حسن الوريث
من منا لا يعرف الكابتن علي العبيدي أحد أبرز المدربين الوطنيين في كرة القدم والذي له بصمات لا تنسى على الرياضة اليمنية ومهما تحدثت عنه فربما لن استطيع ان انصفه في هذه السطور وكنت تفاءلتُ كثيرا حين تعاقد معه نادي الصقر لتدريب فريقه الكروي الأول وراهنت كثيراً على أن يحقق الكابتن علي العبيدي معه نتائج متميزة ولكن سرعان ما خاب الأمل بسبب قرار ظالم من الاتحاد العام لكرة القدم الذي جعل الصقر يتخلى عن المدرب لأنه بحسب الاتحاد لا يملك شهادة معتمدة للتدريب وفقا للتصنيف الخاص بالاتحاد الآسيوي رغم أنه يمتلك شهادات تدريب دولية.
هذا القرار المجحف بحق الكابتن علي العبيدي والكثير من المدربين الوطنيين يؤكد أولا عجز الاتحاد من كافة الجوانب لأنه أولاً لم ينفذ أي دورات تدريبية من سابق لتأهيل المدربين ومنحهم التصنيف المطلوب. وثانياً كان يمكنه تقديم مبرر للاتحاد الآسيوي بأننا نمر بحالة عدوان وحرب وحصار وبالتالي فإن عملية التصنيف تحتاج إلى تنفيذ برامج ودورات تدريبية وهذا صعب جدا والأهم أنه لو كانت لديه النية والقدرة لكان نفذ هو نفسه دورات تأهيلية هنا في صنعاء والمحافظات عبر فروعه وبالكوادر التدريبية المحلية التي تمتلك شهادات محاضر دولي معتمدة من الاتحادين الدولي والآسيوي والخروج من هذا المأزق الذي وضُع فيه الكثير من الأندية والمدربون حيث أن الأندية لن تتمكن من العثور على مدربين وفقاً لمواصفات الاتحاد العام. وبالتالي فإما التعاقد مع مدرب أجنبي أو عدم المشاركة في الدوري وهنا فإن إمكانات الأندية لا تمكنها من التعاقد مع أي مدربين أجانب إضافة إلى أن أغلبهم لن يوافقوا على التدريب بسبب ظروف العدوان والحرب والحصار ومنع دول تحالف العدوان لأي كوادر أجنبية من الدخول إلى البلاد وهذا يجعل من الصعوبة التعاقد معهم لو افترضنا أن إمكانات بعض الأندية تمكنها من ذلك.
وهذا الأمر يقودنا إلى نقطة هامة وأساسية تتعلق بما تحدثنا عنه قبل أسابيع وفي هذه الزاوية بالتحديد عن غياب برامج التدريب والتأهيل للمدربين وعدم اهتمام الاتحاد بهذا الجانب وقلنا أنه يُفترض أن يكون لدى كل اتحاد مركز تدريبي لتأهيل وتدريب المدربين والحكام والفنيين والكوادر المساعدة والحصول على رخصة دولية لاعتمادها من الاتحادات الدولية والقارية ولكنه العجز وانعدام الرؤية والأفق وخاصة من اتحاد كرة القدم باعتباره أكبر اتحاد من حيث الحجم والإمكانات لكنه أصغرها من حيث العمل والأداء وهذا أدى إلى هذه النتيجة الكارثية على مدربينا وأنديتنا أيضا.
اعتقد أن قضية الكابتن علي العبيدي يمكن أن نبني عليها رؤية استراتيجية في مجال التدريب والتأهيل وإنشاء مركز تدريبي متكامل يتبع وزارة الشباب والرياضة بتمويل من صندوق رعاية النشء والشباب والاتحادات والأندية بجزء من مخصصاتها وتحويلها كمساهمة في المركز وبرامج التدريب على أن يتم استقطاب الكوادر الكفوءة لتقوم بعملية التدريب والإدارة ولا مانع من الاستفادة من تجارب وخبرات المراكز المشابهة في دول العالم والاستعانة بخبراء ومدربين دوليين لتنفيذ بعض البرامج المتقدمة في المركز ووضع معايير وشروط لكل من يريد التقدم للدراسة فيه ولكن أيضاً بعيداً عن التهريج المسمى مركز إعداد القيادات الشابة والقيادات النسوية ومراكز العلوم الوهمية لأنها فاقدة لكل شيء وبالتالي فننصح بإعادة النظر فيها بمشاريع تدريب إستراتيجية حقيقية.
أنا من هنا أعلن تعاطفي مع الكابتن علي العبيدي وكل المدربين الذين سيتم حرمانهم من التدريب في الأندية بسبب هذا القرار وأطالب الأندية برفع رسالة احتجاج جماعية إلى الاتحادين الدولي والأسيوي لشرح ظروف البلد وعدم إمكانية تنفيذ القرار في هذا الوضع بالذات ليتم إعادة النظر فيه والسماح بمشاركة المدربين دون تطبيق هذا الشرط إلى حين تحسن الظروف وأعتقد أنهما سيقدران الظرف. أما الاتحاد العام لكرة القدم فإنه إذا كان قد عجز عن تنفيذ الدوري ولا يزال يسوّف من يوم ليوم ومن شهر لآخر فكيف سينجح في الوقوف مع المدربين الذين تعرضوا للظلم بسبب عجزه وهروب مسئوليه عن القيام بدورهم ومهام مسئولياتهم وإلا ما كنا وصلنا إلى هذا الحال.. وعموما فإن الكابتن علي العبيدي في نظر الجميع هو ذلك المدرب المتميز والناجح بينما الاتحاد هو الفاشل والعاجز.