعرب عن تقديره للاهتمام الكبير الذي يوليه وزير الصحة للنشاط الخدمي بالهيئة .. وثمن سهيل كافة الجهود التي بذلت لإنجاح المؤتمر.
واستعرضت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عددا من الأبحاث والمواضيع العلمية والمحاضرات، وريبورتاج عن إنجازات الهيئة والتطورات التي شهدتها خلال الأعوام السابقة خصوصا خلال تصعيد العدوان على المحافظة.
إلى ذلك اطلع وزير الصحة ومرافقوه على محتويات معرض شركات الأدوية الذي أقيم على هامش المؤتمر بمشاركة 25 شركة واحتوى في جنباته على نماذج من مختلف الأدوية والمنتجات الطبية والأجهزة والمعدات.
حضر افتتاح المؤتمر رؤساء المجلس الطبي الأعلى وجامعة 21 سبتمبر وهيئة مستشفى الثورة العام ومدراء المستشفيات في المحافظات.